قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (230) - النحل (043) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نواصل الحديث عن مسائل ذكرها المؤلف رحمه الله - 00:00:03ضَ
حول قول الحق تعالى واذا بدلنا اية مكان اية قال رحمه الله المسألة الرابعة اعلم انه يجوز نسخ الاخف بالاثقل والاثقل بالاخف فمثال نسخ الاخف بالاثقل نسخ التخيير بين الصوم والاطعام - 00:00:26ضَ
المنصوص عليه في قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين باثقل منه وهو تعيين ايجاب الصوم. في قوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه ونسخ حبس الزواني في البيوت المنصوص عليه - 00:00:47ضَ
بقوله فامسكوهن في البيوت الاية باثقل منه وهو الجلد والرجم المنصوص على الاول منهما في قوله الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة وعلى الثاني منهما باية الرجم التي نسخت تلاوتها - 00:01:09ضَ
وبقي حكمها ثابتة وهي قوله الشيخ والشيخة اذا زنايا فارجموهما البتة مكانا من الله والله عزيز حكيم ومثال نسخ الاثقل بالاخف نسخ وجوب مصادرة المسلم عشرة من الكفار المنصوص عليها - 00:01:31ضَ
في قوله ان يكن منكم عشرون صابرون. يغلب مائتين الاية باخف منها وهو مصابرة المسلم اثنين منهم المنصوص عليه في قوله الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا ايكم منكم مائة صابرة - 00:01:56ضَ
يغلب مائتين الاية وكنسخ قوله تعالى ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله الاية بقوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها فانه نسخ للاثقل بالاخف كما هو ظاهر - 00:02:18ضَ
وكنسخ اعتداد المتوفى عنها بحول المنصوص عليه في قوله والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول الاية باخف منه وهو الاعتداد باربعة اشهر وعشر المنصوص عليه في قوله والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا - 00:02:40ضَ
يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا قال المؤلف اجزل الله مثوبته تنبيه اعلم ان في قوله جل وعلا نأتي بخير منها او مثلها اشكالا من جهتين الاولى ان يقال اما ان يكون الاثقل خيرا من الاخف - 00:03:06ضَ
لانه اكثر اجرا او الاخف خيرا من الاثقل لانه اسهل منه واقرب الى القدرة على الامتثال وكون الاثقل خيرا يقتضي منع نسخه بالاخف كما ان كون الاخف خيرا يقتضي منع نسخه بالاثقل - 00:03:29ضَ
لان الله صرح بانه يأتي بما هو خير من المنسوخ او مماثل له لا ما هو دونه وقد عرفت ان الواقع جواز نسخ كل منهما بالاخر الجهة الثانية من جهتي الاشكال - 00:03:51ضَ
في قوله او مثلها لانه يقال ما الحكمة في نسخ المثل ليبدل منه مثله واي مزية للمثل على المثل حتى ينسخ ويبدل منه والجواب عن الاشكال الاول هو ان الخيرية تارة تكون في الاثقل لكثرة الاجر - 00:04:09ضَ
وذلك فيما اذا كان الاجر كثيرا جدا والامتثال غير شديد كنسخ التخيير بين الاطعام والصوم بايجاب الصوم فان في الصوم اجرا كثيرا كما في الحديث القدسي الا الصوم فانه لي وانا اجزي به - 00:04:32ضَ
الصائمون من خيار الصابرين لانهم صبروا لله عن شهوة بطونهم وفروجهم. والله يقول انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ومشقة الصوم عادية. ليس فيها صعوبة شديدة تكون مظنة لعدم القدرة على الامتثال - 00:04:55ضَ
وان عرض ما يقتضي ذلك كمرض او سفر فالتسهيل برخصة الافطار منصوص عليه بقوله فمن كان منكم مريضا او على سفر عدة من ايام اخر وتارة تكون الخيرية في الاخف - 00:05:16ضَ
وذلك فيما اذا كان الاثقل المنسوخ شديد الصعوبة بحيث يعسر فيه الامتثال فان الاخف يكون خيرا منه لان مظنة عدم الامتثال تعرض المكلف للوقوع فيما لا يرضي الله وذلك كقوله ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه - 00:05:34ضَ
يحاسبكم به الله فلو لم تنسخ المحاسبة بخطرات القلوب لكان الامتثال صعبا جدا شاقا على النفوس لا يكاد يسلم من الاخلال به الا من سلمه الله تعالى فلا شك ان نسخ ذلك - 00:05:57ضَ
بقوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها خير للمكلف من بقاء ذلك الحكم الشاق وهكذا والجواب عن الاشكال الثاني هو ان قوله او مثلها يراد به مماثلة الناسخ والمنسوخ في حد ذاتيهما - 00:06:16ضَ
فلا ينافي ان يكون الناسخ يستلزم فوائد خارجة عن ذاته يكون بها خيرا من المنسوخ سيكون باعتبار ذاته مماثلا للمنسوخ وباعتبار ما يستلزمه من الفوائد التي لا توجد في المنسوخ - 00:06:38ضَ
خيرا من المنسوخ وايضاحه ان عامة المفسرين يمثلون لقوله او مثلها بنسخ استقبال بيت المقدس باستقبال بيت الله الحرام فان هذا الناسخ والمنسوخ بالنظر الى ذاتيهما متماثلان لان كل واحد منهما جهة من الجهات - 00:06:57ضَ
وهي في حقيقة انفسها متساوية فلا ينافي ان يكون الناسخ مشتملا على حكم خارجة عن ذاته. تصيره خيرا من المنسوخ بذلك الاعتبار فان استقبال بيت الله الحرام تلزمه نتائج متعددة. مشار لها في القرآن - 00:07:21ضَ
ليست موجودة في استقبال بيت المقدس منها انه يسقط به احتجاج كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم تزعم انك على ملة ابراهيم ولا تستقبل قبلته وتسقط به حجة اليهود - 00:07:42ضَ
بقولهم تعيبوا ديننا وتستقبل قبلتنا. وقبلتنا من ديننا وتسقط به ايضا حجة علماء اليهود فانهم عندهم في التوراة انه صلى الله عليه وسلم سوف يؤمر باستقبال بيت المقدس ثم يؤمر بالتحول عنه - 00:08:03ضَ
الى استقبال بيت الله الحرام فلو لم يؤمر بذلك لاحتجوا عليه بما عندهم في التوراة من انه سيحول الى بيت الله الحرام والفرض انه لم يحول وقد اشار تعالى الى هذه الحكم - 00:08:23ضَ
التي هي ادحاض هذه الحجج الباطلة بقوله ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة. ثم بين الحكمة بقوله لئلا يكون للناس عليكم حجة - 00:08:43ضَ
الاية واسقاط هذه الحجج من الدواعي التي دعته صلى الله عليه وسلم الى حب التحويل الى بيت الله الحرام المشار اليه في قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء - 00:09:01ضَ
فلنولينك قبلة ترضاها تولي وجهك شطر المسجد الحرام. الاية ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر وسوف نستكمل الحديث حول الاية في الحلقة القادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:20ضَ