قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (378) - مريم (033) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نكمل تفسير بقية الاية من قوله تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات - 00:00:03ضَ
قال المؤلف رحمه الله فقوله اي الفريقين خير مقاما اي نحن وانتم اينا خير مقاما والمقام على قراءة ابن كثير بضم الميم محل الاقامة وهو المنازل والامكنة التي يسكنونها وعلى قراءة الجمهور فالمقام بفتح الميم - 00:00:29ضَ
مكان القيام وهو موضع قيامهم وهو مساكنهم ومنازلهم وقيل وهو موضع القيام بالامور الجليلة والاول هو الصواب وقوله واحسن نديا اي مجلسا ومجتمعا والاستفهام في قوله اي الفريقين الظاهر انه استفهام تقرير - 00:00:57ضَ
ليحملوا به ضعفاء المسلمين الذين هم في تقشف ورثاثة هيئة على ان يقولوا انتم خير مقاما واحسن نديا منا وعلى كل حال فلا خلاف ان مقصودهم بالاستفهام المذكور انهم اي كفار قريش - 00:01:28ضَ
خير مقاما واحسن نديا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان ذلك هو دليلهم على انهم على الحق وانهم اكرم على الله من المسلمين وما في التلخيص وشروحه من ان السؤال باي في الاية التي نحن بصددها - 00:01:52ضَ
سؤال بها عما يميز احد المشتركين في امر يؤمهما كالعادة في اي غلط منهم لانهم فسروا الاية الكريمة بغير معناها الصحيح والصواب ما ذكرناه ان شاء الله تعالى واستدلالهم هذا بحظهم في الحياة الدنيا - 00:02:19ضَ
على حظهم يوم القيامة وان الله ما اعطاهم في الدنيا الا لمكانتهم عنده واستحقاقهم لذلك للسخافة عقولهم ذكره الله تعالى في مواضع من كتابه لقوله تعالى عنه وقال الذين كفروا للذين امنوا لو كان خيرا ما سبقونا اليه - 00:02:45ضَ
واذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم وقوله تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله باعلم بالشاكرين وقوله تعالى وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين - 00:03:13ضَ
وقوله تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات. بل لا يشعرون وقوله افرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين ما لو وولدا وقوله قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا. وما اظن الساعة قائمة. ولان رددت الى ربي لاجدن خيرا - 00:03:40ضَ
منها منقلبا وقوله لئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى الى غير ذلك من الايات فكل هذه الايات دالة على انهم لجهلهم يظنون ان الله لم يعطهم نصيبا من الدنيا - 00:04:07ضَ
الا لرضاه عنهم ومكانتهم عنده وان الامر في الاخرة سيكون كذلك وقد ابطل الله تعالى دعواهم هذه في ايات كثيرة من كتابه لقوله تعالى في هذه السورة الكريمة وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورؤيا - 00:04:28ضَ
والمعنى اهلكنا قرونا كثيرة اي امما كانت قبلهم وهم اكثر نصيبا في الدنيا منهم فما منعهم ما كان عندهم من زينة الدنيا ومتاعها من اهلاك الله اياهم لما عصوا وكذبوا رسله - 00:04:52ضَ
فلو كان الحظ والنصيب في الدنيا يدل على رضا الله والمكانة عنده لما اهلك الذين من قبلكم الذين هم احسنوا اثاثا ورئيا منكم وقوله في هذه الاية الكريمة وكم؟ هي الخبرية - 00:05:12ضَ
ومعناها الاخبار بعدد كثير وهي في محل نصب على المفعول به لاهلكنا اي اهلكنا كثيرا ومن مبينة لكم وكل اهل عصر قرن لمن بعدهم لانهم يتقدمونهم قيل سموا قرنا لاقترانهم في الوجود - 00:05:31ضَ
والاثاث متاع البيت وقيل هو الجديد من الفرش وغير الجديد منها يسمى الخرثي بضم الخاء وسكون الراء والثاء المثلثة بعدها ياء مشددة وانشد لهذا التفصيل الحسن بن علي الطوسي قول الشاعر - 00:05:59ضَ
تقادم العهد من ام الوليد بنا دهرا. وصار اثاث البيت خرثيا والاطلاق المشهور في العربية هو اطلاق الاثاث على متاع البيت مطلقا قال الفراء لا واحد له ويطلق الاثاث على المال اجمع - 00:06:23ضَ
الابل والغنم والعبيد والمتاع والواحد اثاثه وتأثث فلان اذا اصاب رياشا. قاله الجوهري عن ابي زيد وقوله رؤيا على قراءة الجمهور مهموزا اي احسن منظرا وهيئة وهو فعل بمعنى مفعول - 00:06:44ضَ
من رأى البصرية والمراد به الذي تراه العين من هيئتهم الحسنة ومتاعهم الحسن وانشد ابو عبيدة لمحمد بن نمير الثقفي في هذا المعنى قوله اشاقتك يوم بانوا بدي الرأي الجميل من الاثاث - 00:07:07ضَ
وعلى قراءة قالون وابن ذكوان بتشديد الياء من غير همز فقال بعض العلماء معناه معنى القراءة الاولى الا ان الهمزة ابدلت ياء فادغمت في الياء وقال بعضهم لا همز على قراءتهما اصلا - 00:07:31ضَ
بل عليها فهو من الري الذي هو النعمة والترفه من قولهم هو ريان من النعيم وهي ريا منه وعلى هذا في المعنى احسن نعمة وترفها قال المؤلف رحمه الله والاول اظهر عندي. والله تعالى اعلم - 00:07:50ضَ
والايات التي ابطل الله بها دعواهم هذه كثيرة لقوله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين وقوله وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا - 00:08:11ضَ
فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون وقوله فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين وقوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به - 00:08:37ضَ
فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة. فاذا هم مبلسون والايات بمثل ذلك كثيرة جدا. وقد قدمنا شيئا من ذلك وقول الكفار الذي حكاه الله عنهم في هذه الاية الكريمة اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا - 00:08:56ضَ
الظاهر فيه ان وجه ذكرهم للمقام والندي ان المقام هو محل السكنى الخاص لكل واحد منهم والندي محل اجتماع بعضهم ببعض فاذا كان كل منهما للكفار احسن من نظيره عند المسلمين - 00:09:22ضَ
دل ذلك على ان نصيبهم في الدنيا اوفر من نصيب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت ونظير ذلك من كلام العرب قول الشاعر يومان يوم مقامات واندية - 00:09:43ضَ
ويوم سير الى الاعداء تأويب والمقامات جمع مقامة بمعنى المقام والاندية جمع ناد بمعنى الندي وهو مجلس القوم ومنه قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر النادي والندي يطلقان على المجلس وعلى القوم الجالسين فيه - 00:10:02ضَ
وكذلك المجلس يطلق على القوم الجالسين ومن اطلاق الندي على المكان قول الفرزدق وما قام منا قائم في نبينا فينطق الا بالتي هي اعرف وقوله تعالى هنا واحسن نديا ومن اطلاقه على القوم - 00:10:23ضَ
قوله فليدعو ناديه سندعو الزبانية ومن اطلاق المجلس على القوم الجالسين فيه قول ذي الرمة لهم مجلس صهب السبال اذلة سواسية احرارها او عبيدها والجملة في قوله هم احسن اثاثا ورؤيا - 00:10:44ضَ
قال الزمخشري هي في محل نصب صفة لقوله كم الا ترى انك لو تركت لفظتهم لم يكن لك بد من نصب احسن على الوصفية انتهى وتابع الزمخشري ابو البقاء على ذلك - 00:11:05ضَ
وتعقبه ابو حيانة في البحر لان بعض علماء النحو نصوا على ان كم سواء كانت استفهامية او خبرية لا توصف ولا يوصف بها قال وعلى هذا يكون هم احسن في موضع الصفة لقرن - 00:11:21ضَ
وجمع نعت القرن اعتبارا لمعنى القرن قال المؤلف رحمه الله وهذا هو الصواب عندي. لا ما ذكره الزمخشري وابو البقاء وصيغة التفضيل في قوله هم احسن اثاثا ورؤيا تلزمها من لتجردها من الاضافة والتعريف - 00:11:41ضَ
الا انها محذوفة لدلالة المقام عليها والتقدير هم احسن اثاثا ورئيا منهم على حد قوله بالخلاصة وافعل التفضيل صله ابدا تقديرا او لفظا بمن ان جردا فان قيل اين مرجع الضمير في هذه الاية الكريمة - 00:12:02ضَ
في قوله واذا تتلى عليهم اياتنا بينات. قال الذين كفروا الاية الجواب انه راجع الى الكفار المذكورين في قوله ويقول الانسان ائذا ما مت الاية وقوله ونذر الظالمين في هاجثيا - 00:12:25ضَ
قاله القرطبي والله تعالى اعلم ايها المستمع الكريم حسبنا في هذا اللقاء ما مضى ولنا باذن الله لقاء اخر والى ذلك الحين استودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:45ضَ