قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (346) - مريم (001) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع المؤلف بمشيئة الله تعالى في تفسير سورة مريم - 00:00:03ضَ
قال رفع الله درجته قوله تعالى كاف حاء يا عين صاد ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا قال ربي اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا - 00:00:29ضَ
ولم اكن بدعائك ربي شقيا قد قدمنا الكلام على الحروف المقطعة في اوائل السور لقوله هنا كاف ها ياء عين صاد في سورة هود فاغنى عن اعادته هنا وقوله ذكر رحمة ربك - 00:00:52ضَ
خبر مبتدأ محذوف اي هذا ذكر رحمة ربك وقيل مبتدأ خبره محذوف وتقديره فيما يتلى عليكم ذكر رحمة ربك والاول اظهر والقول بانه خبر عن قوله يا عين صاد ظاهر السقوط - 00:01:16ضَ
لعدم ربط بينهما وقوله ذكر رحمة ربك لفظة ذكر مصدر مضاف الى مفعوله ولفظة رحمة مصدر مضاف الى فاعله وهو ربك وقوله عبده مفعول به للمصدر الذي هو رحمة. المضاف الى فاعله - 00:01:47ضَ
على حد قوله في الخلاصة وبعد جره الذي اضيف له كمل بنصب او برفع عمله وقوله زكريا بدل من قوله عبده او عطف بيان عليه وقد بين جل وعلا في هذه الاية - 00:02:18ضَ
ان هذا الذي يتلى في اول هذه السورة الكريمة هو ذكر الله رحمته التي رحم بها عبده زكريا حين ناداه نداء خفيا اي دعاه في سر وخفي وثناؤه جل وعلا عليه - 00:02:39ضَ
بكون دعائه خفيا يدل على ان اخفاء الدعاء افضل من اظهاره واعلانه وهذا المعنى المفهوم من هذه الاية جاء مصرحا به في قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر - 00:03:02ضَ
تدعونه تضرعا وخفية الاية وقوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين وانما كان الاخفاء افضل من الاظهار لانه اقرب الى الاخلاص وابعد من الرياء فقول من قال ان سبب اخفائه دعائه - 00:03:26ضَ
انه خوفه من قومه ان يلوموه على طلب الولد في حالة لا يمكن فيها الولد عادة لكبر سنه وسن امرأته وكونها عاقرا وقول من قال انه اخفاه لانه طلب امر دنيوي - 00:03:55ضَ
فان اجاب الله دعاءه فيه نال ما كان يريد وان لم يجبه لم يعلم ذلك احد الى غير ذلك من الاقوال كل ذلك ليس بالاظهر والاظهر ان السر في اخفائه - 00:04:19ضَ
هو ما ذكرنا من كون الاخفاء افضل من الاعلان في الدعاء ودعاء زكريا هذا لم يبين الله في هذا الموضع مكانه ولا وقته ولكنه اشار الى ذلك في سورة ال عمران - 00:04:39ضَ
في قوله كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه - 00:05:02ضَ
قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة. الاية فقوله هنالك اي في ذلك المكان الذي وجد فيه ذلك الرزق عند مريم وقال بعضهم هنالك اي في ذلك الوقت بناء على ان هنا - 00:05:23ضَ
ربما اشير بها الى الزمان وقوله في دعائه هذا ربي اني وهن العظم مني اي ضعف والوهن الضعف وانما ذكر ضعف العظم لانه عمود البدن وقوله واشتعل الرأس شيبا الالف واللام في الرأس قام مقام المضاف اليه - 00:05:46ضَ
سيدي المراد واشتعل رأسي شيبا والمراد باشتعال الرأس شيبا انتشار بياض الشيب فيه قال الزمخشري في كشافه شبه الشيب بشواذ النار في بياضه وانارته وانتشاره في الشعر وفشوه فيه واخذه منه كل مأخذ. باشتعال النار - 00:06:16ضَ
ثم اخرجه مخرج الاستعارة ثم اسند الاشتعال الى مكان الشعر ومنبته وهو الرأس واخرج الشيب مميزا ولم يضف الرأس اكتفاء بعلم المخاطب انه رأس زكريا فمن ثم قصحت هذه الجملة - 00:06:46ضَ
وشهد لها بالبلاغة انتهى منه والظاهر عندنا كما بينا مرارا ان مثل هذا من التعبير عن انتشار بياض الشيب في الرأس اشتعال الرأس شيبا اسلوب من اساليب اللغة العربية الفصحى - 00:07:11ضَ
جاء القرآن به ومنه قول الشاعر ضيعت حزمي في ابعادي الامل وما رعويت وشيب الرأس يشتعل ومن هذا القبيل قول ابن دريد في مقصورته واشتعل المبيض في مسوده مثل اشتعال النار في جزل الغضا - 00:07:36ضَ
وقوله شيبا تمييز محول عن الفاعل في اظهر الاعاريب خلافا لمن زعم انه ما ناب عن المطلق من قوله واشتعل لانه اشتعل بمعنى شاب سيكون شيبا مصدرا منه في المعنى - 00:08:04ضَ
ومن زعم ايضا انه مصدر منكر في موضع الحال وهذا الذي ذكره الله هنا عن زكريا في دعائه من اظهار الضعف والكبر جاء في مواضع اخر كقوله هنا وقد بلغت من الكبر عتيا - 00:08:29ضَ
وقوله في ال عمران وقد بلغني الكبر الاية وهذا الذي ذكره هنا من اظهار الضعف يدل على انه ينبغي للداعي اظهار الضعف والخشية والخشوع في دعائه وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة - 00:08:54ضَ
ولم اكن بدعائك ربي شقيا اي لم اكن بدعائي اياك شقيا اي لم تكن تخيب دعائي اذا دعوتك يعني انك عودتني الاجابة فيما مضى والعرب تقول شقي بذلك اذا تعب فيه - 00:09:20ضَ
ولم يحصل مقصوده وربما اطلقت الشقاء على التعب كقوله تعالى ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى واكثر ما يستعمل في ضد السعادة ولا شك ان اجابة الدعاء من السعادة - 00:09:46ضَ
فيكون عدم اجابته من الشقاء ايها المستمع الكريم حسبنا ما مضى وللحديث بقية نستكملها ان شاء الله في لقائنا ليلة غد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:13ضَ