قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (429) - الأنبياء (004) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى او لم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا - 00:00:03ضَ
تقنعهما قرأ هذا الحرف عامة السبعة ما عد ابن كثير اولم يرى بواو بعد الهمزة وقرأه ابن كثير الم يرى الذين كفروا بدون واو وكذلك هو في مصحف مكة والاستفهام لتوبيخ الكفار وتقريعهم - 00:00:31ضَ
حيث يشاهدون غرائب صنع الله وعجائبه ومع هذا يعبدون من دونه ما لا ينفع من عبده ولا يضر من عصاه ولا يقدر على شيء وقوله كانتا التثنية باعتبار النوعين الذين هما نوع السماء ونوع الارض - 00:00:59ضَ
لقوله تعالى ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ونظيره قول الشاعر الم يحزنك ان جبال قيس وتغلب قد تباينت انقطاعا والرتق مصدر رتقه رتقا اذا سده ولكن المصدر وصف به هنا - 00:01:26ضَ
ولذا افرده ولم يقل كانتا رتقين والفتق الفصل بين الشيئين المتصلين فهو ضد الرق ومنه قول الشاعر يهون عليهم اذا يغضبون سخط العداة وارغامها ورتق الفتوق وفتق الرتوق. ونقض الامور وابرامها - 00:01:52ضَ
واعلم ان العلماء اختلفوا المراد بالرتق والفتق في هذه الاية على خمسة اقوال بعضها في غاية السقوط وواحد منها تدل له قرائن من القرآن العظيم الاول ان معنى كانتا رتقا - 00:02:19ضَ
اي كانت السماوات والارض متلاصقة بعضها مع بعض ففتقها الله وفصل بين السماوات والارض فرفع السماء الى مكانها واقر الارض في مكانها وفصل بينهما بالهواء الذي بينهما كما ترى القول الثاني - 00:02:47ضَ
ان السماوات السبع كانتا رتقا اي متلاصقة بعضها بباع ففتقها الله وجعلها سبع سماوات كل اثنتين منها بينهما فصل والاراضون كذلك كانتا رتقا ففتقها وجعلها سبعا بعضها منفصل عن بعض - 00:03:17ضَ
القول الثالث ان معنى كانتا رتقا ان السماء كانت لا ينزل منها مطر والارض كانت لا ينبت فيها نبات ففتق الله السماء بالمطر والارض بالنبات الرابع انهما كانا رتقا اي في ظلمة - 00:03:50ضَ
لا يرى من شدتها شيء ففتقهما الله بالنور وهذا القول في الحقيقة يرجع الى القول الاول والثاني الخامس وهو ابعدها لظهور سقوطه ان الرفق يراد به العدم والفتق يراد به الايجاد - 00:04:20ضَ
اي كانتا عدما فاوجدناهما قال المؤلف رحمه الله وهذا القول كما ترى فاذا عرفت اقوال اهل العلم في هذه الاية فاعلم ان القول الثالث منها وهو كونهما كانتا رتقا بمعنى ان السماء لا ينزل منها مطر - 00:04:49ضَ
والارض لا تنبت شيئا ففتق الله السماء بالمطر والارض بالنبات قد دلت عليه قرائن من كتاب الله تعالى الاولى ان قوله تعالى او لم يرى الذين كفروا يدل على انهم رأوا ذلك - 00:05:18ضَ
لان الاظهر في رأى انها بصرية والذي يرونه بابصارهم هو ان السماء تكون لا ينزل منها مطر والارض ميتة هامدة لا نبات فيها ويشاهدون بابصارهم انزال الله المطر وان بعته به انواع النبات - 00:05:43ضَ
القرينة الثانية انه اتبع ذلك بقوله وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون والظاهر اتصال هذا الكلام بما قبله اي وجعلنا من الماء الذي انزلناه بفتقنا السماء وانبتنا به انواع النبات بفتقنا الارض - 00:06:12ضَ
كل شيء حي القرينة الثالثة ان هذا المعنى جاء موضحا في ايات اخر من كتاب الله لقوله تعالى والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع لان المراد بالرجع نزول المطر منها تارة بعد اخرى - 00:06:41ضَ
والمراد بالصدع انشقاق الارض عن النبات وكقوله تعالى فلينظر الانسان الى طعامه انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا الاية واختار هذا القول ابن جرير وابن عطية وغيرهما للقرائن التي ذكرنا - 00:07:13ضَ
ويؤيد ذلك كثرة ورود الاستدلال بانزال المطر. وانبات النبات في القرآن العظيم على كمال قدرة الله تعالى وعظم منته على خلقه وقدرته على البعث والذين قالوا ان المراد بالرتق والفتق - 00:07:46ضَ
انهما كانتا متلاصقتين تفتقهما الله وفصل بعضهما عن بعض قالوا في قوله او لم يرى انها من رأى العلمية لا البصرية وقالوا وجه تقريرهم بذلك انه جاء في القرآن وما جاء في القرآن فهو امر قطعي لا سبيل للشك فيه - 00:08:14ضَ
والعلم عند الله تعالى قال المؤلف اجزل الله مثوبته واقرب الاقوال في ذلك هو ما ذكرنا دلالة القرائن القرآنية عليه وقد قال فيه الفخر الرازي في تفسيره ورجحوا هذا الوجه على سائر الوجوه - 00:08:49ضَ
لقوله بعد ذلك وجعلنا من الماء كل شيء حي وذلك لا يليق الا وللماء تعلق بما تقدم ولا يكون كذلك الا اذا كان المراد ما ذكرنا فان قيل هذا الوجه مرجوح - 00:09:13ضَ
لان المطر لا ينزل من السماوات بل من سماء واحدة وهي سماء الدنيا قلنا انما اطلق عليه لفظ الجمع لان كل قطعة منها سماء كما يقال ثوب اخلاق وبرمة اعشار - 00:09:34ضَ
انتهى منه بهذا ايها المستمع الكريم نأتي على نهاية لقائنا ولنا ان شاء الله لقاء اخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:57ضَ