قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (246) - الإسراء (007) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نمضي مع المؤلف رحمه الله - 00:00:03ضَ

في بيان ما ذكره من هدي القرآن الى خير الطرق وشموله لجميع ما فيه الهدي الى خير الدنيا والاخرة قال رحمه الله جل وعلا فمن ذلك توحيد الله جل وعلا - 00:00:27ضَ

وقد هدى القرآن فيه للطريق التي هي اقوم الطرق واعدلها وهي توحيده جل وعلا في ربوبيته وفي عبادته وفي اسمائه وصفاته وقد دل استقراء القرآن العظيم على ان توحيد الله ينقسم الى ثلاثة اقسام - 00:00:45ضَ

الاول توحيده في ربوبيته وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء قال تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله الاية وقال قل من يرزقكم من السماء والارض؟ ام من يملك السمع والابصار؟ ومن يخرج الحي من الميت - 00:01:09ضَ

ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله. فقل افلا تتقون وانكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله قال فرعون وما رب العالمين تجاهل من عارف انه عبد مربوط. بدليل قوله تعالى قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض - 00:01:32ضَ

الاية وقوله وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وهذا النوع من التوحيد لا ينفع الا باخلاص العبادة لله. كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون والايات الدالة على ذلك كثيرة جدا - 00:01:57ضَ

الثاني توحيده جل وعلا في عبادته وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى لا اله الا الله وهي متركبة من نفي واثبات فمعنى النفي منها خلع جميع انواع المعبودات غير الله - 00:02:21ضَ

كائنة ما كانت في جميع انواع العبادات كائنة ما كانت ومعنى الاثبات منها افراد الله جل وعلا وحده بجميع انواع العبادات باخلاص على الوجه الذي شرعه على السنة رسله عليهم الصلاة والسلام - 00:02:40ضَ

واكثر ايات القرآن في هذا النوع من التوحيد وهو الذي فيه المعارك بين الرسل واممهم وجعل الالهة الها واحدا. ان هذا لشيء عجاب ومن الايات الدالة على هذا النوع من التوحيد - 00:03:02ضَ

قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك الاية وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول - 00:03:20ضَ

الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وقوله قل انما يوحى الي ان ما الهكم اله واحد - 00:03:39ضَ

فهل انتم مسلمون وقد امر نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الاية الكريمة ان يقول انما اوحي اليه محصور في هذا النوع من التوحيد لشمول كلمة لا اله الا الله - 00:04:00ضَ

لجميع ما جاء في الكتب لانها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده ويشمل ذلك جميع العقائد والاوامر والنواهي وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب والايات في هذا النوع من التوحيد كثيرة - 00:04:17ضَ

النوع الثالث توحيده جل وعلا في اسمائه وصفاته وهذا النوع من التوحيد ينبني على اصلين الاول تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم. كما قال تعالى ليس كمثله شيء - 00:04:38ضَ

والثاني الايمان بما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله كما قال بعد قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - 00:04:57ضَ

مع قطع الطمع عن ادراك كيفية الاتصال قال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما وقد قدمنا هذا المبحث مستوفا موضحا بالايات القرآنية في سورة الاعراف - 00:05:15ضَ

ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيده في عبادته ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير فاذا اقروا بربوبيته احتج بها عليهم على انه هو المستحق لان يعبد وحده - 00:05:35ضَ

ووبخهم منكرا عليهم شركهم به غيرة مع اعترافهم بانه هو الرب وحده لان من اعترف بانه هو الرب وحده لزمه الاعتراف بانه هو المستحق لان يعبد وحده ومن امثلة ذلك قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض؟ امن يملك السمع والابصار الى قوله فسيقولون الله - 00:05:59ضَ

فلما اقروا بربوبيته وبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره بقوله قل افلا تتقون ومنها قوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون. سيقولون لله. فلما اعترفوا وبخهم منكرا - 00:06:28ضَ

شركهم بقوله قل افلا تذكرون ثم قال قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله فلما اقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم. بقوله قل افلا تتقون ثم قال قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه. ان كنتم تعلمون. سيقولون لله. فلما اقروا - 00:06:48ضَ

وبخه منكرا عليهم شركهم بقوله قل فانى تسحرون ومنها قوله تعالى قل من رب السماوات والارض قل الله فلما صح الاعتراف وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا - 00:07:15ضَ

ومنها قوله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فلما صح اقرارهم وبخهم منكرا عليهم. بقوله فانى يؤفكون ومنها قوله تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله - 00:07:39ضَ

فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله فانى يؤفكون وقوله تعالى ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها. ليقولن الله فلما صح اقرارهم وبخهم منكرا عليهم شركه. بقوله قل الحمدلله بل اكثرهم لا يعقلون - 00:08:00ضَ

وقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله قل الحمدلله بل اكثرهم لا يعلمون وقوله تعالى االله خير اما يشركون امن خلق السماوات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة. ما كان لكم ان تنبتوا شجرها - 00:08:26ضَ

ولا شك ان الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره هو ان القادر على خلق السماوات والارض وما ذكر معها خير من جماد لا يقدر على شيء فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله االه مع الله - 00:08:56ضَ

بل هم قوم يعدلون ثم قال تعالى امن جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا. وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا ولا شك ان الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله - 00:09:17ضَ

فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله اإله مع الله بل اكثرهم لا يعلمون ثم قال جل وعلا امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ولا شك ان الجواب كما - 00:09:34ضَ

فلما تعين اقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله االه مع الله قليلا ما تذكرون. ثم قال تعالى امن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته - 00:09:54ضَ

ولا شك ان الجواب كما قبله. فلما تعين اقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم. بقوله االه مع الله تعالى الله عما يشركون. ثم قال جل وعلا امن يبدأ الخلق ثم يعيذه؟ ومن يرزقكم من السماء والارض؟ ولا - 00:10:13ضَ

كأن الجواب كما قبله فلما تعين الاعتراف وبخهم منكرا عليهم بقوله االه مع الله؟ قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين وقوله الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء - 00:10:33ضَ

ولا شك ان الجواب الذي لا جواب لهم غيره ولاء اي ليس من شركائنا من يقدر على ان يفعل شيئا من ذلك المذكور. من الخلق والرزق والاماتة والاحياء فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله سبحانه وتعالى عما يشركون - 00:10:56ضَ

والايات بنحو هذا كثيرة جدا ولاجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع ان كل الاسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير يراد منها انهم اذا اقروا رتب لهم التوبيخ والانكار على ذلك الاقرار - 00:11:20ضَ

لان المقر بالربوبية يلزمه الاقرار بالالوهية ضرورة نحو قوله تعالى افي الله شك وقوله قل اغير الله ابغي ربا وان زعم بعض العلماء ان هذا استفهام انكار لان استقراء القرآن دل على ان الاستفهام - 00:11:40ضَ

المتعلقة بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام انكار لانهم لا ينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الايات الدالة عليه والكلام على اقسام التوحيد ستجده ان شاء الله في مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبارك بحسب المناسبات في الايات التي - 00:12:02ضَ

نتكلم على بيانها بايات اخرى ايها المستمع الكريم في الحلقات القادمة ان شاء الله نواصل الحديث عن هدي القرآن الى خير الطرق التي هي اقوم وشموله لخير ما في الدنيا والاخرة - 00:12:24ضَ

والى ذلك الحين استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:42ضَ