قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (331) - الكهف (039) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين - 00:00:03ضَ
ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه ما يرسل الرسل الا مبشرين من اطاعهم بالجنة ومنذرين من عصاهم بالنار وكرر هذا المعنى في مواضع اخر كقوله وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين - 00:00:28ضَ
فمن امن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقد اوضحنا معنى البشارة والانذار في اول هذه السورة الكريمة في الكلام على قوله تعالى لينذر بأسا شديدا من لدنه. الاية - 00:00:53ضَ
وانتصاب قوله مبشرين على الحال شيماء نرسلهم الا في حال كونهم مبشرين ومنذرين قوله تعالى ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان الذين كفروا يجادلون بالباطل - 00:01:16ضَ
اي يخاصمون الرسل بالباطل كقولهم في الرسول ساحر شاعر وكقولهم في القرآن اساطير الاولين سحر شعر اهانة وكسؤالهم عن اصحاب الكهف وذي القرنين وسؤالهم عن الروح عنادا وتعنتا ليبطلوا الحق بجدالهم وخصامهم بالباطل - 00:01:44ضَ
الجدال المخاصمة ومفعول يجادل محذوف. دل عليه ما قبله لان قوله وما نرسل المرسلين يدل على ان الذين يجادلهم الكفار بالباطل هم المرسلون المذكورون انفا وحذف الفضلة اذا دل المقام عليه جائز - 00:02:12ضَ
واقع كثيرا في القرآن وفي كلام العرب كما عقده في الخلاصة بقوله وحذف فضلة اجز ان لم يضر لحذف ما سيق جوابا او حصر والباطل ضد الحق وكل شيء زائل مضمحل - 00:02:35ضَ
تسميه العرب باطلا ومنه قول لبيد الا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل ويجمع الباطل كثيرا على اباطيل على غير قياس ويدخل في قول ابن مالك في الخلاصة - 00:02:59ضَ
وحائد عن القياس كل ما خالف في البابين حكما روسيما ومنه قول كعب بن زهير كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيده الا الاباطيل ويجمع ايضا على البواطل قياسا والحق ضد الباطل - 00:03:23ضَ
وكل شيء ثابت غير زائل ولا مضمحل يسميه العرب حقا وقوله تعالى ليدحضوا به الحق اي ليبطلوه ويزيلوه به واصله من ادحاض القدم وهو ازلاقها وازالتها عن موضعها يقول العرب دهضت رجله اذا زلقت - 00:03:48ضَ
وادحضها الله ازلقها ودحضت حجته اذا بطلت وادحضها الله ابطلها والمكان الدهر هو الذي تزل فيه الاقدام ومنه قول طرفة ابا منذر رمت الوفاء فهبته وحتة كما حاد البعير عن الدحض - 00:04:15ضَ
وهذا الذي ذكره هنا من مجادلة الكفار للرسل بالباطل اوضحه في مواضع اخر كقوله والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم. الاية وقوله جل وعلا - 00:04:41ضَ
يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون وقوله تعالى يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون وارادتهم اطفاء نور الله بافواههم - 00:05:02ضَ
انما هي بخصامهم وجدالهم بالباطل وقد بين تعالى في مواضع اخر ان ما اراده الكفار من ادحاض الحق بالباطل لا يكون وانهم لا يصلون الى ما ارادوا. بل الذي سيكون هو عكس ما ارادوه - 00:05:24ضَ
فيحق الحق ويبطل الباطل. كما قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وكقوله ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون - 00:05:46ضَ
وقوله والله متم نوره ولو كره الكافرون وقوله تعالى بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وقوله تعالى يقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا - 00:06:07ضَ
وقوله تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها احتمل السيل زبدا رابيا. ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. كذلك يضرب الله الامثال - 00:06:30ضَ
الى غير ذلك من الايات الدالة على ان الحق سيظهر ويعلو وان الباطل سيضمحل ويزهق ويذهب جفاء وذلك هو نقيض ما كان يريده الكفار من ابطال الحق وادحاضه بالباطل عن طريق الخصام والجدال - 00:06:55ضَ
قوله تعالى واتخذوا اياتي وما انذروا هزوا ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان الكفار اتخذوا اياته التي انزلها على رسوله وانذاره لهم هزوا. اي سخرية واستخفافا والمصدر بمعنى اسم المفعول - 00:07:17ضَ
اي اتخذوها مهزوءا بها مستخفا بها كقوله ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وهذا المعنى المذكور هنا جاء مبينا في ايات كثيرة لقوله تعالى واذا علم من اياتنا شيئا اتخذها هزوا - 00:07:38ضَ
وكقوله تعالى يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون وكقوله ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون وقوله ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب - 00:07:59ضَ
قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم الى غير ذلك من الايات وما في قوله ما انذروا مصدرية كما قررنا وعليه فلا ضمير محذوب وقيل هي موصولة والعائد محذوف - 00:08:21ضَ
تقديره وما انذروا به هزوا وحذف العائد المجرور بحرف انما يضطرد الشروط التي ذكرها في الخلاصة بقوله كذلك الذي جر بما الموصول جر كبر بالذي مررت فهو بر وفي قوله هزوا ثلاث قراءات سبعية - 00:08:42ضَ
فرأه حمزة باسكان الزائف الوصف. وبقية السبعة بضم الزاي وتحقيق الهمزة الا حفصا عن عاصم فانه يبدل الهمزة واوا وذلك مروي عن حمزة في الوقف. ايها المستمع الكريم حسبنا هذا في هذا اللقاء ولنا ان شاء الله لقاء اخر. والسلام عليكم - 00:09:06ضَ
ورحمة الله وبركاته - 00:09:28ضَ