قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (376) - مريم (031) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا - 00:00:03ضَ

ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا اختلف العلماء في المراد بورود النار في هذه الاية الكريمة على اقوال الاول ان المراد بالورود الدخول ولكن الله يصرف اذاها عن عباده المتقين. عند ذلك الدخول - 00:00:26ضَ

الثاني ان المراد بورود النار المذكور الجواز على الصراط لانه جسر منصوب على متن جهنم الثالث ان الورود المذكور هو الاشراف عليها والقرب منها الرابع ان حظ المؤمنين من ذلك الورود هو حر الحمى في دار الدنيا - 00:00:52ضَ

وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ان من انواع البيان التي تضمنها الاستدلال على احد المعاني الداخلة في معنى الاية بكونه هو الغالب في القرآن فغلبته فيه دليل استقرائي - 00:01:20ضَ

على عدم خروجه من معنى الاية وقد قدمنا امثلة لذلك واذا علمت ذلك فاعلم ان ابن عباس رضي الله عنهما استدل على المراد بورود النار في الاية بمثل ذلك الدليل - 00:01:43ضَ

الذي ذكرنا انه من انواع البيان في هذا الكتاب المذكور وايضاحه ان ورود النار جاء في القرآن في ايات متعددة والمراد في كل واحدة منها الدخول فاستدل بذلك ابن عباس - 00:02:06ضَ

على ان الورود في الاية التي فيها النزاع هو الدخول بدلالة الايات الاخرى على ذلك لقوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود خالف هذا ورود دخول - 00:02:31ضَ

وكقوله لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وكل فيها خالدون. فهو ورود دخول ايضا وكقوله ونسوق المجرمين الى جهنم وردا وقوله تعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون - 00:02:56ضَ

وبهذا استدل ابن عباس على نافع ابن الازرق في ان الورود الدخول واحتج من قال بان الورود الاشراف والمقاربة لقوله تعالى ولما ورد ماء مدين الاية قال فهذا ورود مقاربة واشراف عليه - 00:03:24ضَ

وكذا قوله تعالى فارسلوا واردهم الاية ونظيره من كلام العرب قول زهير بن ابي سلمى في معلقته فلما وردنا الماء زرقا جمامه وضعنا عصي الحاضر المتخيم قالوا والعرب تقول وردت القافلة البلد - 00:03:48ضَ

وان لم تدخله ولكن هربت منه واحتج من قال بان الورود في الاية التي نحن بصددها ليس نفس الدخول بقوله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون - 00:04:15ضَ

لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون قالوا ابعادهم عنها المذكور في هذه الاية يدل على عدم دخولهم فيها الورود غير الدخول واحتج من قال بان ورود النار في الاية - 00:04:36ضَ

بالنسبة للمؤمنين حر الحمى في دار الدنيا بحديث الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء وهو حديد متفق عليه من حديث عائشة واسماء ابنتي ابي بكر وابن عمر ورافع ابن خديج رضي الله عنهم - 00:04:58ضَ

ورواه البخاري ايضا مرفوعا عن ابن عباس قال مقيده عفا الله عنه وغفر له قد دلت على ان الورود في الاية معناه الدخول ادلة الاول هو ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما - 00:05:21ضَ

من ان جميع ما في القرآن من ورود النار معناه دخولها غير محل النزاع ودل ذلك على ان محل النزاع كذلك وخير ما يفسر به القرآن القرآن الدليل الثاني هو ان في نفس الاية قرينة دالة على ذلك - 00:05:43ضَ

وهي انه تعالى لما خاطب جميع الناس بانهم سيردون النار برهم وفاجرهم بقوله وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا بين مصيرهم ومآلهم بعد ذلك الورود المذكور بقوله ثم ننجي الذين اتقوا - 00:06:08ضَ

ونذر الظالمين فيها اي نترك الظالمين فيها دليل على ان ورودهم لها دخولهم فيها اذ لو لم يدخلوها لم يقل ونذروا الظالمين فيها. بل يقول وندخل الظالمين. وهذا واضح كما ترى - 00:06:35ضَ

وكذلك قوله ثم ننجي الذين اتقوا دليل على انهم وقعوا فيما من شأنه انه هلكه ولذا عطف على قوله وان منكم الا واردها قوله ثم ننجي الذين اتقوا الدليل الثالث - 00:06:56ضَ

ما روي من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صاحب الدر المنثور الكلام على هذه الاية الكريمة اخرج احمد وعبد ابن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن ابي حاتم - 00:07:19ضَ

والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابي سمية قال اختلفنا في الورود وقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضهم يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبدالله - 00:07:35ضَ

رضي الله عنهما فذكرت له ذلك فقال واهوى باصبعيه الى اذنيه صمتا ان لم اكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها - 00:07:57ضَ

فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم حتى ان للنار ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا انتهى قال المؤلف رحمه الله واجاب من قال بان الورود في الاية الدخول - 00:08:19ضَ

عن قوله تعالى اولئك عنها مبعدون بانه مبعدون عن عذابها والمها فلا ينافي ذلك ورودهم اياها من غير شعورهم بالم ولا حر منها كما اوضحناه في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب - 00:08:48ضَ

في الكلام على هذه الاية الكريمة واجابوا عن الاستدلال بحديث الحمى من فيح جهنم بالقول بموجبه قالوا الحديث حق صحيح ولكنه لا دليل فيه لمحل النزاع لان السياق صريح في ان الكلام في النار - 00:09:12ضَ

في الاخرة وليس في حرارة منها في الدنيا لان اول الكلام قوله تعالى فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جذيا الى ان قال وان منكم الا واردها فدل على ان كل ذلك في الاخرة لا في الدنيا كما ترى - 00:09:41ضَ

والقراءة في قوله تعالى جذيا كما قدمنا في قوله ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا وقوله ثم ننجي قراءة الكسائي باسكان النون الثانية وتخفيف الجيم وقرأه الباقون بفتح النون الثانية وتشديد الجيم - 00:10:11ضَ

وقد ذكرنا في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب ان جماعة رووا عن ابن مسعود ان ورود النعل المذكورة في الاية هو المرور عليها لان الناس تمر على الصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم - 00:10:39ضَ

وان الحسن وقتادة روي عنهما نحو ذلك ايضا وروي عن ابن مسعود ايضا مرفوعا انهم يردونها جميعا ويصدون عنها بحسب اعمالهم وعنه ايضا تفسير الورود بالوقوف عليها والعلم عند الله تعالى - 00:11:01ضَ

ايها المستمع الكريم نكتفي في هذا اللقاء بما مضى ولنا لقاء اخر ان شاء الله والى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:28ضَ