قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (276) - الإسراء (037) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم - 00:00:03ضَ

ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا نهى جل وعلا في هذه الاية الكريمة عن اتباع الانسان ما ليس له به علم ويشمل ذلك قوله رأيت ولم يرى - 00:00:24ضَ

وسمعت ولم يسمع وعلمت ولم يعلم ويدخل فيه كل قول بلا علم وان يعمل الانسان بما لا يعلم وقد اشار جل وعلا الى هذا المعنى في ايات اخر كقوله انما يأمركم بالسوء والفحشاء - 00:00:44ضَ

وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقوله انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون - 00:01:05ضَ

وقوله يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم الاية وقوله قل االله اذن لكم؟ ام على الله تفترون وقوله ان الظن لا يغني من الحق شيئا - 00:01:26ضَ

وقوله وما لهم به من علم الا اتباع الظن والايات بمثل هذا في ذم اتباع غير العلم المنهي عنه في هذه الاية الكريمة كثيرة جدا وفي الحديث اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث - 00:01:47ضَ

قال المؤلف رحمه الله وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا فيه وجهان من التفسير الاول ان معنى الاية ان الانسان يسأل يوم القيامة - 00:02:08ضَ

عن افعال جوارحه فيقال له لما سمعت ما لا يحل لك سماعه ولم نظرت الى ما لا يحل لك النظر اليه ولما عزمت على ما لا يحل لك العزم علي - 00:02:30ضَ

ويدل لهذا المعنى ايات من كتاب الله تعالى كقوله ولتسألن عما كنتم تعملون وقوله فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون ونحو ذلك من الايات والوجه الثاني ان الجوارح هي التي تسأل عن افعال صاحبها - 00:02:48ضَ

وتشهد عليه جوارحه بما فعل قال القرطبي في تفسيره وهذا المعنى ابلغ في الحجة فانه يقع تكذيبه من جوارحه وتلك غاية الخزي كما قال اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون - 00:03:14ضَ

وقوله شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون قال مقيده عفا الله عنه والقول الاول اظهر عندي وهو قول الجمهور وفي الاية الكريمة نكتة نبه عليها في مواضع اخر - 00:03:39ضَ

لان قوله تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا يفيد تعليل النهي في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم بالسؤال عن الجوارح المذكورة لما تقرر في الاصول - 00:04:01ضَ

في مسلك الايمان والتنبيه ان ان المكسور من حروف التعليل وايضاحه ان المعنى ينتهي عما لا يحل لك لان الله انعم عليك بالسمع والبصر والعقل لتشكره وهو مختبرك بذلك وسائلك عنه - 00:04:21ضَ

فلا تستعمل نعمه في معصيته ويدل لهذا المعنى قوله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون ونحوها من الايات والاشارة في قوله تعالى في هذه الاية الكريمة - 00:04:45ضَ

بقوله اولئك راجعة الى السمع والبصر والفؤاد وهو دليل على الاشارة باولئك لغير العقلاء وهو الصحيح ومن شواهده في العربية قول الشاعر وهو العرجي يا ما اميلح غزلانا شدن لنا - 00:05:12ضَ

من هؤلاء كن الضال والسمر وقول جرير ذم المنازل بعد منزلة اللواء والعيش بعد اولئك الايام خلافا لمن زعم ان بيت جرير لا شاهد فيه وان الرواية فيه بعد اولئك الاقوام - 00:05:36ضَ

والعلم عند الله تعالى قوله تعالى ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا نهى الله جل وعلا الناس في هذه الاية الكريمة عن التجبر والتبختر في المشية - 00:05:56ضَ

وقوله مرحا مصدر منكر وهو حال على حد قول ابن مالك في الخلاصة ومصدر منكر حالا يقع بكثرة كبغتة زيد طلع وقرأ مرحا بكسر الراء على انه الوصف من مرح بالكسر - 00:06:18ضَ

يمرح بالفتح اي لا تمشي في الارض في حال كونك متبخترا متمايلا مشيا الجبارين وقد اوضح جل وعلا هذا المعنى في مواضع اخر كقوله عن لقمان مقررا له ولا تصعر خدك للناس - 00:06:40ضَ

ولا تمش في الارض مرحا. ان الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك الاية وقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا الاية الى غير ذلك من الايات - 00:07:01ضَ

واصل المرح في اللغة شدة الفرح والنشاط واطلاقه على مشي الانسان متبخترا المشي المتكبرين لان ذلك من لوازم شدة الفرح والنشاط عادة واظهروا القولين عندي في قوله تعالى انك لن تخرق الارض - 00:07:20ضَ

ان معناه لن تجعل فيها خرقا بدوسك لها وشدة وطئك عليها ويدل لهذا المعنى قوله بعده ولن تبلغ الجبال طولا اي انت ايها المتكبر المختال ضعيف حقير عاجز محصور بين جمادين - 00:07:43ضَ

انت عاجز عن التأثير فيهما والارض التي تحتك لا تقدر ان تؤثر فيها فتخرقها بشدة وطئك عليها والجبال الشامخة فوقك لا يبلغ طولك طولها فاعرف قدرك ولا تتكبر ولا تمش في الارض مرحا - 00:08:03ضَ

القول الثاني ان معنى لن تخرق الارض لن تقطعها بمشيك قاله ابن جرير واستشهد له بقول رؤبة بن العجاج وقاتل الاعماق خاوي المخترق مشتبه الاعلام لماع الخفق لان مراده بالمخترق مكان الاختراق - 00:08:26ضَ

هاي المشي والمرور فيه واجود الاعاريب في قوله طولا انه تمييز محول عن الفاعل اي لم يبلغ طولك الجبال خلافا لمن اعربه حالا ومن اعربه مفعولا من اجله وقد اجاد من قال - 00:08:48ضَ

ولا تمش فوق الارض الا تواضعا وكم تحتها قوم هموا منك ارفعوا وان كنت في عز وحرز ومنعة كم مات من قوم هموم كامنعوا واستدل بعض اهل العلم لقوله تعالى ولا تمش في الارض مرحا - 00:09:09ضَ

على منع الرقص وتعاطيه لان فاعله ممن يمشي مرحا ايها المستمع الكريم حسبنا ليلتنا هذه ما مضى ولنا لقاء ليلة غد ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:32ضَ