قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (442) - الأنبياء (017) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة تكمل حديثنا في الحلقة الماضية - 00:00:03ضَ
حول مسائل عقدها المؤلف عند تفسير قول الله تعالى وداود وسليمان اذ يحكمان في الحرث. الاية قال رحمه الله اعلم ان اكثر اهل العلم قالوا ان الحرف الذي حكم فيه سليمان وداوود اذ نفشت فيه غنم القوم - 00:00:26ضَ
فستان وعنب والنبش رأي الغنم ليلا خاصة ومنه قول راجس بدلنا بعد النفس الوجيفة. وبعد طول الجرة الصريفة وقيل كان الحرث المذكور زرعا وذكروا ان داوود حكم بدفع الغنم لاهل الحرث - 00:00:48ضَ
عوضا من حرثهم الذي نفشت فيه فأكلته وقال بعض اهل العلم اعتبر قيمة الحرف فوجد الغنم بقدر القيمة فدفعها الى اصحاب الحرث اما لانه لم يكن لهم دراهم او تعذر بيعها - 00:01:11ضَ
ورضوا بدفعها ورضي اولئك باخذها بدلا من القيمة واما سليمان وحكم بالضمان على اصحاب الغنم وان يضمنوا ذلك بالمثل بان يعمروا البستان حتى يعود كما كان حين نفشت فيه غنمهم - 00:01:31ضَ
ولم يضيع عليهم غلته من حين الاتلاف الى حين العود بل اعطى اصحاب البستان ماشية اولئك ليأخذوا من نمائها بقدر نماء البستان ويستوفوا من نماء غنمهم نظير ما فاتهم من نماء حرفهم - 00:01:50ضَ
وقد اعتبر النمائين فوجدهما سواء قالوا وهذا هو العلم الذي خصه الله به واثنى عليه بادراكه. هكذا يقولون والله تعالى اعلم وقوله ففهمناها اي القضية او الحكومة المفهومة من قوله اذ يحكمان في الحرث - 00:02:10ضَ
وقوله وكلا اتينا اي اعطينا كلا من داوود وسليمان حكما وعلما والتنوين في قوله كلا عوض عن كلمة اي كل واحد منهما قوله تعالى وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير - 00:02:35ضَ
وكنا فاعلين ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه سخر الجبال اي ذللها وسخر الطير تسبح مع داوود وما ذكره جل وعلا في هذه الاية الكريمة من تسخيره الطير والجبال تسبح مع نبيه داوود - 00:02:57ضَ
بينه في غير هذا الموضع كقوله تعالى ولقد اتينا داود منا فضلا يا جبال اوبي معه والطير الاية وقوله اوبي معه رجعي معه التسبيح والطير اي ونادينا الطير بمثل ذلك - 00:03:20ضَ
من ترجيع التسبيح معه وقول من قال اوبي معه اي سيري معه وان التأويب سير النهار ساقط كما ترى وكقوله تعالى واذكر عبدنا داوود ذا الايدي انه اواب انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق - 00:03:42ضَ
والطير محشورة كل له اواب والتحقيق ان تسبيح الجبال والطير مع داوود المذكور تسبيح حقيقي. لان الله جل وعلا يجعل لها ادراكات تسبح بها يعلمها هو جل وعلا ونحن لا نعلمها - 00:04:06ضَ
كما قال وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وقال تعالى وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله. الاية - 00:04:31ضَ
وقال تعالى انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها الاية وقد ثبت في صحيح البخاري ان الجذع الذي كان يخطب عليه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:53ضَ
لما انتقل عنه بالخطبة الى المنبر سمع له حنين وقد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لاعرف حجرا كان يسلم علي في مكة وامثال هذا كثيرة - 00:05:13ضَ
والقاعدة المقررة عند العلماء ان نصوص الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن ظاهرها المتبادل منها الا بدليل يجب الرجوع اليه والتسبيح في اللغة الابعاد عن السوء وفي اصطلاح الشرع تنزيه الله جل وعلا عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله - 00:05:33ضَ
سبحانه وبحمده وقال القرطبي في تفسير هذه الاية وسخرنا مع داوود الجبال اي جعلناها بحيث تطيعه اذا امرها بالتسبيح والظاهر ان قوله وكنا فاعلين نؤكد لقوله وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير - 00:06:00ضَ
والموجب لهذا التأكيد ان تسخير الجبال وتسبيحها امر عجب خارق للعادة مظنة لان يكذب به الكفرة الجهلة وقال الزمخشري وكنا فاعلين اي قادرين على ان نفعل هذا وقيل كنا نفعل بالانبياء مثل ذلك - 00:06:26ضَ
وكلا القولين اللذين قال ظاهر السقوط لان تأويل وكنا فاعلين بمعنى كنا قادرين بعيد ولا دليل عليه كما لا دليل على الاخر كما ترى وقال ابو حيان وكنا فاعلين اي فاعلين هذه الاعاجيب - 00:06:48ضَ
من تسخير الجبال وتسبيحهن والطير لمن نخصه بكرامتنا انتهى قال المؤلف رحمه الله واظهرها عندي هو ما تقدم والعلم عند الله تعالى وقوله تعالى وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم - 00:07:11ضَ
فهل انتم شاكرون الضمير في قوله علمناه راجع الى داوود والمراد بصنعة اللبوس صنعة الدروع ونسجها والدليل على ان المراد باللبوس في الاية الدروع انه اتبعه بقوله لتحصنكم من بأسكم - 00:07:33ضَ
اي لتحرز وتقي بعضكم من بأس بعض لان الدرع تقيه ضرر الضرب بالسيف الرمي بالرمح والسهم كما هو معروف وقد اوضح هذا المعنى بقوله والنا له الحديد ان اعمل سابغات وقدر في السرد - 00:07:54ضَ
وقوله ان اعمل سابغات ايصنع دروعا سابغات من الحديد الذي الناه لك والسرد نسج الدرع ويقال فيه الزرب من الاول قول ابي ذؤيب الهذلي وعليهما مسرودتان قضاهما داوود او صنع السوابغ تبع - 00:08:15ضَ
ومن الثاني قول الاخر نقريهم لهذميات نقد بها ما كان خاط عليهم كل زراد ومراده بالزراد نسج الدرع وقوله وقدر في السرد ايجعل الحلق والمسامير في نسجك للدرع باقدار متناسبة - 00:08:38ضَ
ولا تجعل المسمار دقيقا لان لا ينكسر ولا يشد بعض الحلق ببعض ولا تجعله غليظا غلظا زائدا فيفصم الحلقة واذا عرفت ان اللبوس في الاية الدروع فاعلم ان العرب تطلق اللبوس على الدروع - 00:09:00ضَ
كما في الاية ومنه قول الشاعر عليها اسود ضاويات لبوسهم سوابغ بيض لا يخرقها النبل وقوله سوابغ اي دروع سوابغ وقول كعب بن زهير شم العرانين ابطال لبوسهم من نسج داوود في الهيجا سرابيل - 00:09:18ضَ
ومراده باللبوس التي عبر عنها بالسرابيل الدروع والعرب تطلق اللبوس ايضا على جميع السلاح. درعا كان او جوشنا او سيفا او رمحا ومن اطلاقه على الرمح قول ابي كبير الهذلي يصف رمحا - 00:09:43ضَ
ومعي لبوس للبئيس كأنه طوق بجبهة ذي نعاج مجفل وتطلق اللبوس ايضا على كل ما يلبس ومنه قول بيهس البس كل حالة لبوسها. اما نعيمها واما بوسها وما ذكره هنا من الامتنان على الخلق - 00:10:02ضَ
بتعليمه صنعة الدروع ليقيهم بها من بأس السلاح تقدم ايضاحه في سورة النحل الكلام على قوله تعالى وسرابيل تقيكم بأسكم الاية وقوله في هذه الاية الكريمة فهل انتم شاكرون الظاهر فيه ان صيغة الاستفهام هنا يراد بها الامر - 00:10:26ضَ
من اطلاق الاستفهام بمعنى الامر في القرآن قوله تعالى انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون اي انتهوا. ولذا قال عمر رضي الله عنه انتهينا يا رب - 00:10:50ضَ
وقوله تعالى وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم الاية اي اسلموا وقد تقرر في فن المعاني ان من المعاني التي تؤدى بصيغة الاستفهام الامر. كما ذكرنا وقوله شاكرون شكر العبد لربه - 00:11:12ضَ
هو ان يستعين بنعمه على طاعته وشكر الرب لعبده وان يثيبه الثواب الجزيل عن عمله القليل ومادة شكر لا تتعدى غالبا الا باللام تعديتها بنفسها دون اللام قليلة ومنه قول ابي نخيلة شكرتك ان الشكر حبل من التقى - 00:11:34ضَ
وما كل من اوليته نعمة يقضي وفي قوله لتحصنكم ثلاث قراءات سبعية رأه عامة السبعة ما عدا ابن عامر وعاصم ليحصنكم بالياء المثناة التحتية وعلى هذه القراءة فضمير الفاعل عائد الى داوود او الى اللبوس - 00:12:00ضَ
لان تذكيرها باعتبار معنى ما يلبس من الدروع جائز وقرأه ابن عامر وحفص عن عاصم لتحصنكم بالتاء المثناة الفوقية وعلى هذه القراءة فضمير الفاعل راجع الى اللبوس وهي مؤنثة او الى الصنعة المذكورة في قوله صنعة لبوس - 00:12:22ضَ
وقرأه شعبة عن عاصم لنحصنكم بالنون الدالة على العظمة وعلى هذه القراءة فالامر واضح وبها نأتي على نهاية لقائنا ايها المستمع الكريم بامل ان يجمعنا بكم لقاء اخر باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:46ضَ