قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (330) - الكهف (038) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى - 00:00:03ضَ
ويستغفروا ربهم الا ان تأتيهم سنة الاولين. او يأتيهم العذاب قبلا في هذه الاية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند اهل العلم وكلاهما تدل على مقتضاه ايات من كتاب الله تعالى - 00:00:27ضَ
واحد الوجهين اظهر عندي من الاخر الاول منهما ان معنى الاية وما منع الناس من الايمان والاستغفار اذ جاءتهم الرسل بالبينات الواضحات الا ما سبق في علمنا من انهم لا يؤمنون - 00:00:53ضَ
بل يستمرون على كفرهم حتى تأتيهم سنة الاولين اي سنتنا في اهلاكهم بالعذاب المستأصل او يأتيهم العذاب قبلا والظاهر ان او في هذه الاية مانعة خلو فهي تجوز الجمع لامكان اهلاكهم بالعذاب المستأصل في الدنيا كسنة الله في الاولين من الكفار - 00:01:18ضَ
واتيان العذاب اياهم يوم القيامة قبلا وعلى هذا القول الايات الدالة على هذا المعنى كثيرة جدا كقوله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية - 00:01:52ضَ
حتى يروا العذاب الاليم وقوله وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون وقوله تعالى ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين وكقوله تعالى - 00:02:15ضَ
ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم والايات في مثل هذا المعنى كثيرة - 00:02:37ضَ
القول الثاني ان في الاية الكريمة مضاعفا محذوفا تقديره وما منع الناس من الايمان والاستغفار الا طلبهم ان تأتيهم سنة الاولين او يأتيهم العذاب قبلا والايات الدالة على طلبهم الهلاك والعذاب عنادا - 00:02:58ضَ
وتعنت كثيرة جدا لقوله عن قوم شعيب فاسقط علينا كسفا من السماء ان كنت من الصادقين وكقوله عن قوم هود قالوا اجئتنا لتأفكنا عن الهتنا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين - 00:03:25ضَ
وكقوله عن قوم صالح وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين وكقوله عن قوم لوط فما كان جواب قومه الا ان قالوا ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين - 00:03:50ضَ
وكقوله عن قوم نوح قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين فهذه الايات وامثالها في القرآن ذكر الله فيها شيئا من سنة الاولين - 00:04:07ضَ
انهم يطلبون تعجيل العذاب عنادا وتعنتا وبين تعالى انه اهلك جميعهم بعذاب مستأصل كاهلاك قوم نوح بالطوفان وقوم صالح بالصيحة وقوم شعيب بعذاب يوم الظلة وقوم هود بالريح العقيم وقوم لوط بجعل ال قراهم سافلها - 00:04:26ضَ
وارسال حجارة السجيل عليهم كما هو مفصل في الايات القرآنية وبين في ايات كثيرة ان كفار هذه الامة كمشركي قريش سألوا العذاب كما سأله من قبلهم بقوله واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك - 00:04:53ضَ
فامطر علينا حجارة من السماء. او ائتنا بعذاب اليم وقوله وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب واصل القط كتاب الملك الذي فيه الجائزة وصار يطلق على النصيب ومعنا عجل لنا قطنا - 00:05:17ضَ
اي نصيبنا المقدر لنا من العذاب الذي تزعم وقوعه بنا ان لم نصدقك ونؤمن بك النصيب الذي يقدره الملك في القط الذي هو كتاب الجائزة ومنه قول الاعشى ولا الملك النعمان يوم لقيته - 00:05:40ضَ
بغبطته يعطي القطوط ويأفق وقوله يأفق اي يفضل بعضا على بعض في العطاء والايات بمثل ذلك كثيرة والقول الاول اظهر عندي لان ما لا تقدر فيه اولى مما فيه تقدير - 00:06:02ضَ
الا بحجة يجب الرجوع اليها تثبت المحذوف المقدر والله تعالى اعلم وقد ذكرنا في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب وجه الجمع بين قوله تعالى هنا وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى - 00:06:26ضَ
ويستغفروا ربهم الا ان تأتيهم سنة الاولين الاية وبين قوله تعالى وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا بما حاصله باختصار ان المانع المذكور في سورة الاسراء مانع عادي - 00:06:53ضَ
يجوز تخلفه لان استغرابهم بعث رسول من البشر مانع عادي يجوز تخلفه بامكان ان يستغرب الكافر بعث رسول من البشر ثم يؤمن به مع ذلك الاستغراب الحصر في قوله تعالى - 00:07:17ضَ
وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا حصر في المانع العادي واما الحصر في قوله هنا وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم - 00:07:37ضَ
الا ان تأتيهم سنة الاولين او يأتيهم العذاب قبلا فهو حصر في المانع الحقيقي لان ارادته جل وعلا عدم ايمانهم وحكمه عليهم بذلك وقضاءه به مانع حقيقي من وقوع غيره - 00:07:55ضَ
وقوله في هذه الاية الكريمة او يأتيهم العذاب قبلا قرأه الكوفيون وهم عاصم وحمزة والكسائي بضم القاف والباء وقرأه الاربعة الباقون من السبعة وهم نافع وابن كثير وابو عمرو وابن عامر - 00:08:18ضَ
بلا بكسر القاف وفتح الباء اما على قراءة الكوفيين فقوله قبل بضمتين جمع قبيل والفعيل اذا كان اسما يجمع على فعل كسرير وسرور وطريق وطرق وحصير وحصر كما اشار الى ذلك في الخلاصة - 00:08:41ضَ
بقوله وفعل لاسم رباعي بمد قد زيد قبل لام اعلالا فقد ما لم يضاعف في الاعم ذو الالف الى اخره وعلى هذا فمعنى الاية او يأتيهم العذاب قبلا اي انواع مختلفة يتلو بعضها بعضا - 00:09:06ضَ
على قراءة من قرأوا قبل كعنب فمعناه عيانا اي او يأتيهم العذاب عيانا وقال مجاهد رحمه الله قبل اي فجأة والتحقيق ان معناه عيانا واصله من المقابلة لان المتقابلين يعاين كل واحد منهما الاخر - 00:09:28ضَ
وذكر ابو عبيد ان معنى القراءتين واحد وان معناهما عيانا واصله من المقابلة وانتصاب قبل على الحال على كلتا القراءتين وهو على القولين المذكورين في معنى قبلا ان قدرنا انه بمعنى عيانا فهو مصدر منكر حال كما قدمنا مرارا - 00:09:55ضَ
على انه جمع قبيل فهو اسم جامد مؤول بمشتق لانه في تأويل او يأتيهم العذاب في حال كوني انواعا وضروبا مختلفة والمصدر المنسبق من ان وصلتها في قوله ان يؤمنوا - 00:10:21ضَ
في محل نصب لانه مفعول منع الثاني والمنسبك من ان وصلتها في قوله الا ان تأتيهم سنة الاولين في محل لرف لانه فاعل منع لان الاستثناء مفرغ وما قبل الا عامل فيما بعدها - 00:10:39ضَ
وصار التقدير منع الناس الايمان اتيان سنة الاولين على حد قوله بالخلاصة وان يفرغ سابق الا لما بعد يكن كما لو الا عدم والاستغفار في قوله ويستغفروا ربهم هو طلب المغفرة منه جل وعلا لجميع الذنوب السالفة - 00:11:00ضَ
بالانابة اليه والندم على ما فات والعزم المصمم على عدم العود الى الذنب ايها المستمع الكريم كان ما مضى قدر هذه الحلقة ولنا ان شاء الله لقاء قادم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:25ضَ