Baheth

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال المؤلف رحمه الله وقوله في هذه الاية الكريمة - 00:00:03ضَ

ولتعلموا عدد السنين والحساب بين فيه نعمة اخرى على خلقه وهي معرفتهم عدد السنين والحساب لانهم باختلاف الليل والنهار يعلمون عدد الايام والشهود والاعوام ويعرفون بذلك يوم الجمعة ليصلوا فيه صلاة الجمعة - 00:00:27ضَ

ويعرفون شهر الصوم واشهر الحج ويعلمون مضي اشهر العدة لمن تعتد بالاشهر المشار اليها في قوله واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن - 00:00:50ضَ

وقوله والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا ويعرفون مضي الاجال المضروبة للديون والايجارات ونحو ذلك وبين جل وعلا هذه الحكمة في مواضع اخر كقوله هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا - 00:01:11ضَ

وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون وقوله جل وعلا يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج الى غير ذلك من الايات - 00:01:36ضَ

وقوله جل وعلا في هذه الاية الكريمة ومحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة فيه وجهان من التفسير للعلماء احدهما ان الكلام على حذف مضاعف التقدير وجعلنا نيري الليل والنهار اي الشمس والقمر - 00:01:59ضَ

ايتين وعلى هذا القول فاية الليل هي القمر واية النهار هي الشمس والمحو الطمس وعلى هذا القول فمحو اية الليل قيل معناه السواد الذي في القمر وبهذا قال علي رضي الله عنه ومجاهد - 00:02:22ضَ

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقيل معنى فمحونا اية الليل اي لم نجعل في القمر شعاعا كشعاع الشمس ترى به الاشياء رؤية بينة فنقص نور القمر عن نور الشمس - 00:02:45ضَ

هو معنى الطمس على هذا القول وهذا اظهر عندي لمقابلته تعالى له بقوله وجعلنا اية النهار مبصرة والقول بان معنى محو اية الليل السواد الذي في القمر ليس بظاهر عندي - 00:03:04ضَ

وان قال به بعض الصحابة الكرام وبعض اجلاء اهل العلم وقوله وجعلنا اية النهار على التفسير المذكور حي الشمس مبصرة اي ذات شعاع يبصر في ضوئها كل شيء على حقيقته - 00:03:25ضَ

قال الكسائي هو من قول العرب ابصر النهار اذا اضاء وصار بحالة يبصر بها نقله عنه القرطبي قال مقيده عفا الله عنه هذا التفسير من قبيل قولهم نهاره صائم وليله قائم - 00:03:48ضَ

ومنه قوله لقد لمتنا يا ام غيلان في السرى ونمتي وما ليل المحب بنائم غاية ما في الوجه المذكور من التفسير حذفه مضاف وهو كثير في القرآن وفي كلام العرب - 00:04:12ضَ

ان دلت عليه قرينة قال في الخلاصة وما يلي المضاف ياتي خلفا عنه في الاعراب اذا ما حذف والقرينة في الاية المذكورة الدالة على المضاف المحذوف قوله فمحونا اية الليل - 00:04:30ضَ

وجعلنا اية النهار مبصرة فاضافة الاية الى الليل والنهار دليل على ان الايتين المذكورتين لهما لا هما انفسهما وحذف المضاف كثير في القرآن كقوله واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها - 00:04:52ضَ

وقوله حرمت عليكم امهاتكم اي نكاحها وقوله حرمت عليكم الميتة اي اكلها ونحو ذلك على القول بتقدير المضاف وان المراد بالايتين الشمس والقمر فالايات الموضحة لكون الشمس والقمر ايتين تقدمت موضحة في سورة النحل - 00:05:20ضَ

الوجه الثاني من التفسير ان الاية الكريمة ليس فيها مضاف محذوف وان المراد بالايتين نفس الليل والنهار لا الشمس والقمر وعلى هذا القول فاضافة الاية الى الليل والنهار من اضافة الشيء الى نفسه - 00:05:52ضَ

مع اختلاف اللفظ تنزيلا لاختلاف اللفظ منزلة الاختلاف في المعنى واضافة الشيء الى نفسه مع اختلاف اللفظ كثيرة في القرآن وفي كلام العرب فمنه في القرآن قوله تعالى شهر رمضان - 00:06:20ضَ

الاية ورمضان هو نفس الشهر بعينه على التحقيق وقوله ولدار الاخرة الاية والدار هي الاخرة بعينها بدليل قوله في موضع اخر ولا الدار الاخرة التعريف والاخرة نعت للدار وقوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد - 00:06:44ضَ

والحبل هو الوريد وقوله ومكر السيء الاية والمكر هو السيء بدليل قوله ولا يحيق المكر السيء الا باهله ومن امثلته في كلام العرب قول امرئ القيس كبكر المقانات البياض بصفرة - 00:07:15ضَ

غذاها نمير الماء غير المحلل لان المقانعة هي البكر بعينها وقول عنترة في معلقته ومن شك سابغة هتكت فروجها بالسيف عن حام الحقيقة معلم لان مراده بالمشك السابقة بعينها بدليل قوله هتكت فروجها - 00:07:39ضَ

لان الضمير عائد الى السابغة التي عبر عنها بالمشك وقد اوضحنا هذه المسألة في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب في سورة فاطر وبينا ان الذي يظهر لنا ان اضافة الشيء الى نفسه - 00:08:07ضَ

مع اختلاف لفظ المضاف والمضاف اليه اسلوب من اساليب اللغة العربية لان تغاير اللفظين ربما نزل منزلة التغايل المعنوي لكثرة الاضافة المذكورة في القرآن وفي كلام العرب وجزم بذلك ابن جرير في بعض مواضعه - 00:08:31ضَ

في القرآن وعليه فلا حاجة الى التأويل المشار اليه بقوله في الخلاصة ولا يضاف اسم لما به اتحد معنى واول موهما اذا ورد ومما يدل على ضعف التأويل المذكور قوله وان يكونا مفردين فاضف حتما والا اتبع الذي ردف - 00:08:55ضَ

لان ايجاب اضافة العلم الى اللقب مع اتحادهما في المعنى ان كانا مفردين المستلزم للتأويل ومنع الاتباع الذي لا يحتاج الى تأويل دليل على ان ذلك من اساليب اللغة العربية - 00:09:22ضَ

ولو لم يكن من اساليبها لوجب تقديم ما لا يحتاج الى تأويل على المحتاج الى تأويل كما ترى وعلى هذا الوجه من التفسير المعنى الاية التي هي الليل وجعلنا الاية التي هي النهار - 00:09:39ضَ

مبصرة اي جعلنا الليل ممحو الضوء مطموسة مظلما لا تستبان فيه الاشياء كما لا يستبان ما في اللوح الممحو وجعلنا النهار مبصرا. اي تبصر فيه الاشياء وتستبان وقوله في هذه الاية الكريمة - 00:09:59ضَ

وكل شيء فصلناه تفصيلا تقدم ايضاحه والايات الدالة عليه في سورة النحل الكلام على قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء الاية بهذا ايها المستمع الكريم نكتفي ليلتنا هذه - 00:10:20ضَ

ولنا لقاء ليلة غد ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:42ضَ