قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (229) - النحل (042) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل. قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون - 00:00:03ضَ

ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه اذا بدل اية مكان اية بان نسخ اية او انساها واتى بخير منها او مثلها ان الكفار يجعلون ذلك سببا للطعن في الرسول - 00:00:31ضَ

صلى الله عليه وسلم ادعاء انه كاذب على الله مفتر عليه دعما منهم ان نسخ الاية بالاية يلزمه البداء وهو الرأي المجدد وان ذلك مستحيل على الله فيفهم عندهم من ذلك - 00:00:48ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم مفتري على الله داعمين انه لو كان من الله لاقره واثبته ولم يطرأ له فيه رأي متجدد حتى ينسخه والدليل على ان قوله بدلنا اية مكان اية - 00:01:08ضَ

معناه نسخنا اية او انسيناها قوله تعالى ما ننسخ من اية او ننسها وقوله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله اي ان تنساه والدليل على انه ان نسخ اية او انساها لابد ان يأتي ببدل خير منها او مثلها - 00:01:27ضَ

قوله تعالى نأتي بخير منها او مثلها وقوله هنا بدلنا اية مكان اية وما زعمه المشركون واليهود من ان النسخ مستحيل على الله لانه يلزمه البداء وهو الرأي المتجدد ظاهر السقوط - 00:01:54ضَ

واضح البطلان لكل عاقل لان النسخ لا يلزمه البداء البتة بل الله جل وعلا يشرع الحكم وهو عالم بان مصلحته ستنقضي في الوقت المعين وانه عند ذلك الوقت ينسخ ذلك الحكم - 00:02:15ضَ

ويبدل به الحكم الجديد الذي فيه المصلحة فاذا جاء ذلك الوقت المعين انجز جل وعلا ما كان في علمه السابق من نسخ ذلك الحكم الذي زالت مصلحته بذلك الحكم الجديد الذي فيه المصلحة - 00:02:35ضَ

كما ان حدوث المرض بعد الصحة وعكسه وحدوث الغنى بعد الفقر وعكسه ونحو ذلك لا يلزم فيه البداء لان الله عالم بان حكمته الالهية تقتضي ذلك التغيير في وقته المعين له - 00:02:56ضَ

على وفق ما سبق في العلم الازلي كما هو واضح وقد اشار جل وعلا الى علمه بزوال المصلحة من المنسوخ وتمحضها في الناسخ بقوله هنا والله اعلم بما ينزل وقوله - 00:03:14ضَ

نأتي بخير منها او مثلها. الم تعلم ان الله على كل شيء قدير وقوله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى وقوله انه يعلم الجهر وما يخفى - 00:03:33ضَ

بعد قوله الا ما شاء الله يدل على انه اعلم بما ينزل فهو عالم بمصلحة الانسان ومصلحة تبديل الجديد من الاول المنسى مسائل تتعلق بهذه الاية الكريمة المسألة الاولى لا خلاف بين المسلمين في جواز النسخ عقلا وشرعا - 00:03:53ضَ

ولا في وقوعه فعلا ومن ذكر عنه خلاف في ذلك كابي مسلم الاصفهاني فانه انما يعني ان النسخ تخصيص لزمن الحكم بالخطاب الجديد لان ظاهر الخطاب الاول استمرار الحكم في جميع الزمن - 00:04:20ضَ

والخطاب الثاني دل على تخصيص الحكم الاول بالزمن الذي قبل النسخ فليس النسخ عنده رفعا للحكم الاول وقد اشار اليه في مراقي السعود بقوله في تعريف النسخ رفع لحكم او بيان الزمن - 00:04:39ضَ

بمحكم القرآن او بالسنن وانما خالف فيه اليهود وبعض المشركين داعمين انه يلزمه البداء كما بينا ومن هنا قالت اليهود ان شريعة موسى يستحيل نسخها المسألة الثانية لا يصح نسخ حكم شرعي الا بوحي من كتاب او سنة - 00:05:00ضَ

لان الله جل وعلا يقول واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاء نأتي بقرآن غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي - 00:05:26ضَ

ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم وبه تعلم ان النسخ بمجرد العقل ممنوع وكذلك لا نسخ بالاجماع بان الاجماع لا ينعقد الا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم - 00:05:42ضَ

لانه ما دام حيا العبرة بقوله وفعله وتقريره صلى الله عليه وسلم. ولا حجة معه في قول الامة لان اتباعه فرض على كل احد ولذا لا بد في تعريف الاجماع من التقييد بكونه بعد وفاته. صلى الله عليه وسلم - 00:06:03ضَ

كما قال صاحب المراقي في تعريف الاجماع وهو الاتفاق من مجتهد الامة من بعد وفاة احمد وبعد وفاته ينقطع النسخ لانه تشريع ولا تشريع البتة بعد وفاته. صلى الله عليه وسلم - 00:06:27ضَ

والى كون العقل والاجماع لا يصح النسخ بمجردهما. اشار في مراقي السعود ايضا بقوله في النسخ فلم يكن بالعقل او مجرد الاجماع بل ينمى الى المستند وقوله بل ينمى الى المستند - 00:06:47ضَ

يعني انه اذا وجد في كلام العلماء ان نصا منسوخ بالاجماع فانهم انما يعنون انه منسوخ بالنص الذي هو مستند الاجماع لا بنفس الاجماع ما ذكرنا من منع النسخ به شرعا - 00:07:05ضَ

وكذلك لا يجوز نسخ الوحي بالقياس على التحقيق واليه اشار في المراقي بقوله ومنع نسخ النص بالقياس هو الذي ارتضاه جل الناس اي وهو الحق المسألة الثالثة اعلم ان ما يقوله بعض اهل الاصول من المالكية والشافعية وغيرهم - 00:07:25ضَ

من جواز النسخ بلا بدل وعزاه غير واحد للجمهور وعليه درجة في المراقي بقوله وينسخ الخف بماله ثقل وقد يجيء عاريا من البدل انه باطل بلا شك والعجب ممن قال به من العلماء الاجلاء - 00:07:49ضَ

مع كثرتهم مع انه مخالف مخالفة صريحة لقوله تعالى ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها ولا كلام البتة لاحد بعد كلام الله تعالى. ومن اصدق من الله قيلا - 00:08:09ضَ

ومن اصدق من الله حديثا فانتم اعلم ام الله فقد ربط جل وعلا في هذه الاية الكريمة بين النسخ وبين الاتيان ببدل المنسوخ على سبيل الشرط والجزاء ومعلوم ان الصدق والكذب في الشرطية يتواردان على الربط - 00:08:29ضَ

ويلزم انه كلما وقع النسخ وقع الاتيان بخير من المنسوخ او مثله. كما هو ظاهر وما زعمه بعض اهل العلم من ان النسخ وقع في القرآن بلا بدل وذلك في قوله تعالى - 00:08:51ضَ

يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة فانه نسخ بقوله ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الاية ولا بدل لهذا المنسوخ الجواب ان له بدلا - 00:09:08ضَ

وهو ان وجوب تقديم الصدقة امام المناجاة لما نسخ بقي استحباب الصدقة وندبها بدلا من الوجوب المنسوخ كما هو ظاهر ايها المستمع الكريم سوف نستكمل بقية المسائل في الحلقات القادمة ان شاء الله - 00:09:27ضَ

فالى ذلك الحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:49ضَ