قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (262) - الإسراء (023) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه - 00:00:03ضَ

ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك شفى بنفسك اليوم عليك حسيبا في قوله جل وعلا بهذه الاية الكريمة وكل انسان الزمناه طائرة وجهان معروفان من التفسير الاول - 00:00:27ضَ

ان المراد بالطائر العمل من قولهم طار له سهم اذا خرج له اي الزمناه ما طار له من عمله الثاني ان المراد بالطائر ما سبق له في علم الله من شقاوة او سعادة - 00:00:50ضَ

والقولان متلازمان لان ما يطير له من العمل هو سبب ما يؤول اليه من الشقاوة او السعادة فاذا عرفت الوجهين المذكورين فاعلم انا قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ان الاية - 00:01:09ضَ

قد يكون فيها للعلماء قولان او اقوال وكلها حق ويشهد له قرآن فنذكر جميع الاقوال وادلتها من القرآن لانها كلها حق والوجهان المذكوران في تفسير هذه الاية الكريمة اله ما يشهد له قرآن - 00:01:30ضَ

اما على القول الاول بان المراد بطائره عمله الايات الدالة على ان عمل الانسان لازم له كثيرة جدا كقوله تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به - 00:01:54ضَ

الاية وقوله انما تجزون ما كنتم تعملون وقوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه وقوله من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وقوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - 00:02:18ضَ

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والايات بمثل هذا كثيرة جدا واما على القول بان المراد بطائره نصيبه الذي طار له في الازل من الشقاوة او السعادة فالايات الدالة على ذلك ايضا كثيرة - 00:02:44ضَ

كقوله هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن وقوله ولذلك خلقهم اي للاختلاف الى شقي وسعيد خلقهم وقوله فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة وقوله فريق في الجنة وفريق في السعير - 00:03:06ضَ

الى غير ذلك من الايات وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة في عنقه اي جعلنا عمله او ما سبق له من شقاوة في عنقه اي لازما له لزوم القلادة او الغل - 00:03:30ضَ

لا ينفك عنه ومنه قول العرب تقلدها طوق الحمامة وقولهم الموت في الرقاب وهذا الامر ربقة في رقبته ومنه قول الشاعر اذهب بها اذهب بها وقتها طوق الحمامة فالمعنى في ذلك كله اللزوم وعدم الانفكاك - 00:03:48ضَ

وقوله جل وعلا في هذه الاية الكريمة ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان ذلك العمل الذي الزم الانسان اياه يخرجه له يوم القيامة - 00:04:17ضَ

مكتوبا في كتاب يلقاه منشورا اي مفتوحا يقرأه هو وغيره وبين اشياء من صفات هذا الكتاب الذي يلقاه منشورا في ايات اخر تبين ان من صفاته ان المجرمين مشفقون اي خائفون مما فيه - 00:04:37ضَ

وانه لا يترك صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وانهم يجدون فيه جميع ما عملوا حاضرا ليس منه شيء غائبا وان الله جل وعلا لا يظلمهم في الجزاء عليه شيئا وذلك في قوله جل وعلا - 00:05:01ضَ

ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا وبين في موضع اخر ان بعض الناس يؤتى هذا الكتاب بيمينه - 00:05:23ضَ

جعلنا الله واخواننا المسلمين منهم وان من اوتيه بيمينه يحاسب حسابا يسيرا. ويرجع الى اهله مسرورا وانه في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية قال تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وينقلب الى اهله مسرورا - 00:05:50ضَ

وقال تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه. فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه. اني ظننت اني ملاق حسابية فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية وبين في موضع اخر ان من اوتيه بشماله - 00:06:19ضَ

يتمنى انه لم يؤتى وانه يؤمر به فيصلى الجحيم ويسلك في سلسلة من سلاسل النار زرعها سبعون ذراعا وذلك في قوله واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابية - 00:06:40ضَ

ولم ادري ما حسابية يا ليتها كانت القاضية مع اغنى عني ماليا هلك عني سلطانيه خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه. ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه اعاذنا الله واخواننا المسلمين من النار - 00:07:00ضَ

وما قرب اليها من قول وعمل وبين في موضع اخر ان من اوتي كتابه وراء ظهره يصلى السعير ويدعو الثبور وذلك في قوله واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا - 00:07:25ضَ

وقوله تعالى اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا يعني ان نفسه تعلم انه لم يظلم ولم يكتب عليه الا ما عمل. لانه في ذلك الوقت يتذكر كل ما عمل في الدنيا من اول عمره الى اخره - 00:07:50ضَ

كما قال تعالى ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر وقد بين تعالى في مواضع اخر انه انكر شيئا من عمله شهدت عليه جوارحه لقوله تعالى اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون - 00:08:11ضَ

وقوله وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون. وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم - 00:08:35ضَ

ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين وقوله جل وعلا بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره وسيأتي ان شاء الله لهذا زيادة ايضاح - 00:08:54ضَ

في سورة القيامة ايها المستمع الكريم للمؤله بقية حديث حول هذه الاية نأتي عليه ليلة غد ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:18ضَ