قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (354) - مريم (009) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته قوله تعالى قالت انى يكون لغلام ولم يمسسنى بشر - 00:00:03ضَ

ولم اك بغيا ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان مريم لما بشرها جبريل بالغلام الزكي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قالت انى يكون لي غلام اي كيف الد غلاما - 00:00:28ضَ

والحال اني لم يمسسني بشر تعني لم يجامعني زوج بنكاح ولم اك بغيا اي لم اك زانية واذا انتفى عنها مسيس الرجال حلالا وحراما فكيف تحمل؟ والظاهر ان استفهامها استخبار واستعلام عن الكيفية - 00:00:53ضَ

التي يكون بها حمل الغلام المذكور لانها مع عدم مسيس الرجال لم تتضح لها الكيفية ويحتمل ان يكون استفهامها استفهام تعجب من كمال قدرة الله تعالى وهذا الذي ذكر الله جل وعلا عنها - 00:01:22ضَ

انها قالته هنا ذكره عنها ايضا في سورة ال عمران في قوله تعالى اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة. ومن المقربين - 00:01:50ضَ

ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت ربي انا يكون لي ولد ولم يمسسني بشر واقتصارها في اية ال عمران على قولها ولم يمسسني بشر يدل على ان مسيس البشر المنفي عنها - 00:02:16ضَ

شامل للمسيس بنكاح والمسيس بزنا كما هو الظاهر وعليه فقولها في سورة مريم ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا يظهر فيه ان قولها ولم اك بغيا تخصيص بعد تعميم لان مسيس البشر - 00:02:42ضَ

يشمل الحلال والحرام وقال الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى هنا ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا جعل المس عبارة عن النكاح الحلال لانه كناية عنه كقوله تعالى من قبل ان تمسوهن - 00:03:06ضَ

وقوله او لامستم النساء والزنا ليس كذلك انما يقال فيه فجر بها وخبث بها وما اشبه ذلك وليس بقمن ان تراعى فيه الكنايات والاداب انتهى والاظهر الاول واية ال عمران تدل عليه - 00:03:34ضَ

ويؤيده ان لفظة بشر نكرة في سياق النفي فهي تعم كل بشر وينتفي مسيس كل بشر كائنا من كان والبغي المجاهرة المشتهرة بالزنا ووزنه فعول عند المبرد وقال ابن جني في كتاب التمام اصل البغي على وزن فعيل - 00:04:00ضَ

ولو كان فعولا لقيل بغو كما قيل فلان نهون عن المنكر وعلى هذا القول فقد يجاب عن عدم لحوق تاء التأنيث لان البغي وصف مختص بالاناث والرجل يقال فيه باغ لا بغي - 00:04:29ضَ

كما قاله ابو حيان في البحر والاوصاف المختصة بالاناث لا تحتاج الى تاء الفرض بين الذكر والانثى كحائض كما عقده ابن ما لك في الكافية بقوله وما من الصفات بالانثى يخص - 00:04:54ضَ

عن تاء استغنى لان اللفظ نص قوله تعالى قال كذلك قال ربك هو علي هين قد قدمنا تفسير هذه الاية مستوفا في قصة زكريا فاغنى عن اعادته هنا وقول جبريل لمريم في هذه الاية - 00:05:16ضَ

كذلك قال ربك هو علي هين ايوا ستلدين ذلك الغلام المبشرة به من غير ان يمسك بشر وقد اشار تعالى الى معنى هذه الاية في سورة ال عمران في قوله - 00:05:45ضَ

قالت انى يكون لي ولد ولم يمسسنى بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون قوله تعالى ولنجعله اية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا - 00:06:07ضَ

ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان من حكم خلقه عيسى من امرأة بغير زوج ليجعل ذلك اية للناس اي علامة دالة على كمال قدرته وانه تعالى يخلق ما يشاء كيف يشاء - 00:06:35ضَ

ان شاء خلقه من انثى بدون ذكر كما فعل بعيسى وان شاء خلقه من ذكر بدون انثى كما فعل بحواء كما نص على ذلك في قوله وخلق منها زوجها اي خلق من تلك النفس التي هي ادم زوجها حواء - 00:07:00ضَ

وان شاء خلقه بدون الذكر والانثى معا. كما فعل بادم وانشاء خلقه من ذكر وانثى كما فعل بسائر بني ادم فسبحان الله العظيم القادر على كل شيء وما ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة - 00:07:24ضَ

من كونه جعل عيسى اية حيث ولدته امه من غير زوج اشار له ايضا في الانبياء بقوله وجعلناها وابنها اية للعالمين وفي الفلاح بقوله وجعلنا ابن مريم وامه اية الاية - 00:07:48ضَ

وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة ولنجعله اية للناس فيه حذف دل المقام عليه قال الزمخشري في الكشاف ولنجعله اية للناس تعليل معلله محذوف ايوة لنجعله اية للناس فعلنا ذلك - 00:08:17ضَ

او هو معطوف على تعليل مضمر اي لنبين به قدرتنا ولنجعله اية للناس ونحوه وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وقوله وكذلك مكنا ليوسف في الارض - 00:08:46ضَ

ولنعلمه انتهى وقوله في هذه الاية ورحمة منا اي لمن امن به ومن كفر به فلم يبتغ الرحمة لنفسه كما قال تعالى في نبينا صلى الله عليه وسلم وما ارسلناك الا رحمة للعالمين - 00:09:12ضَ

وقوله تعالى وكان امرا مقضيا اي وكان وجود ذلك الغلام منك امرا مقضيا اي مقدرا في الازل مستورا في اللوح المحفوظ لابد من وقوعه فهو واقع لا محالة حسبنا ايها المستمع الكريم ما مضى في هذا اللقاء - 00:09:39ضَ

ولنا ان شاء الله لقاء اخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:05ضَ