قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (379) - مريم (034) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم سلام الله عليك ورحمته وبركاته قوله تعالى قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد - 00:00:03ضَ

حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة وسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا بمعنى هذه الاية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء وكلاهما يشهد له قرآن - 00:00:26ضَ

الاول ان الله جل وعلا امر نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الاية الكريمة ان يقول هذه الكلمات كدعاء المباهلة بينه وبين المشركين وايضاح معناه قل يا نبي الله صلى الله عليه وسلم لهؤلاء المشركين - 00:00:47ضَ

الذين ادعوا انهم خير منكم وان الدليل على ذلك انهم خير منكم مقاما واحسن منكم نديا من كان منا ومنكم في الضلالة اي الكفر والضلال عن طريق الحق فليمدد له الرحمن مدا - 00:01:10ضَ

اي فامهله الرحمن امهالا فيما هو فيه حتى يستدرجه بالامهال ويموت على ذلك ولا يرجع عنه بل يستمر على ذلك حتى يرى ما يوعده الله وهو اما عذاب في الدنيا بايدي المسلمين - 00:01:30ضَ

لقوله قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم او بغير ذلك واما عذاب في الاخرة ماتوا وهم على ذلك الكفر وعلى ذلك التفسير وصيغة الطلب المدلول عليها باللام في قوله فليمدد على بابها - 00:01:51ضَ

وعليه فهي لام الدعاء بالامهال في الضلال على الضال من الفريقين حتى يرى ما يوعده من الشر وهو على اقبح حال من الكفر والضلال واقتصر على هذا التفسير ابن كثير وابن جرير - 00:02:15ضَ

وهو الظاهر من صيغة الطلب في قوله فليمدد ونظير هذا المعنى في القرآن قوله تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل - 00:02:36ضَ

فنجعل لعنة الله على الكاذبين لانه على ذلك التفسير يكون في كلتا الايتين دعاء بالشر على الضال من الطائفتين وكذلك قوله تعالى في اليهود فتمنوا الموت ان كنتم صادقين. في البقرة والجمعة عند من يقول - 00:02:59ضَ

ان المراد بالتمني الدعاء بالموت على الكاذبين من الطائفتين. وهو اختيار ابن كثير مظاهر الاية لا يساعد عليه الوجه الثاني ان صيغة الطلب في قوله فليمد يراد بها الاخبار عن سنة الله في الضالين - 00:03:20ضَ

وعليه فالمعنى ان الله اجرى العادة بانه يمهل الضال ويملي له فيستدرجه بذلك حتى يرى ما يوعده. وهو في غفلة وكفر وضلال وتشهد لهذا الوجه ايات كثيرة بقوله ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم. انما نملي لهم ليزدادوا اثما. الاية - 00:03:39ضَ

وقوله فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة الاية كما قدمنا قريبا بعض الايات الدالة عليه ومما يؤيد هذا الوجه - 00:04:07ضَ

ما اخرجه ابن ابي شيبة وابن المنذر وابن ابي حاتم عن حبيب ابن ابي ثابت قال في حرف ابي كل من كان في الضلالة فانه يزيده الله ضلالة. انتهى قاله صاحب الدر المنثور. ومثل هذا من جنس التفسير. لا من جنس القراءة - 00:04:24ضَ

فان قيل على هذا الوجه ما النكتة في اطلاق صيغة الطلب في معنى الخبر الجواب ان الزمخشري اجاب في كشافه عن ذلك قال في تفسير قوله تعالى فليمدد له الرحمن مدا - 00:04:44ضَ

اي مد له الرحمن. يعني امهله واملى له في العمر فاخرج على لفظ الامر ايذانا بوجوب ذلك. وانه مفعول لا محالة كالمأمور به الممتثل لتنقطع معاذير الضال. ويقال له يوم القيامة او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر - 00:05:00ضَ

انتهى محل الغرض منه قال المؤلف رحمه الله واظهر الاقوال عندي في قوله حتى اذا رأوا ما يوعدون انه متعلق بما قبله والمعنى فليمدد له الرحمن مدا. حتى اذا رأى ما يوعد علم ان الامر على خلاف ما كان يظن - 00:05:22ضَ

وقال الزمخشري ان حتى في هذه الاية هي التي تحكى بعدها الجمل واستدل على ذلك بمجيء الجملة الشرطية بعدها وقوله ما يوعدون لفظة ماء مفعول به لرأوا. وقوله ان العذاب واما الساعة بدل من المفعول به الذي هو ماء - 00:05:43ضَ

ولفظة من؟ في قوله فسيعلمون من هو الاية قال بعض العلماء هي موصولة في محل نصب على المفعول به ليعلمون وعليه فعلم هنا عرفانية. تتعدى الى مفعول واحد وقال بعض اهل العلم من استفهامية والفعل القلبي الذي هو يعلمون معلق بالاستفهام - 00:06:06ضَ

قال رحمه الله وهذا اظهر عندي وقوله شر مكانا واظعف جندا في مقابلة قولهم خير مقاما واحسن نديا لان مقامهم هو مكانهم ومسكنهم. والندي المجلس الجامع لوجوه قومهم واعوانهم وانصارهم - 00:06:33ضَ

والجند هم الانصار والاعوان المقابلة المذكورة ظاهرة وقد دلت اية من كتاب الله على اطلاق شر مكانا والمراد اتصاف الشخص بالشر لا المكان وهي قوله تعالى قالوا ان يسرق فقد سرق اخو له من قبل - 00:06:55ضَ

فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. قال انتم شر مكانا فتفضيل المكان في الشر ها هنا الظاهر ان المراد به تفضيله اخوته في الشر على نفسه بما نسبوا اليه من شر السرقة. لا نفس المكان - 00:07:16ضَ

اللهم الا ان يراد بذلك المكان المعنوي اي انتم شر منزلة عند الله تعالى وقوله في هذه الايات المذكورة مقاما ونديا واثاثا ومكانا وجندا. كل واحد منها تمييز محول عن الفاعل كما اشار له في الخلاصة بقوله - 00:07:38ضَ

والفاعل المعنى انصبا بافعلا مفضلا كأنت اعلى منزلا قوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا قوله جل وعلا في هذه الاية الكريمة ويزيد الله الذين اهتدوا هدى - 00:08:02ضَ

دليل على رجحان القول الثاني في الاية المتقدمة وان المعنى ان من كان في الضلالة زاده الله ضلالة. ومن اهتدى زاده الله هدى والايات الدالة على هذا المعنى كثيرة كقوله في الضلال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقوله بل طبع الله عليها بكفرهم - 00:08:26ضَ

وقوله ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم وقوله تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. الاية كما قدمنا كثيرا من الايات الدالة على هذا المعنى. وقال في الهدى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم - 00:08:51ضَ

وقال هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا الاية وقد جمع بينهما في ايات اخر لقوله وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين الا خسارا - 00:09:15ضَ

وقوله تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى الاية وقوله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا - 00:09:42ضَ

فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون. كما تقدم ايضاحه. ايها المستمع الكريم سوف نكمل بقية تفسير الاية من قوله تعالى والباقيات الصالحات - 00:09:59ضَ

في لقائنا القادم باذنه جل وعلا والى ذلك الحين استودعك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:23ضَ