قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (236) - النحل (049) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب. هذا حلال وهذا حرام. لتفتروا على الله الكذب - 00:00:03ضَ
نهى الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة الكفار عن تحريم ما احل الله من رزقه مما شرع لهم عمرو ابن لحي لعنه الله من تحريم ما احل الله وقد اوضح جل وعلا هذا المعنى في ايات كثيرة - 00:00:29ضَ
كقوله قل هلم شهداءكم الذين يشهدون ان الله حرم هذا وان شهدوا فلا تشهد معهم وقوله قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون - 00:00:47ضَ
وقوله قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين وقوله وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا - 00:01:08ضَ
ومحرم على ازواجنا الاية وقوله وقالوا هذه انعام وحرث حجر. لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم. الاية وقوله حجر اي حرام الى غير ذلك من الايات كما تقدم وفي قوله الكذب - 00:01:26ضَ
اوجه من الاعراب احدها انه منصوب بتقولوا اي لا تقولوا الكذب لما تصفه السنتكم من رزق الله بالحل والحرمة كما ذكر في الايات المذكورة انفا من غير استناد ذلك الوصف الى دليل - 00:01:48ضَ
واللام مثلها في قولك لا تقولوا لما احل الله هو حرام وكقوله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات الاية وجملة هذا حلال وهذا حرام بدل من الكذب وقيل ان الجملة المذكورة في محل نصب - 00:02:09ضَ
بتصف بتضمينها معنى تقول اي ولا تقولوا الكذب لما تصفه السنتكم فتقول هذا حلال وهذا حرام وقيل الكذب مفعول به لتصف وما مصدرية وجملة هذا حلال وهذا حرام متعلقة بلا تقولوا - 00:02:33ضَ
اي لا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف السنتكم الكذب اي لا تحرموا ولا تحللوا لاجل قول تنطق به السنتكم ويجول في افواهكم لا لاجل حجة وبينة قاله صاحب الكشاف - 00:02:58ضَ
وقيل الكذب بدل من هاء المفعول المحذوفة اي لما تصفه السنتكم الكذبة قال رحمه الله تنبيه كان السلف الصالح رضي الله عنهم يتورعون عن قولهم هذا حلال وهذا حرام خوفا من هذه الايات - 00:03:19ضَ
قال القرطبي في تفسير هذه الاية الكريمة قال الدارمي ابو محمد في مسنده اخبرنا هارون عن حفص عن الاعمش قال ما سمعت ابراهيم قط يقول حلال ولا حرام ولكن يقول - 00:03:40ضَ
كانوا يكرهون وكانوا يستحبون وقال ابن وهب قال مالك لم يكن من فتيا الناس ان يقولوا هذا حلال وهذا حرام ولكن يقولون اياكم وكذا وكذا ولم اكن لاصنع هذا انتهى - 00:03:58ضَ
وقال الزمخشري واللام في قوله لتفتروا على الله الكذب من التعليم الذي لا يتضمن معنى الفرض انتهى وكثير من العلماء يقولون هي لام العاقبة والبيانيون يزعمون ان حرف التعليل كلام اذا لم تقصد به علة غائية - 00:04:19ضَ
كقوله فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا الاية وقوله هنا لتفتروا على الله الكذب ان في ذلك استعارة تبعية في معنى الحرف قال مقيده عفا الله عنه بل كل ذلك من اساليب اللغة العربية - 00:04:47ضَ
ومن اساليبها الاتيان بحرف التعليل للدلالة على العلة الغائية كقوله وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط الاية ومن اساليبها الاتيان باللام للدلالة على ترتب امر على امر كترتب المعلول على علته الغائية - 00:05:11ضَ
وهذا الاخير كقوله فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا بان العلة الغائية الباعثة لهم على التقاطه ليست هي ان يكون لهم عدوا بل ليكون لهم قرة عين. كما قالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك - 00:05:41ضَ
لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا ولكن لما كان كونه عدوا لهم وحزنا يترتب على التقاطهم له كترتب المعلول على علته الغائية عبر فيه باللام الدالة على ترتيب المعلول على العلة - 00:06:05ضَ
وهذا اسلوب عربي ولا حاجة الى ما يطيل به البيانيون في مثل هذا المبحث قوله تعالى ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم ذكر جل وعلا بهذه الاية الكريمة - 00:06:25ضَ
ان الذين يفترون عليه الكذب ان يختلقونه عليه كدعواهم انه حرم هذا وهو لم يحرمه ودعواهم له الشركاء والاولاد لا يفلحون لانهم في الدنيا لا ينالون الا متاعا قليلا لا اهمية له - 00:06:48ضَ
وفي الاخرة يعذبون العذاب العظيم الشديد المؤلم واوضح هذا المعنى في مواضع اخر كقوله في يونس قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم. ثم نذيقهم العذاب الشديد - 00:07:09ضَ
بما كانوا يكفرون وقوله نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ وقوله قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير الى غير ذلك من الايات وقوله متاع قليل - 00:07:29ضَ
خبر مبتدأ محذوف اي متاعهم في الدنيا متاع قليل وقال الزمخشري منفعتهم في الدنيا متاع قليل وقوله لا يفلحون اي لا ينالون الفلاح وهو يطلق على معنيين احدهما الفوز بالمطلوب الاكبر - 00:07:52ضَ
والثاني البقاء السرمدي كما تقدم بشواهده وبهذا ايها المستمع الكريم نكتفي في هذه الحلقة ولنا لقاء قادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:13ضَ