قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (208) - النحل (021) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون - 00:00:03ضَ

واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم تتوارى من القوم من سوء ما بشر به فيمسكه على هون ام يدسه في التراب؟ الا ساء ما يحكمون قوله يجعلون اي يعتقدون - 00:00:25ضَ

ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان الكفار يعتقدون ان لله بنات اناثا وذلك ان خزاعة وكنانة كانوا يقولون الملائكة بنات الله كما بينه تعالى بقوله وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا - 00:00:43ضَ

الاية فزعموا لله الاولاد ومع ذلك زعموا له اخس الولدين وهو الانثى الاناث التي جعلوها لله يكرهونها لانفسهم ويأنفون منها كما قال تعالى عنهم واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا - 00:01:06ضَ

اي لان شدة الحزن والكآبة تسود لون الوجه وهو كظيم اي ممتلئ حزنا وهو ساكت وقيل ممتلئ غيظا على امرأته التي ولدت له الانثى يتوارى من القوم من سوء ما بشر به. ان يختفي من اصحابه - 00:01:27ضَ

من اجل سوء ما بشر به لئلا يروا ما فيه من الحزن والكآبة او لان لا يشمتوا به ويعيروه ويحدد نفسه وينظر ايمسكه اي ما بشر به وهو الانثى على هون - 00:01:48ضَ

هاي هوان وذل ام يدسه في التراب اي يدفن المذكور الذي هو الانثى حيا في التراب يعني ما كانوا يفعلون بالبنات من الوأد وهو دفن البنت حية. كما قال تعالى واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت - 00:02:03ضَ

واوضح جل وعلا هذه المعاني المذكورة في هذه الايات في مواضع اخرى تبين ان جعلهم الاناث لله والذكور لانفسهم قسمة غير عادلة. وانها من اعظم الباطل وبين انه لو كان متخذا ولدا سبحانه وتعالى عن ذلك - 00:02:24ضَ

لاصطفى احسن النصيبين ووبخهم على ان جعلوا له اخس الولدين وبين كذبهم في ذلك وشدة عظم ما نسبوه اليه كل هذا ذكره في مواضع متعددة كقوله الكم الذكر وله الانثى. تلك اذا قسمة ديزا - 00:02:47ضَ

وقوله الا انهم من افكهم ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون. اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون وقوله افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما - 00:03:07ضَ

وقوله ام اتخذ مما يخلق بنات واصفاكم بالبنين وقوله لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء. سبحانه هو الله الواحد القهار وقوله امله البنات ولكم البنون - 00:03:27ضَ

وقال جل وعلا ويجعلون لله ما يكرهون وقال اومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين وقال واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم - 00:03:45ضَ

وبين شدة عظم هذا الافتراء بقوله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض تخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا - 00:04:04ضَ

ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وقوله انكم لتقولون قولا عظيما الى غير ذلك من الايات وقوله في هذه الاية ولهم ما يشتهون مبتدأ وخبر وذكر الزمخشري والفراء وغيرهما - 00:04:24ضَ

انه يجوز ان تكون ماء في محل نصب عطفا على البنات اي ويجعلون لله البنات ويجعلون لانفسهم ما يشتهون ورد اعرابه بالنصب الزجاج وقال العرب تستعمل في مثل هذا ويجعلون لانفسهم - 00:04:48ضَ

قال القرطبي وقال ابو حيان في البحر المحيط قال الزمخشري ويجوز في ماء فيما يشتهون الرفع على الابتداء والنصب على ان يكون معطوفا على البنات اي وجعلوا لانفسهم ما يشتهون - 00:05:10ضَ

من الذكور انتهى وهذا الذي اجازه من النصب تبع فيه الفراء والحوفي وقال ابو البقاء وقد حكاه وفيه نظر وذهل هؤلاء عن قاعدة في النحو وهي ان الفعل الرافع لظمير الاسم المتصل - 00:05:30ضَ

لا يتعدى الى ضميره المتصل المنصوب فلا يجوز زيد ضربه اي زيدا. تريد ضرب نفسه الا في باب ظن واخواتها من الافعال القلبية او فقد وعدم. فيجوز زيد ظنه قائما وزيد فقده وزيد - 00:05:51ضَ

منعدمة والضمير المجرور بالحرف كالمنصوب المتصل فلا يجوز زيد غضب عليه اريد غضب على نفسه وعلى هذا الذي تقرر لا يجوز النصب اذ يكون التقدير ويجعلون لهم ما يشتهون الواو ضمير مرفوع ولهم مجرور باللام - 00:06:10ضَ

فهو نظير زيد غضب عليه انتهى والبشارة تطلق في العربية على الخبر بما يسر وبما يسوء ومن اطلاقها على الخبر بما يسوء. قوله هنا واذا بشر احدهم بالانثى. الاية ونظيره قوله تعالى فبشرهم بعذاب اليم. ونحو ذلك من الايات - 00:06:30ضَ

وما ذكره جل وعلا في هذه الاية الكريمة من بغضهم للبنات مشهور معروف في اشعارهم ولما خطبت الى عقيل بن علفة المري ابنته الجرباء قال اني وان سيق الي المهر - 00:06:56ضَ

الف وابدان وذود عشر احب اصهاري الي القبر ويروى لعبدالله بن طاهر قوله لكل ابي بنت يراعي شؤونها ثلاثة اصهار اذا حمد الصهر فبعل يراعيها وخضر يكنها وقبر يواريها وخيرهم القبر - 00:07:13ضَ

وهم يزعمون ان موجب رغبتهم في موتهن وشدة كراهيتهم لولادتهن الخوف من العار متزوج غير الاكفاء وان تهان بناتهم بعد موتهم كما قال الشاعر في ابنة له تسمى مودة مودة تهوى عمر شيخ يسره لها الموت قبل الليل لو انها تدري - 00:07:38ضَ

يخاف عليها جفوة الناس بعده ولا ختن يرجى اود من القبر وقال الاخر تهوى حياتي واهوى موتها شفقا والموت اكرم نزال على الحرم وقد ولدت امرأة اعرابي انثى فهجرها لشدة غيظه من ولادتها انثى - 00:08:03ضَ

فقالت ما لابي حمزة لا يأتينا يظل بالبيت الذي يلينا غضبان الا نلد البنين ليس لنا من امرنا ماشينا وانما نأخذ ما اعطينا ايها المستمع الكريم يكون لنا ان شاء الله في لقاءنا القادم بقية حديث - 00:08:26ضَ

والى ذلك الحين استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:45ضَ