قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (476) - الحج (027) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب - 00:00:03ضَ

قد ذكرنا قريبا انا ذكرنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ان من انواع البيان التي تضمنها ان يذكر لفظ عام ثم يصرح في بعض المواضع بدخول بعض افراد ذلك العام فيه - 00:00:30ضَ

ليكون ذلك الفرد قطعية دخول لا يمكن اخراجه بمخصص ووعدنا بذكر بعض امثلته في هذه الايات ومرادنا بذلك هذه الاية الكريمة لان قوله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله عام في جميع شعائر الله - 00:00:52ضَ

وقد نص تعالى على ان البدن طرد من افراد هذا العموم داخل فيه قطعا وذلك في قوله والبدن جعلناها لكم من شعائر الله فيدخل في الاية تعظيم البدن واستسمانها واستحسانها - 00:01:22ضَ

كما قدمنا عن البخاري انهم كانوا يسمنون الاضاحي وكانوا يرون ان ذلك من تعظيم شعائر الله وقد قدمنا ان الله صرح لان الصفا والمروة داخلان في هذا العموم بقوله ان الصفا والمروة - 00:01:49ضَ

من شعائر الله الاية وان تعظيمها المنصوصة في هذه الاية يدل على عدم التهاون بالسعي بين الصفا والمروة وقوله في هذه الاية ذلك فيه ثلاثة اوجه من الاعراب الاول ان يكون في محل رفع بالابتداء - 00:02:13ضَ

والخبر محذوف اي ذلك حكم الله وامره الثاني ان يكون خبر مبتدأ محذوف اي اللازم ذلك او الواجب ذلك الثالث ان يكون في محل نصب بفعل محذوف اي اتبعوا ذلك - 00:02:40ضَ

او امتثلوا ذلك ومما يشبه هذه الاشارة في كلام العرب قول زهير هذا وليس كمن يعيا بخطته وسط الندي اذا ما قائل نطق فعله القرطبي وابو حيان الضمير المؤنث في قوله فانها من تقوى القلوب - 00:03:05ضَ

قال القرطبي هو عائد الى الفعلة التي يتضمنها الكلام ثم قال وقيل انه راجع الى الشعائر بحذف مضاف اي فان تعظيمها اي الشعائر وحذف المضاف بدلالة الكلام عليه فرجع الضمير الى الشعائر - 00:03:34ضَ

انتهى وقال الزمخشري في الكشاف فانها من تقوى القلوب اي فان تعظيمها من افعال ذوي تقوى القلوب وحذفت هذه المضافات ولا يستقيم المعنى الا بتقديرها لانه لا بد من راجع من الجزاء الى من - 00:04:00ضَ

ليرتبط به انتهى منه قوله تعالى وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم امر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم ان يبشر المخبتين - 00:04:29ضَ

اي المتواضعين لله المطمئنين الذين من صفتهم انهم اذا سمعوا ذكر الله وجلت قلوبهم اي خافت من الله جل وعلا وان يبشر الصابرين على ما اصابهم من الاذى ومتعلق التبشير محذوف - 00:04:55ضَ

بدلالة المقام عليه اي بشرهم بثواب الله وجنته وقد بين في موضع اخر ان الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم هم المؤمنون حقا وكونهم هم المؤمنين حقا يجعلهم جديرين بالبشارة - 00:05:25ضَ

المذكورة هنا وذلك في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. الاية وامره في موضع اخر ان يبشر الصابرين على ما اصابهم مع بيان بعض ما بشروا به - 00:05:49ضَ

وذلك في قوله تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون واعلم ان وجل القلوب عند ذكر الله - 00:06:16ضَ

اي خوفها من الله عند سماع ذكره لا ينافي ما ذكره جل وعلا من ان المؤمنين تطمئن قلوبهم بذكر الله كما في قوله تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله - 00:06:42ضَ

الا بذكر الله تطمئن القلوب ووجه الجمع بين الثناء عليهم بالوجل الذي هو الخوف عند ذكره جل وعلا مع الثناء عليهم بالطمأنينة بذكره والخوف والطمأنينة متنافيان هو ما اوضحناه في كتابنا - 00:07:02ضَ

دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب وهو ان الطمأنينة بذكر الله تكون بانشراح الصدر بمعرفة التوحيد وصدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وطمأنينتهم بذلك قوية لانها لم تتطرقها الشكوك - 00:07:28ضَ

ولا الشبه والوجل عند ذكر الله تعالى يكون بسبب خوف الزيغ عن الهدى وعدم تقبل الاعمال كما قال تعالى عن الراسخين في العلم ربنا، لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا - 00:07:54ضَ

وقال تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وقال تعالى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ولهذا كان صلى الله عليه وسلم - 00:08:20ضَ

يقول في دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك بهذه الدعوات من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتي ايها المستمع الكريم الى نهاية لقائنا املين ان يجمعنا بكم لقاء اخر وانتم بخير - 00:08:50ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:12ضَ