قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (315) - الكهف (023) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نكمل تفسير قوله تعالى انا اعتدنا للظالمين نارا - 00:00:03ضَ
الاية قال المؤلف رحمه الله وقوله في هذه الاية الكريمة وان يستغيثوا يعني يطلب الغوث مما هم فيه من الكرب يغاث يؤتوا بغوث هو ماء كالمهل والمهل في اللغة يطلق على ما اذيب من جواهر الارض - 00:00:28ضَ
كذائب الحديد والنحاس والرصاص ونحو ذلك ويطلق ايضا على دردي الزيت وهو عكرة والمراد بالمهل في الاية ما اذيب من جواهر الارض وقيل دردي الزيت وقيل هو نوع من القطران - 00:00:58ضَ
وقيل السم فان قيل اي اغاثة في ماء كالمهل مع انه من اشد العذاب وكيف قال الله تعالى يغاث بماء كالمهل والجواب ان هذا من اساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن - 00:01:24ضَ
ونظيره من كلام العرب قول بشر ابن ابي خازم غضبت تميم ان تقتل عامر يوم النساء فاعتبوا بالصيلم ومعنى قوله اعتبوا بالصيلم اي ارضوا بالسيف يعني ليس لهم منا ارضاء - 00:01:52ضَ
الا بالسيف وقول عمرو بن معدي كرب وخيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع يعني لا تحية لهم الا الضرب الوجيع واذا كانوا لا يغاثون الا بماء كالمهل - 00:02:19ضَ
علم من ذلك انه لا اغاثة لهم البتة والياء في قوله يستغيث والالف في قوله يغاث مبدلة من واو لان مادة الاستغاثة من الاجوف الواوي العين ولكن العين اعلت للساكن الصحيح قبلها - 00:02:46ضَ
على حد قوله في الخلاصة لساكن صح انقل التحريك من في لين نات عين فعل كاب وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة يشوي الوجوه اي يحرقها حتى تسقط فروة الوجه - 00:03:16ضَ
اعاذنا الله والمسلمين منه وعن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الاية الكريمة انه قال كالمهل يشوي الوجوه هو كعكر الزيت فاذا قرب اليه سقطت فروة وجهه وقوله في هذه الاية الكريمة - 00:03:44ضَ
بئس الشراب المخصوص بالذم فيه محذوف تقديره بئس الشراب ذلك الماء الذي يغاثون به والضمير الفاعل في قوله ساءت عائد الى النار والمرتفق مكان الارتفاق واصله ان يتكئ الانسان معتمدا على مرفقه - 00:04:13ضَ
وللعلماء في المراد بالمرتفق في الاية اقوال متقاربة في المعنى قيل مرتفقا اي منزل وهو مروي عن ابن عباس وقيل مقرا وهو مروي عن عطاء وقيل مجلسا وهو مروي عن العتبي - 00:04:46ضَ
وقال مجاهد مرتفقة اي مجتمعة فهو عنده مكان الارتفاق بمعنى مرافقة بعضهم لبعض في النار وحاصل معنى الاقوال ان النار بئس المستقر هي وبئس المقام هي ويدل لهذا قوله تعالى انها ساءت مستقرا ومقاما - 00:05:15ضَ
وكون اصل الارتفاق هو الارتكاء على المرفق معروف في كلام العرب ومنه قول ابي ذؤيب الهذلي نعم الخلي وبت الليل مرتفقا كأن عيني فيها الصاب مذبوح ويروى وبت الليل مشتجرا - 00:05:49ضَ
وعليه فلا شاهد في البيت ومنه قول اعشى باهلة قد بت مرتفقا للنجم ارقبه حيران ذا حذر لو ينفع الحذر وقول الراجس قالت له وارتفقت الا فتى يسوق بالقوم غزالات الضحى - 00:06:15ضَ
وهذا الذي ذكره جل وعلا في هذه الاية الكريمة من صفات هذا الشراب الذي يسقى به اهل النار جاء نحوه في ايات كثيرة كقوله تعالى اولئك لهم شراب من حميم - 00:06:45ضَ
وعذاب اليم بما كانوا يكفرون وقوله تعالى وسقوا ماء حميما فقطع امعائهم وقوله تعالى تسقى من عين انية وقوله تعالى يطوفون بينها وبين حميم ان والحميم الان الماء المتناهي في الحرارة - 00:07:04ضَ
وقوله تعالى ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يصيغه الاية قوله تعالى ثم ان لهم عليها لشوبا من حميم وقوله تعالى فشاربون عليه من الحميم وشاربون شرب الهيم وقوله تعالى - 00:07:37ضَ
لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا الاية وقوله تعالى هذا فليذوقوه حميم وغساق واخر من شكله ازواج الى غير ذلك من الايات وقد قدمنا طرفا من هذا - 00:08:03ضَ
في سورة يونس ايها المستمع الكريم حسبنا ما مضى في هذا اللقاء واعمل ان يتجدد لقاؤنا ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:28ضَ