قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (277) - الإسراء (038) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى افأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا - 00:00:03ضَ

انكم لتقولون قولا عظيما الهمزة في قوله افاصفصفاكم ربكم بالبنين للانكار ومعنى الاية افخصكم ربكم على وجه الخصوص والصفاء بافضل الاولاد وهم البنون لم يجعل فيهم نصيبا لنفسه واتخذ لنفسه ادونهم وهي البنات - 00:00:27ضَ

وهذا خلاف المعقول والعادة فان السادة لا يؤثرون عبيدهم باجود الاشياء واصفاها من الشوب ويتخذون لانفسهم اردائها وادونها فلو كان جل وعلا متخذا ولدا سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا - 00:00:55ضَ

لاتخذ اجود النصيبين. ولم يتخذ اردائهما ولم يصطفكم دون نفسه بافضلهما وهذا الانكار متوجه على الكفار في قولهم الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا وقد جعلوا له الاولاد - 00:01:20ضَ

ومع ذلك جعلوا له اضعفها واردأها وهو الاناث وهم لا يرضونها لانفسهم وقد بين الله هذا المعنى في ايات كثيرة كقوله الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة وقوله امله البنات ولكم البنون - 00:01:47ضَ

وقوله لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء والايات بمثل هذا كثيرة جدا وقد بينا ذلك بايضاح في سورة النحل وقوله في هذه الاية الكريمة انكم لتقولون قولا عظيما - 00:02:16ضَ

بين فيه ان ادعاء الاولاد لله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا امر عظيم جدا وقد بين شدة عظامه بقوله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا - 00:02:42ضَ

ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا فالمشركون قبحهم الله - 00:03:12ضَ

جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا ثم ادعوا انهم بنات الله ثم عبدوهم فاقترفوا الجريمة العظمى في المقامات الثلاث والهمزة والفاء في نحو قوله افاصفاكم قد بينا حكمها بايضاح - 00:03:36ضَ

في سورة النحل ايضا قوله تعالى قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا قرأه جمهور القراء كما تقولون بتاء الخطاب وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم - 00:03:59ضَ

كما يقولون بياء الغيبة وفي معنى هذه الاية الكريمة وجهان من التفسير كلاهما حق ويشهد له قرآن وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ان الاية قد يكون فيها وجهان كلاهما حق - 00:04:23ضَ

وكلاهما يشهد له قرآن ونذكر الجميع لانه كله حق الاول من الوجهين المذكورين ان معنى الاية الكريمة لو كان مع الله الهة اخرى كما يزعم الكفار لابتغوا اي الالهة المزعومة - 00:04:47ضَ

اين طلبوا الى ذي العرش اي الى الله سبيلا اي الى مغالبته وازالة ملكه لانهم اذا يكونون شركاء كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا - 00:05:10ضَ

وهذا القول في معنى الاية هو الظاهر عندي وهو المتبادر من معنى الاية الكريمة ومن الايات الشاهدة لهذا المعنى قوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله - 00:05:32ضَ

اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة وتعالى عما يشركون وقوله لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون - 00:05:56ضَ

وهذا المعنى في الاية مروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير وابي علي الفارسي والنقاش وابي منصور وغيره من المتكلمين الوجه الثاني في معنى الاية الكريمة ان المعنى لابتغوا الى ذي العرش سبيلا - 00:06:27ضَ

اي طريقا ووسيلة تقربهم اليه لاعترافهم بفضله ويدل لهذا المعنى قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه الاية ويروى هذا القول عن قتادة - 00:06:54ضَ

واقتصر عليه ابن كثير في تفسيره ولا شك ان المعنى الظاهر المتبادرة من الاية بحسب اللغة العربية هو القول الاول لان في الاية فرض المحال والمحال المفروض الذي هو وجود الهة مع الله - 00:07:25ضَ

مشاركة له لا يظهر معه انها تتقرب اليه بل تنازعه لو كانت موجودة ولكنها معدومة مستحيلة الوجود والعلم عند الله تعالى ايها المستمع الكريم سيكون لنا لقاء ليلة غد ان شاء الله - 00:07:53ضَ

والى ذلك الحين استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:20ضَ