قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (311) - الكهف (019) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ولا يشرك في حكمه احدا فرأى هذا الحرف عامة السبعة - 00:00:03ضَ
ما عدا ابن عامر ولا يشركوا بالياء المثناة التحتية وضم الكاف على الخبر ولا نافية والمعنى ولا يشرك الله جل وعلا احدا في حكمه بل الحكم له وحده جل وعلا - 00:00:32ضَ
لا حكم لغيره البتة الحلال ما احله تعالى والحرام ما حرمه والدين ما شرعه والقضاء ما قضاه وقرأه ابن عامر من السبعة ولا تشرك بضم التاء المثناة الفوقية وسكون الكاف - 00:00:57ضَ
بصيغة النهي اي لا تشرك يا نبي الله او لا تشرك ايها المخاطب احدا في حكم الله جل وعلا بل اخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم وحكمه جل وعلا المذكور في قوله ولا يشرك في حكمه احدا - 00:01:25ضَ
شامل لكل ما يقضيه جل وعلا ويدخل في ذلك التشريع دخولا اوليا وما تضمنته هذه الاية الكريمة من كون الحكم لله وحده لا شريك له فيه على كلتا القراءتين جاء مبينا في ايات اخر - 00:01:55ضَ
لقوله تعالى ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه وقوله تعالى الحكم الا لله عليه توكلت الاية وقوله تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله الاية - 00:02:24ضَ
وقوله تعالى ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير وقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون وقوله تعالى وله الحمد في الاولى والاخرة - 00:02:52ضَ
وله الحكم واليه ترجعون وقوله حكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وقوله تعالى قل افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا الى غير ذلك من الايات - 00:03:21ضَ
ويفهم من هذه الايات كقوله ولا يشرك في حكمه احدا ان متبعي احكام المشرعين غير ما شرعه الله انهم مشركون بالله وهذا المفهوم جاء مبينا في ايات اخر كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان - 00:03:50ضَ
في اباحة الميتة بدعوى انها ذبيحة الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه. وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون وصرح بانهم مشركون بطاعتهم - 00:04:15ضَ
وهذا الاشراك في الطاعة واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان. انه لكم عدو مبين - 00:04:40ضَ
وان اعبدوني هذا صراط مستقيم وقوله تعالى عن نبيه ابراهيم يا ابتي لا تعبدي الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا وقوله تعالى ان يدعون من دونه الا اناثا. وان يدعون الا شيطانا مريدا - 00:05:00ضَ
اي ما يعبدون الا شيطانا اي وذلك باتباع تشريع ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم. الاية - 00:05:23ضَ
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا لعدي ابن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. الاية فبين له انهم احلوا لهم ما حرم الله. وحرموا عليهم ما احل الله فاتبعوهم في ذلك - 00:05:46ضَ
وان ذلك هو اتخاذهم اياهم اربابا ومن اصرح الادلة في هذا ان الله جل وعلا في سورة النساء بين ان من يريدون ان يتحاكموا الى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم انهم مؤمنون - 00:06:12ضَ
وما ذلك الا لان دعواهم الايمان مع ارادة التحاكم الى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب وذلك في قوله تعالى المتر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك - 00:06:35ضَ
يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور ان الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على السنة اوليائه - 00:06:56ضَ
مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على السنة رسله صلى الله عليه وسلم انه لا يشك في كفرهم وشركهم الا من طمس الله بصيرته واعماه عن نور الوحي مثلهم قال المؤلف رحمه الله تنبيه - 00:07:22ضَ
اعلم انه يجب التفصيل بين النظام الوضعي الذي يقتضي تحكيمه الكفر في خالق السماوات والارض وبين النظام الذي لا يقتضي ذلك وايضاح ذلك ان النظام قسمان اداري وشرعي اما الاداري الذي يراد به ضبط الامور واتقانها - 00:07:44ضَ
على وجه غير مخالف للشرع فهذا لا مانع منه ولا مخالف فيه من الصحابة. فمن بعدهم وقد عمل عمر رضي الله عنه من ذلك اشياء كثيرة ما كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:08ضَ
شكت به اسماء الجند في ديوان لاجل الضبط ومعرفة من غاب ومن حضر مع ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولم يعلم بتخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك - 00:08:27ضَ
الا بعد ان وصل تبوك صلى الله عليه وسلم وكاشترائه اعني عمر رضي الله عنه دار صفوان ابن امية وجعله اياها سجنا في مكة المكرمة مع انه صلى الله عليه وسلم لم يتخذ سجنا - 00:08:44ضَ
هو ولا ابو بكر فمثل هذا من الامور الادارية التي تفعل لاتقان الامور مما لا يخالف الشرع لا بأس به كتنظيم شؤون الموظفين وتنظيم ادارة الاعمال على وجه لا يخالف الشرع - 00:09:04ضَ
هذا النوع من الانظمة الوضعية لا بأس به ولا يخرج عن قواعد الشرع من مراعاة المصالح العامة واما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السماوات والارض وتحكيمه كفر بخالق السماوات والارض - 00:09:23ضَ
كدعوة ان تفضيل الذكر على الانثى في الميراث ليس بانصاف وانهما يلزم استوائهما في الميراث وكدعوة ان تعدد الزوجات ظلم وان الطلاق ظلم للمرأة وان الرجم والقطع ونحوهما اعمال وحشية - 00:09:45ضَ
لا يصوغ فعلها بالانسان ونحو ذلك وتحكيم هذا النوع من النظام في انفس المجتمع واموالهم واعراضهم وانسابهم وعقولهم واديانهم كفر بخالق السماوات والارض وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها - 00:10:10ضَ
وهو اعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن ان يكون معه مشرع اخر علوا كبيرا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا - 00:10:35ضَ
قل الله اذن لكم ام على الله تفترون ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون - 00:10:57ضَ
وقد قدمنا جملة وعافية من هذا النوع في سورة بني اسرائيل في الكلام على قوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم الاية ايها المستمع الكريم كان هذا قدر حلقتنا هذه الليلة - 00:11:15ضَ
ولنا ان شاء الله لقاء ليلة غد. فالى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:35ضَ