قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (484) - الحج (035) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها - 00:00:03ضَ

بين الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان كفار مكة الذين كذبوا نبينا صلوات الله وسلامه عليه ينبغي لهم ان يسيروا في الارض لتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها - 00:00:29ضَ

لانهم اذا سافروا مروا باماكن قوم صالح واماكن قوم لوط واماكن قوم هود فوجدوا بلادهم خالية واثارهم منطمسة لم يبقى منهم داع ولا مجيب لتكذيبهم رسلهم وكفرهم بربهم ويدركون بعقولهم - 00:00:48ضَ

ان تكذيبهم نبيهم لا يؤمن ان يسبب لهم من سخط الله مثلما حل باولئك الذين مروا بمساكنهم خالية قد عم اهلها الهلاك وتكون لهم اذان يسمعون بها ما قص الله في كتابه على نبيه - 00:01:12ضَ

من اخبار تلك الامم وما اصابها من الاهلاك المستأصل والتدمير فيحذروا ان يحل بهم مثل ما حل باولئك والايات الدالة على هذا المعنى كثيرة كقوله تعالى افلم يسيروا في الارض - 00:01:35ضَ

فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم ثم بين تهديده لكفار مكة بما فعل بالامم الماضية في قوله وللكافرين امثالها كقوله في قوم لوط وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل - 00:01:56ضَ

افلا تعقلون وقوله فيهم وانها لبسبيل مقيم. الاية وقوله في قوم لوط وقوم شعيب اصحاب الايكة وانهما لبئمام مبين. لان معنى الايتين ان ديارهم على ظهر الطريق الذي يمرون فيه - 00:02:20ضَ

المعبر عنه بالسبيل والامام والايات بمثل هذا كثيرة وقد قدمنا منها جملا كافية في سورة المائدة وغيرها والاية تدل على ان محل العقل في القلب ومحل السمع في الاذن فما يزعمه الفلاسفة - 00:02:47ضَ

من ان محل العقل الدماغ باطل كما اوضحناه في غير هذا الموضع وكذلك قول من زعم ان العقل لا مركز له اصلا في الانسان لانه زماني فقط لا مكاني فهو في غاية السقوط والبطلان كما ترى - 00:03:13ضَ

قوله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور قد قدمنا الايات الموضحة لمعنى هذه الاية في سورة بني اسرائيل الكلام على قوله تعالى ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى. الاية - 00:03:40ضَ

مع بعض الشواهد العربية فاغنى ذلك عن اعادته هنا قوله تعالى ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان الكفار يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:04ضَ

تعجيل العذاب الذي يعدهم به طغيانا وعنادا والايات الدالة على هذا المعنى كثيرة في القرآن لقوله تعالى وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب وقوله يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين - 00:04:27ضَ

وقوله ويستعجلونك بالعذاب ولولا اجل مسمى لجاءهم العذاب. الاية وقد اوضحنا الايات الدالة على هذا المعنى في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك في سورة الانعام الكلام على قوله ما عندي ما تستعجلون به - 00:04:55ضَ

وفي يونس في الكلام على قوله اثم اذا ما وقع امنتم به الى غير ذلك من المواضع وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة ولن يخلف الله وعده الظاهر ان المراد بالوعد هنا - 00:05:20ضَ

هو ما اوعدهم به من العذاب الذي يستعجلون نزوله والمعنى هو منجز ما وعدهم به من العذاب اذا جاء الوقت المحدد لذلك كما قال تعالى ولولا اجل مسمى لجاءهم العذاب - 00:05:39ضَ

وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون وقوله تعالى الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وقوله تعالى اثم اذا ما وقع امنتم به الان وقد كنتم به تستعجلون - 00:06:00ضَ

وبه تعلم ان الوعد يطلق في القرآن على الوعد بالشر من الايات الموضحة لذلك قوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك النار؟ وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير فانه قال في هذه الاية في النار - 00:06:24ضَ

وعدها بصيغة الثلاثي الذي مصدره الوعد ولم يقل اوعدها وما ذكر في هذه الاية من ان ما وعد به الكفار من العذاب واقع لا محالة وانه لا يخلف وعده بذلك - 00:06:46ضَ

جاء مبينا في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة قاف قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي الاية والصحيح ان المراد بقوله ما يبدل القول لدي - 00:07:07ضَ

ان ما اوعد الكفار به من العذاب لا يبدل لديه سبحانه وتعالى بل هو واقع لا محالة وقوله تعالى كل كذب الرسل فحق وعيد اي وجب وثبت فلا يمكن عدم وقوعه بحال - 00:07:29ضَ

وقوله تعالى ان كل الا كذب الرسل تحقق عقاب كما اوضحناه في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب في سورة الانعام الكلام على قوله تعالى قال النار مثواكم خالدين فيها - 00:07:52ضَ

الا ما شاء الله الاية واوضحنا ان ما اوعد به الكفار لا يخلف بحال كما دلت عليه الايات المذكورة اما ما اوعد به عصاة المسلمين فهو الذي يجوز الا ينفذه - 00:08:17ضَ

وان يعفو كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الاية وبالتحقيق الذي ذكرنا اعلم ان الوعد يطلق في الخير والشر كما بينا - 00:08:40ضَ

وانما شاع على السنة كثير من اهل التفسير من ان الوعد لا يستعمل الا في الوعد بخير وانه هو الذي لا يخلفه الله واما ان كان المتوعد به شرا فانه وعيد واعاد - 00:09:02ضَ

قالوا ان العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤما. وعن الايعاد كرما وذكروا عن الاصمعي انه قال كنت عند ابي عمرو بن العلاء فجاء عمرو بن عبيد وقال يا ابا عمرو - 00:09:22ضَ

هل يخلف الله الميعاد فقال لا وذكر اية وعيد وقال له امن العجم انت ان العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤما وعن الايعاد كرما اما سمعت قول الشاعر ولا يرهب ابن العم والجار سطوتي - 00:09:40ضَ

ولا انثني عن سطوة المتهدد فاني وان اوعدته او وعدته لمخلف ايعادي ومنجز موعدي قال المؤلف رحمه الله فيه نظر من وجهين الاول هو ما بيناه انفا من ان اطلاق الوعد في القرآن - 00:10:05ضَ

على التوعد بالنار والعذاب لقوله تعالى النار وعدها الله الذين كفروا وقوله تعالى ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده لان ظاهر الاية الذي لا يجوز العدول عنه ولن يخلف الله وعده في حلول العذاب - 00:10:28ضَ

الذي يستعجلونك به بهم لانه مقترن بقوله ويستعجلونك بالعذاب وتعلقه به هو الظاهر الثاني هو ما بينا ان ما اوعد الله به الكفار لا يصح ان يخلفه بحال لان ادعاء جواز اخلافه لانه ايعاد - 00:10:52ضَ

وان العرب تعد الرجوع عن الايعاد كرما يبطله امران الاول انه يلزمه جواز الا يدخل النار كافر اصلا لان اعادهم بادخالهم النار مما زعموا ان الرجوع عنه كرم وهذا لا شك في بطلانه - 00:11:17ضَ

الثاني ما ذكرنا من الايات الدالة على ان الله لا يخلف ما اوعد به الكفار من العذاب كقوله قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي الاية - 00:11:42ضَ

قوله تعالى فيهم فحق وعيد قوله فيهم فحق عقاب ومعنى حق وجب وثبت فلا وجه لانتفائه بحال كما اوضحناه هنا وفي غير هذا الموضع وبهذا البيان من المؤلف رحمه الله - 00:11:59ضَ

نأتي على نهاية لقائنا هذا ايها المستمعون الكرام ونستودعكم الله حتى نلقاكم في لقاء قريب ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:12:20ضَ