قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (203) - النحل (016) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين - 00:00:03ضَ

ذكر جل وعلا في هذه الاية ان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على اسلام قومه لا يهدي من سبق في علم الله انه شقي واوضح هذا المعنى في مواضع اخر - 00:00:28ضَ

كقوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقوله ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم - 00:00:45ضَ

لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم وقوله من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون وقوله ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء - 00:01:03ضَ

الى غير ذلك من الايات وقرأ هذا الحرف نافع وابن عامر وابن كثير. وابو عمرو فان الله لا يهدى من يضل بضم الياء وفتح الدال من يهدى مبنيا للمفعول وقوله من؟ نائب الفاعل. والمعنى - 00:01:25ضَ

ان من اضله الله لا يهدى لا هادي له وقرأه عاصم وحمزة والكسائي بفتح الياء وكسر الدال من يهدي مبنيا للفاعل وقوله من؟ مفعول به ليهدي والفاعل ضمير عائد الى الله تعالى - 00:01:47ضَ

والمعنى ان من اضله الله لا يهديه الله وهي على هذه القراءة فيمن سبقت لهم الشقاوة في علم الله لان غيرهم قد يكون ضالا ثم يهديه الله كما هو معروف - 00:02:10ضَ

وقال بعض العلماء لا يهدي من يضل ما دام في اظلاله له فان رفع الله عنه الضلالة وهداه فلا مانع من هداه والعلم عند الله تعالى قوله تعالى واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت - 00:02:28ضَ

بلا وعدا عليه حقا ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان الكفار حلفوا جهد ايمانهم. اي اجتهدوا في الحلف وغلظوا الايمان على ان الله لا يبعث من يموت وكذبهم الله جل وعلا في ذلك بقوله - 00:02:50ضَ

بلا وعدا عليه حقا وكرر في ايات كثيرة هذا المعنى المذكورة هنا من انكارهم للبعث وتكذيبه لهم في ذلك كقوله زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا بلى وربي لتبعثن الاية - 00:03:10ضَ

وقوله كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين وقوله وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم - 00:03:32ضَ

وقوله فسيقولون من يعيذنا قل الذي فطركم اول مرة والايات بمثل هذا كثيرة جدا وقوله بلى نفي لنفيهم البعث كما قدمنا وقوله وعدا مصدر مؤكد لما دلت عليه بلاء لان بلى تدل على نفي قولهم - 00:03:55ضَ

لا يبعث الله من يموت ونفي هذا النفي اثبات معناه لتبعثن وهذا البعث المدلول على اثباته بلفظة بلى فيه معنى وعد الله بانه سيكون فقوله وعدا مؤكد له وقوله حقا مصدر ايضا - 00:04:24ضَ

اي وعد الله بذلك وعدا وحقه حقا وهو مؤكد ايضا لما دلت عليه بلى واللام في قوله ليبين لهم الذي يختلفون فيه وفي قوله وليعلم الذين كفروا الاية تتعلق بقوله بلى - 00:04:51ضَ

اي يبعثهم ليبين لهم الى اخره الضمير في قوله لهم عائد الى من يموت لانه شامل للمؤمنين والكافرين وقال بعض العلماء اللام في الموضعين تتعلق بقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا. الاية - 00:05:13ضَ

بعثناه ليبين لهم الى اخره والعلم عند الله تعالى قوله تعالى انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه لا يتعاصى على قدرته شيء - 00:05:38ضَ

واذ يقول للشيء كن فيكون بلا تأخير وذلك ان الكفار لما اقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت ورد الله عليهم كذبهم بقوله بلى وعدا عليه حقا بين انه قادر على كل شيء - 00:06:04ضَ

وانه كلما قال لشيء كن واوضح هذا المعنى في مواضع اخر كقوله في الرد على من قال من يحيي العظام وهي رميم انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن - 00:06:27ضَ

فيكون وبين انه لا يحتاج ان يكرر قوله كن بل اذا قال للشيء كن مرة واحدة كان في اسرع من لمح البصر في قوله وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر - 00:06:48ضَ

ونظيره قوله وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب ان الله على كل شيء قدير وقال تعالى ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون - 00:07:11ضَ

الآية وقال ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة الى غير ذلك من الايات وعبر تعالى عن المراد قبل وقوعه باسم الشيء لان تحقق وقوعه كالوقوع بالفعل فلا تنافي الاية اطلاق الشيء على خصوص الموجود دون المعدوم - 00:07:33ضَ

لانه لما سبق في علم الله انه يوجد ذلك الشيء وانه يقول له كن فيكون كان تحقق وقوعه بمنزلة وقوعه او لانه اطلق عليه اسم الشيء باعتبار وجوده المتوقع كتسمية العصير خمرا في قوله اني اراني اعصر خمرا - 00:08:01ضَ

نظرا الى ما يؤول اليه في ثاني حال وقرأ هذا الحرف ابن عامر والكسائي فيكون بفتح النون منصوبا بالعطف على قوله ان نقول وقيل منصوب باني المضمرة بعد الفاء في جواب الامر - 00:08:29ضَ

وقرأ الباقون بالرفع على انه خبر مبتدأ محذوف اي فهو يكون ولقد اجاد من قال اذا ما اراد الله امرا فانما يقول له كن قولة فيكون واللام في قوله لشيء وقوله له - 00:08:50ضَ

للتبليغ قاله ابو حيان بهذا ايها المستمع الكريم نكتفي في لقائنا هذا ولنا لقاء يعقبه ان شاء الله فالى ذلك الحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:13ضَ