قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (387) - طه (002) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى - 00:00:03ضَ
بقوله تنزيلا اوجه كثيرة من الاعراب ذكرها المفسرون قال المؤلف رحمه الله واظهرها عندي انه مفعول مطلق منصوب بنزل مضمرة دل عليها قوله ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي نزله الله تنزيلا ممن خلق الارض الاية - 00:00:29ضَ
كيف ليس بشعر ولا كهانة ولا سحر ولا اساطير الاولين كما دل لهذا المعنى قوله تعالى وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين - 00:00:55ضَ
والايات المصرحة لان القرآن منزل من رب العالمين كثيرة جدا ومعروفة كقوله وانه لتنزيل رب العالمين. الاية وقوله تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم وقوله تنزيل من الرحمن الرحيم. والايات بمثل ذلك - 00:01:15ضَ
كثيرة جدا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى تقدم ايضاح الايات الموضحة لهذه الاية وامثالها في القرآن في سورة الاعراف مستوفى فاغنى عن اعادته هنا قوله تعالى وان تجهر بالقول - 00:01:39ضَ
فانه يعلم السر واخفى خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة بانه ان يجهر بالقول اي يقله جهرة في غير خفاء فانه جل وعلا يعلم السر وما هو اخفى من السر - 00:02:05ضَ
وهذا المعنى الذي اشار اليه هنا ذكره في مواضع اخر لقوله واسروا قولكم او اجهروا به انه عليم بذعة الصدور وقوله والله يعلم ما تسرون وما تعلنون وقوله تعالى والله يعلم اصرارهم - 00:02:27ضَ
وقوله تعالى قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض. الاية الى غير ذلك من الايات وفي المراد بقوله في هذه الاية واخفى اوجه معروفة كلها حق ويشهد لها قرآن - 00:02:53ضَ
قال بعض اهل العلم يعلم السر اي ما قاله العبد سرا واخفى اي ويعلم ما هو اخفى من السر وهو ما توسوس به نفسه كما قال تعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه - 00:03:15ضَ
ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وقال بعض اهل العلم فانه يعلم السر اي ما توسوس به نفسه واخفى من ذلك وهو ما علم الله ان الانسان سيفعله قبل ان يعلم الانسان انه فاعله - 00:03:37ضَ
كما قال تعالى ولهم اعمال من دون ذلك قم لها عاملون وكما قال تعالى هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى - 00:04:00ضَ
والله يعلم ما يسره الانسان اليوم وما سيسره غدا والعبد لا يعلم ما في غد كما قال زهير في معلقته واعلم علم اليوم والامس قبله ولكنني عن علم ما في غد عمي - 00:04:20ضَ
وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة واخفى صيغة تفضيل كما بينا اي ويعلم ما هو اخفى من السر وقول من قال ان اخفى فعل ماض بمعنى انه يعلم سر الخلق واخفى عنهم ما يعلمه هو - 00:04:40ضَ
كقوله يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ظاهر السقوط كما لا يخفى وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة وان تجهر بالقول فانه يعلم السر كيف لا حاجة لك الى الجهر بالدعاء ونحوه - 00:05:02ضَ
كما قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول الاية ويوضح هذا المعنى الحديث الصحيح لان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:29ضَ
لما سمع اصحابه رفعوا اصواتهم بالتكبير قال صلى الله عليه وسلم اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا بصيرا ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته - 00:05:52ضَ
قوله تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه المعبود وحده وان له الاسماء الحسنى وبين انه المعبود وحده في ايات لا يمكن حصرها لكثرتها - 00:06:19ضَ
كقوله الله لا اله الا هو الحي القيوم وقوله فاعلم انه لا اله الا الله الاية وبين في مواضع اخر ان له الاسماء الحسنى وزاد في بعض المواضع الامر بدعائه بها - 00:06:44ضَ
كقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقوله قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى وزاد في موضع اخر تهديد من الحد في اسمائه وهو قوله - 00:07:06ضَ
وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون قال بعض العلماء ومن الحادهم في اسمائه انه مشتق العزى من اسم العزيز ولات من اسم الله وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:32ضَ
ان لله تسعة وتسعين أسماء مائة الا واحدة من احصاها دخل الجنة وقد دل بعض الاحاديث على ان من اسمائه جل وعلا ما استأثر به ولم يعلمه خلقه كحديث اسألك بكل اسم هو لك - 00:08:00ضَ
سميت به نفسك انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك الحديث وقوله الحسنى تأنيث الاحسن وانما وصف اسمائه جل وعلا بلفظ المؤنث المفرد - 00:08:28ضَ
لان جمع التكسير مطلقا وجمع المؤنث السالم يجريان مجرى المؤنثة الواحدة المجازية التأنيث كما اشار له في الخلاصة بقوله والتاء مع جمع سوى السالم من مذكر كالتاء من احدى اللبن - 00:08:55ضَ
ونظير قوله هنا الاسماء الحسنى من وصف الجمع بلفظ المفرد المؤنث قوله من اياتنا الكبرى وقوله مآرب اخرى ايها المستمع الكريم بهذا نأتي على نهاية هذا اللقاء ولنا باذن الله لقاء يعقبه - 00:09:21ضَ
فالى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:50ضَ