قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (471) - الحج (022) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم اللام في قوله ليشهدوا - 00:00:03ضَ

لام التعليل وهي متعلقة بقوله تعالى واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر. الاية اي ان تؤذن فيهم يأتوك مشاة وركبانا لاجل ان يشهدوا ان يحضروا منافع لهم - 00:00:32ضَ

والمراد بحضورهم المنافع حصولها لهم وقوله منافع جمع منفعة ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي وقد جاء بيان بعضها في بعض الايات القرآنية وان منها ما هو دنيوي وما هو اخروي - 00:00:58ضَ

اما الدنيوي وكارباح التجارة اذا خرج الحاج بمال تجارة معه فانه يحصل له الربح غالبا وذلك نفع دنيوي وقد اطبق علماء التفسير على ان معنى قوله تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم - 00:01:25ضَ

انه ليس على الحاج اثم ولا حرج اذا ابتغى ربحا بتجارة في ايام الحج ان كان ذلك لا يشغله عن شيء من اداء مناسكه كما قدمنا ايضاحة وقوله تعالى ليس عليكم جناح - 00:01:55ضَ

ان تبتغوا فضلا من ربكم فيه بيان لبعض المنافع المذكورة في اية الحج هذه وهذا نفع دنيوي ومن المنافع الدنيوية ما يصيبونه من البدن والذبائح لقوله في البدن لكم فيها منافع الى اجل مسمى - 00:02:19ضَ

على احد التفسيرين وقوله فكلوا منها في الموضعين وكل ذلك نفع دنيوي وفي ذلك بيان ايضا لبعض المنافع المذكورة في اية الحج هذه وقد بينت اية البقرة على ما فسرها به جماعة من الصحابة ومن بعدهم - 00:02:48ضَ

واختاره ابو جعفر ابن جرير الطبري في تفسيره ووجه اختياره له لكثرة الاحاديث الدالة عليه ان من المنافع المذكورة في اية الحج غفران ذنوب الحاج حتى لا يبقى عليه اثم - 00:03:17ضَ

ان كان متقيا ربه في حجه بامتثال ما امر به واجتناب ما نهى عنه وذلك انه قال ان معنى قوله تعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه - 00:03:39ضَ

ان الحاج يرجع مغفورا له ولا يبقى عليه اثم سواء تعجل في يومين او تأخر الى الثالث ولكن غفران ذنوبه هذا مشروط بتقواه ربه في حجه كما صرح به في قوله تعالى لمن اتقى الاية - 00:04:00ضَ

ايوه هذا الغفران للذنوب وحط الاثام انما هو لخصوص من اتقى ومعلوم ان هذه الاية الكريمة فيها اوجه من التفسير غير هذا وممن نقل عنهم ابن جرير ان معناها انه يغفر للحاج جميع ذنوبه - 00:04:28ضَ

سواء تعجل في يومين او تأخر علي وعبدالله بن مسعود وابن عباس وابن عمر ومجاهد وابراهيم وعامر ومعاوية بن قرة ولما ذكر اقوال اهل العلم فيها قال واولى هذه الاقوال بالصحة - 00:04:51ضَ

قول من قال تأويل ذلك فمن تعجل من ايام من الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا اثم عليه يحط الله ذنوبه ان كان قد اتقى في حجه فاجتنب فيه ما امر الله باجتنابه - 00:05:13ضَ

وفعل فيه ما امر الله بفعله واطاعه بادائه على ما كلفه من حدوده ومن تأخر الى اليوم الثالث منهن فلم ينفر الى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الاول فلا اثم عليه - 00:05:32ضَ

لتكفير الله ما سلف من اثامه واجرامه ان كان اتقى الله في حجه بادائه بحدوده وانما قلنا ان ذلك اولى تأويلاته لتظاهر الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:53ضَ

انه قال من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وانه قال تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة - 00:06:13ضَ

وساق ابن جرير رحمه الله باسانيده احاديث دالة على ذلك ففي لفظ الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة - 00:06:37ضَ

وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة وفي لفظ له عن عمر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال تابعوا بين الحج والعمرة فان المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث - 00:07:00ضَ

او خبث الحديد وفي لفظ له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قضيت حجك فانت مثل ما ولدتك امك وما اشبه ذلك من الاخبار - 00:07:21ضَ

التي يطول بذكر جميعها الكتاب مما ينبئ عن ان من حج فقضاه بحدوده على ما امره الله فهو خارج من ذنوبه كما قال جل ثناؤه فلا اثم عليه لمن اتقى - 00:07:39ضَ

وكان في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوضح ان معنى قول الله جل وعز فلا اثم عليه انه خارج من ذنوبه محطوطة عنه اثامه مغفور اجرامه - 00:07:58ضَ

الى اخر كلامه الطويل في الموضوع وقد بين فيه انه لا وجه لقول من قال ان المعنى لا اثم عليه في تعجله ولا اثم عليه في تأخره لان التأخر الى اليوم الثالث لا يحتمل ان يكون فيه اثم - 00:08:19ضَ

حتى يقال فيه فلا اثم عليه وان قول من قال ان سبب النزول ان بعضهم كان يقول التعجل لا يجوز بعضهم يقول التأخر لا يجوز معنى الاية النهي عن تخطئة المتأخر المتعجلة كعكسه - 00:08:40ضَ

اي لا يؤثمن احدهما الاخر ان هذا القول خطأ لمخالفته لقول جميع اهل التأويل قال المؤلف رحمه الله وعلى تفسير هذه الاية الكريمة لان معنى فلا اثم عليه في الموضعين - 00:09:02ضَ

ان الحاج يغفر جميع ذنوبه فلا يبقى عليه اثم فغفران جميع ذنوبه هذا الذي دل عليه هذا التفسير من اكبر المنافع المذكورة في قوله ليشهدوا منافع لهم وعليه فقد بينت اية البقرة هذه - 00:09:25ضَ

بعض ما دلت عليه اية الحج وقد اوضحت السنة هذا البيان في الاحاديث الصحيحة التي ذكرنا في حديث من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه - 00:09:50ضَ

وحديث الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن حديث ان الله يباهي باهل عرفة اهل السماء الحديث ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن - 00:10:12ضَ

تيسر اجتماع المسلمين من اقطار الدنيا في اوقات معينة في اماكن معينة ليشعروا بالوحدة الاسلامية ولتمكن استفادة بعضهم من بعض فيما يهم الجميع من امور الدنيا والدين وبدون فريضة الحج - 00:10:37ضَ

لا يمكن ان يتسنى لهم ذلك فهو تشريع عظيم من حكيم خبير والعلم عند الله تعالى ايها المستمع الكريم حسبنا في هذا اللقاء ما مضى ولنا ان شاء الله لقاء يعقبه - 00:11:00ضَ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:11:20ضَ