قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (448) - الأنبياء (023) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قوله تعالى قال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون. ذكر جل وعلا في - 00:00:03ضَ

هذه الاية الكريمة ان الذين سبقت لهم منه في علمه الحسنى وهي تأنيث الاحسن. وهي الجنة او السعادة مبعدون يوم القيامة عن النار وقد اشار الى نحو ذلك في غير هذا الموضع - 00:00:32ضَ

كقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان. ونحو ذلك من الايات قوله تعالى وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون. ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان عباده المؤمنين الذين سبقت لهم منه الحسنى - 00:00:55ضَ

تتلقاهم الملائكة اي تستقبلهم بالبشارة. وتقول لهم هذا يومكم الذي كنتم توعدون. اي توعدون فيه انواع الكرامة والنعيم. قيل على ابواب الجنة بذلك. وقيل عند الخروج من القبور كما تقدم - 00:01:31ضَ

وما ذكره جل وعلا من استقبال الملائكة لهم بذلك بينه في غير هذا الموضع كقوله في فصلت ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة لا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:02:01ضَ

ولكم فيها ما تشتهي انفسكم. ولكم فيها ما تدعون. نزلا من غفور رحيم. وقوله في النحل الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. الى غير ذلك من الايات - 00:02:30ضَ

قوله تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب. قوله يوم نطوي السماء منصوب بقوله لا يحزنهم الفزع. او بقوله تتلقاهم وقد ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه يوم القيامة يطوي السماء كطي السجل للكتب - 00:03:00ضَ

وصرح بالزمر بان الارض جميعا قبضته يوم القيامة. وان السماوات مطويات جاءت بيمينه وذلك في قوله وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته القيامة والسماوات مطويات بيمينه. سبحانه وتعالى عما يشركون - 00:03:34ضَ

وما ذكره من كون السماوات مطويات بيمينه في هذه الاية جاء في الصحيح ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قدمنا مرارا ان الواجب في ذلك امراره كما جاء - 00:04:04ضَ

والتصديق به. مع اعتقاد ان صفة الخالق اعظم من ان تماثل صفة المخلوق واقوال العلماء في معنى قوله كطي السجل للكتب راجعة الى امرين الاول ان السجل الصحيفة. والمراد بالكتب ما كتب فيها. واللام بمعنى على - 00:04:24ضَ

اي كطي السجل على الكتب. اي كطي الصحيفة على ما كتب فيها وعلى هذا فطي السجل مصدر مضاف الى مفعوله. لان السجل على هذا المعنى مفعول الطي الثاني ان السجل ملك من الملائكة. وهو الذي يطوي كتب اعمال بني ادم اذا رفعت - 00:04:54ضَ

ويقال انه في السماء الثالثة ترفع اليه الحفظة الموكلون بالخلق اعمال بني ادم في كل خميس واثنين. وكان من اعوانه فيما ذكروا هاروت وماروت وقيل انه لا يطوي الصحيفة حتى يموت صاحبها في رفعها ويطويها الى يوم القيامة - 00:05:25ضَ

وقول من قال ان السجل صحابي كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم ظاهر السقوط كما ترى وقوله في هذه الاية الكريمة للكتاب قرأه عامة السبعة غير حمزة والكسائي حفص عن عاصم للكتاب. بكسر الكاف وفتح التاء بعدها الف بصيغة الافراد. وقرأه - 00:05:53ضَ

حمزة والكسائي وحفص عن عاصم للكتب. بضم الكاف والتاء بصيغة الجمع. ومعنى القراءتين واحد لان المراد بالكتاب على قراءة الافراد جنس الكتاب. فيشمل كل الكتب قوله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. ان الارض يرثها عبادي الصالحون - 00:06:23ضَ

اظهر الاقوال عندي في هذه الاية الكريمة ان الزبور الذي هو الكتاب يراد به جنس الكتاب. فيشمل الكتب المنزلة كالتوراة والانجيل وزبور داود وغير ذلك وان المراد بالذكر ام الكتاب. وعليه فالمعنى ولقد كتبنا - 00:06:53ضَ

في الكتب المنزلة على الانبياء ان الارض يرثها عبادي الصالحون. بعد ان ذلك في ام الكتاب. وهذا المعنى واضح لا اشكال فيه. وقيل الزبور في الاية زبور داوود والذكر التوراة - 00:07:23ضَ

وقيل غير ذلك واظهرها هو ما ذكرنا واختاره غير واحد واعلم ان قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ان الاية قد يكون فيها قولان للعلماء. وكلاهما حق ويشهد له قرآن - 00:07:47ضَ

فنذكر الجميع لانه كله حق داخل في الاية ومن ذلك هذه الاية الكريمة لان المراد بالارض في قوله هنا ان الارض يرثها عبادي الصالحون فيه للعلماء وجهان الاول انها ارض الجنة - 00:08:08ضَ

يورثها الله يوم القيامة عباده الصالحين وهذا القول يدل له قوله تعالى وقالوا الحمدلله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء. فنعم اجر العاملين وقد قدمنا معنى ايراثهم الجنة مستوفا - 00:08:32ضَ

في سورة مريم الثاني ان المراد بالارض ارض العدو يورثها الله المؤمنين في الدنيا يدل لهذا قوله تعالى واورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وارضا لم تطأوها وكان الله على كل شيء قديرا - 00:08:58ضَ

وقوله واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها الاية وقوله تعالى وقال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. وقوله تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات - 00:09:22ضَ

ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم الاية. وقوله تعالى فاوحى اليهم ربهم نهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم. الى غير ذلك من الايات قرأ هذا الحرف عامة القراء غير حمزة في الزبور بفتح الزاي ومعناه الكتاب - 00:09:55ضَ

وقرأ حمزة وحده في الزبور بضم الزاي. قال القرطبي وعلى قراءة حمزة فهو جمع زبر. والظاهر انه يريد الزبر بالكسر معنى المزبور اي المكتوب. وعليه فمعنى قراءة حمزة ولقد كتبنا في الكتب - 00:10:28ضَ

وهي تؤيد ان المراد بالزبور على قراءة الفتح جنس الكتب. لا صوصو زبون داوود كما بينا. وقرأ حمزة ايضا يرثها عبادي والباقون بفتحها ايها المستمع الكريم نكتفي بما مضى وقد بقيت لنا في تفسير سورة الانبياء حلقة - 00:10:58ضَ

واحدة تكون معنا في اللقاء القادم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:32ضَ