قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (408) - طه (023) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى فرجع موسى الى قومه غضبان اسفا - 00:00:03ضَ
ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان موسى رجع الى قومه بعد مجيئه للميقات في حال كونه في ذلك الرجوع غضبان اسفا على قومه من اجل عبادتهم العجل وقوله اسفا اي شديد الغضب - 00:00:27ضَ
الاسف هنا شدة الغضب وعلى هذا فقوله غضبان اسفا اي غضبان شديد الغضب ومن اطلاق الاسف على الغضب في القرآن قوله تعالى في الزخرف فلما اسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين - 00:00:51ضَ
اي فلما اغضبونا بتماديهم في الكفر مع توالي الايات عليهم انتقمنا منهم وقال بعض العلماء الاسف هنا الحزن والجزع اي رجع موسى في حال كونه غضبان حزينا جزعا لكفر قومه - 00:01:16ضَ
بعبادتهم العجل وقيل اسفا اي مغتاظا وقائل هذا يقول الفرق بين الغضب والغيظ ان الله وصف نفسه بالغضب ولم يجز وصفه بالغيظ حكاه الفخر الرازي ولا يخفى عدم اتجاهه في تفسير هذه الاية - 00:01:42ضَ
لانه راجع الى القول الاول ولا حاجة في ذلك الى التفصيل المذكور وقوله غضبان اسفا حالان وقد قدمنا فيما مضى ان التحقيق جواز تعدد الحال من صاحب واحد مع كون العامل واحدة - 00:02:11ضَ
كما اشار له في الخلاصة بقوله والحال قد يجيء ذا تعدد لمفرد فاعلم وغير مفرد وما ذكره جل وعلا في اية طه هذه من كون موسى رجع الى قومه غضبان اسفا - 00:02:34ضَ
ذكره في غير هذا الموضع وذكر اشياء من اثار غضبه المذكور لقوله في الاعراف ولما رجع موسى الى قومه غضبان اسفا قال بئس ما خلفتموني من بعدي الاية وقد بين تعالى - 00:02:57ضَ
ان من اثار غضب موسى القاءه الالواح التي فيها التوراة واخذه برأس اخيه يجره اليه كما قال في الاعراف والقى الالواح واخذ برأس اخيه يجره اليه قال في طه مشيرا لاخذه برأس اخيه - 00:03:21ضَ
قال يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي وهذه الايات فيها الدلالة على ان الخبر ليس كالعيان لان الله لما اخبر موسى بكفر قومه بعبادتهم العجل كما بينه في قوله - 00:03:48ضَ
قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامري وهذا خبر من الله يقين لا شك فيه لم يلق الالواح ولكنه لما عاين قومه حول العجل يعبدونه اثرت فيه معاينة ذلك اثرا لم يؤثره فيه الخبر اليقين بذلك - 00:04:08ضَ
فالقى الالواح حتى تكسرت واخذ برأس اخيه يجره اليه بما اصابه من شدة الغضب من انتهاك حرمات الله تعالى وقال ابن كثير في تفسيره في سورة الاعراف وقال ابن ابي حاتم حدثنا الحسن ابن محمد ابن الصباح - 00:04:32ضَ
حدثنا عفان حددنا ابو عوانة عن ابي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى ليس المعاين كالمخبر اخبره ربه عز وجل ان قومه فتنوا بعده - 00:04:57ضَ
فلم يلقي الالواح فلما رآهم وعاينهم القى الالواح قوله تعالى قال يا قوم الم يعدكم ربكم وعدا حسنا افطال عليكم العهد ام اردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم فاخلفتم موعدي - 00:05:21ضَ
قالوا ما اخلفنا موعدك بملكنا ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما رجع الى قومه ووجدهم قد عبدوا العجل من بعده قال لهم يا قومي الم يعدكم ربكم وعدا حسنا - 00:05:45ضَ
واظهروا الاقوال عندي المراد بهذا الوعد الحسن انه وعدهم ان ينزل على نبيهم كتابا فيه كل ما يحتاجون اليه من خير الدنيا والاخرة وهذا الوعد الحسن المذكور هنا هو المذكور في قوله وواعدناكم جانب الطور الايمن - 00:06:15ضَ
وفيه اقوال غير ذلك وقوله افطال عليكم العهد الاستفهام فيه للانكار يعني لم يطل العهد كما يقال في المثل وما بالعهد من قدم لان طول العهد مظنة النسيان والعهد قريب لم يطل. فكيف نسيتم - 00:06:47ضَ
وقوله ام اردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم قال بعض العلماء هنا هي المنقطعة والمعنى بل اردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم ومعنى ارادتهم حلول الغضب انهم فعلوا ما يستوجب غضب ربهم - 00:07:16ضَ
بارادتهم وكأنهم ارادوا الغضب لما ارادوا سببه وهو الكفر بعبادة العجل وقوله فاخلفتم موعدي كانوا وعدوه ان يتبعوه لما تقدمهم الى الميقات وان يثبتوا على طاعة الله تعالى فعبدوا العجل - 00:07:41ضَ
وعكفوا عليه ولم يتبعوا موسى فاخلفوا موعده بالكفر وعدم الذهاب في اثره قالوا ما اخلفنا موعدك بملكنا. قرأه نافع وعاصم بملكنا بفتح الميم وقرأه حمزة والكسائي بملكنا بكسر الميم وقرأه ابن كثير وابن عامر وابو عمرو - 00:08:09ضَ
بملكنا بكسر الميم والمعنى على جميع القراءات ما اخلفنا موعدك بان ملكنا امرنا فلو ملكنا امرنا ما اخلفنا موعدك وهو اعتذار منهم بانهم ما اخلفوا الموعد باختيارهم ولكنهم مغلوبون على امرهم - 00:08:44ضَ
من جهة السامري وكيده وهو اعتذار بارد ساقط كما ترى ولقد صدق من قال اذا كان وجه العذر ليس ببين فان اقتراح العذر خير من العذر واما على قول من قال ان الذين قالوا لموسى - 00:09:11ضَ
ما اخلفنا موعدك بملكنا هم الذين لم يعبدوا العجل لانهم وعدوه ان يتبعوه ولما وقع ما وقع من عبادة اكثرهم للعجل تأخروا عن اتباع موسى بسبب ذلك ولم يتجرأوا على مفارقتهم خوفا من الفرقة - 00:09:37ضَ
فالعذر له وجه في الجملة كما يشير اليه قوله تعالى في القصة هذه بهذه السورة الكريمة قال يا هارون ما منعك اذ رأيتهم؟ ضلوا الا تتبعني. افعصيت امري قال يا ابن امة لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي - 00:10:00ضَ
اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي والمصدر في قوله بملكنا مضاف الى فاعله. ومفعوله محذوف اي بملكنا امرنا وقال القرطبي كأنه قال بملكنا الصواب بل اخطأنا - 00:10:22ضَ
فهو اعتراف منهم بالخطأ وقال الزمخشري افا طال عليكم العهد الزمان يريد مدة مفارقته لهم ايها المستمع الكريم بقيت في حديث المؤلف بقية نأتي عليها ان شاء الله في لقائنا القادم - 00:10:45ضَ
والى ذلك الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:07ضَ