قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (207) - النحل (020) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ثم اذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون - 00:00:03ضَ

بين تعالى في هذه الاية الكريمة ان بني ادم اذا مسهم الضر دعوا الله وحده مخلصين له الدين فاذا كشف عنهم الضر وازال عنهم الشدة اذا فريق منهم وهم الكفار - 00:00:27ضَ

يرجعون في اسرع وقت الى ما كانوا عليه من الكفر والمعاصي وقد كرر جل وعلا هذا المعنى في القرآن كقوله في يونس حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها - 00:00:45ضَ

جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين الى قوله اذا هم يبغون في الارض بغير الحق وقوله في الاسراء واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه - 00:01:07ضَ

فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا وقوله في اخر العنكبوت فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون وقوله في الانعام قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب. ثم انتم تشركون - 00:01:32ضَ

الى غير ذلك من الايات وقد قدمنا هذا في سورة الانعام في الكلام على قوله تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله الاية قوله تعالى فتمتعوا فسوف تعلمون صيغة الامر في قوله فتمتعوا - 00:01:54ضَ

للتهديد وقد تقرر في فن المعاني في مبحث الانشاء وفي فن الاصول في مبحث الامر ان من المعاني التي تأتي لها صيغة تفعل التهديد كقوله هنا فتمتعوا فسوف تعلمون وتشهد لهذا المعنى ايات اخر - 00:02:15ضَ

لقوله قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحاب النار وقوله قل تمتعوا فان مصيركم الى النار وقوله ذرهم يخوضوا ويلعبوا ويلهيهم الامل فسوف يعلمون وقوله فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون - 00:02:39ضَ

وقوله كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون وقوله فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون الى غير ذلك من الايات قوله تعالى ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون - 00:03:05ضَ

في ضمير الفاعل في قوله لما لا يعلمون وجهان. احدهما انه عائد الى الكفار اي ويجعل الكفار للاصنام التي لا يعلمون ان الله امر بعبادتها ولا يعلمون انها تنفع عابدها او تضر عاصيها - 00:03:31ضَ

نصيبا الى اخره لقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير ونحو ذلك من الايات وقال صاحب الكشاف - 00:03:51ضَ

ومعنى كونهم لا يعلمونها انهم يسمونها الهة ويعتقدون فيها انها تضر وتنفع وتشفع عند الله وليس كذلك وحقيقتها انها جماد لا يضر ولا ينفع فهم اذا جاهلون بها والوجه الثاني النواة ويعلمون واقعة على الاصنام - 00:04:09ضَ

فهي جماد لا تعلم شيئا اي ويجعلون للاصنام الذين لا يعلمون شيئا لكونهم جمادا نصيبا الى اخره. وهذا الوجه كقوله اموات غير احياء وما يشعرون اي ان يبعثون وقوله فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم - 00:04:35ضَ

ان كنا عن عبادتكم لغافلين وقوله الهم ارجل يمشون بها؟ ام لهم ايدي يبطشون بها؟ ام لهم اعين يبصرون بها الاية الى غير ذلك من الايات وعلى هذا القول فالواو راجعة الى ماء من قوله لما لا يعلمون - 00:04:59ضَ

وعبر عنهم بما التي هي لغير العاقل لان تلك المعبودات التي جعلوا لها من رزق الله نصيبا جماد لا تعقل شيئا وعبر بالواو لا يعلمون على هذا القول لتنزيل الكفار لها منزلة العقلاء - 00:05:26ضَ

في زعمهم انها تشفع وتضر وتنفع واذا عرفت ذلك فاعلم ان هذا المعنى المذكور في الاية الكريمة بينه تعالى في غير هذا الموضع لقوله وجعلوا لله مما ذرع من الحرث والانعام نصيبا - 00:05:46ضَ

فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الى الله. وما كان لله فهو يصل الى شركائهم ساء ما يحكمون وذلك ان الكفار كانوا اذا حرثوا حرثا او كانت لهم ثمرة - 00:06:08ضَ

جعلوا لله منها جزءا وللوثن جزءا كما جعلوا من نصيب الاوثان حفظوه وان اختلط به شيء مما جعلوه لله ردوه الى نصيب الاصنام وان وقع شيء مما جعلوه لله في نصيب الاصنام تركوه فيه - 00:06:30ضَ

وقالوا الله غني والصنم فقير وقد اقسم جل وعلا على انه يسألهم يوم القيامة عن هذا الافتراء والكذب وهو زعمهم ان نصيبا مما خلق الله للاوثان التي لا تنفع ولا تضر - 00:06:53ضَ

في قوله تالله لتسألن عما كنتم تفترون وهو سؤال توبيخ وتقريع ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقائنا القادم ان شاء الله استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:12ضَ