قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (496) - الحج (047) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نستكمل بقية تفسير قول الحق سبحانه - 00:00:03ضَ
وجاهدوا في الله حق جهاده الاية وهي اخر حلقة لنا في سورة الحج قال المؤلف رحمه الله قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل. وفي هذا اختلف في مرجع الضمير - 00:00:28ضَ
الذي هو لفظ من قوله هو سماكم وقال بعضهم الله هو الذي سماكم المسلمين من قبل وفي هذا وهذا القول مروي عن ابن عباس وبه قال مجاهد وعطاء والضحاك والسدي - 00:00:51ضَ
ومقاتل ابن حجان وقتادة كما نقله عنهم ابن كثير وقال بعضهم هو اي ابراهيم سمعكم المسلمين واستدل لهذا بقول ابراهيم واسماعيل ومن ذريتنا امة مسلمة لك وبهذا قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم - 00:01:20ضَ
كما نقله عنه ابن كثير وقد قدمنا ان من انواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك ان يقول بعض العلماء في الاية قولا وتكون في الاية قرينة تدل على عدم صحة ذلك القول - 00:01:53ضَ
وجئنا بامثلة كثيرة في الترجمة وفيما مضى من الكتاب وفي هذه الايات قرينتان تدلان على ان قول عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم غير صواب احداهما ان الله قال هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا - 00:02:18ضَ
اي القرآن ومعلوم ان ابراهيم لم يسمهم المسلمين في القرآن بنزوله بعد وفاته بازمان طويلة كما نبه على هذا ابن جرير القرينة الثانية ان الافعال كلها في السياق المذكور راجعة الى الله - 00:02:49ضَ
لا الى ابراهيم فقوله هو اجتباكم اي الله وما جعل عليكم في الدين من حرج اي الله هو سماكم المسلمين اي الله فان قيل الضمير يرجع الى اقرب مذكور واقرب مذكور للضمير المذكور - 00:03:20ضَ
هو ابراهيم الجواب ان محل رجوع الضمير الى اقرب مذكور محله ما لم يصرف عنه صارف وهنا قد صرف عنه صارف لان قوله وفي هذا يعني القرآن دليل على ان المراد بالذي سماهم المسلمين فيه - 00:03:50ضَ
هو الله لا ابراهيم وكذلك سياق الجمل المذكورة قبله نحو وما جعل عليكم في الدين من حرج يناسبه ان يكون هو سماكم اي الله المسلمين قال ابن كثير رحمه الله - 00:04:22ضَ
في تفسير هذه الاية بعد ان ذكر ان الذي سماهم المسلمين من قبل وفي هذا هو الله لا ابراهيم طالما نصه قلت وهذا هو الصواب لانه تعالى قال هو اجتباكم - 00:04:51ضَ
وما جعل عليكم في الدين من حرج ثم حثهم واغراهم على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بانه ملة ابراهيم ابيهم الخليل ثم ذكر منته تعالى على هذه الامة - 00:05:17ضَ
بما نوه به من ذكرها والثناء عليها في سالف الدهر وقديم الزمان في كتب الانبياء تتلى على الاحبار والرهبان فقال هو سماكم المسلمين من قبل اي من قبل هذا القرآن - 00:05:43ضَ
وفي هذا روى النسائي عند تفسير هذه الاية انبأنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن شعيب انبأنا معاوية بن سلام ان اخاه زيد ابن سلام اخبره عن ابي سلام انه اخبره - 00:06:11ضَ
قال اخبرني الحارث الاشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا بدعوى الجاهلية فانه من جزي جهنم قال رجل يا رسول الله وان صام وان صلى قال نعم - 00:06:36ضَ
وان صام وان صلى ادعو بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله وقد قدمنا هذا الحديث بطوله عند تفسير قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:07:00ضَ
انتهى من تفسير ابن كثير وقال ابن كثير في تفسير سورة البقرة ان الحديث المذكور فيه ان الله هو الذي سماهم المسلمين المؤمنين قوله تعالى ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس - 00:07:30ضَ
يعني انما اجتباكم وفضلكم ونوه باسمكم المسلمين قبل نزول كتابكم وزكاكم على السنة الرسل المتقدمين فسماكم فيها المسلمين وكذلك سماكم في هذا القرآن وقد عرف بذلك انكم امة وسط عدول خيار - 00:08:00ضَ
مشهود بعدالتكم لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة ان الرسل بلغتهم رسالات ربهم حين ينكر الكفار ذلك يوم القيامة ويكون الرسول عليكم شهيدا انه بلغكم وقيل شهيدا على صدقكم فيما شهدتم به للرسل على اممهم - 00:08:36ضَ
من التبليغ وهذا المعنى المذكور هنا ذكره جل وعلا في قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وقال فيه صلى الله عليه وسلم انا ارسلناك شاهدا. الاية - 00:09:10ضَ
والعلم عند الله تعالى ايها المستمعون الكرام بهذا ينتهي تفسير سورة الحج وسيكون لقاؤنا القادم وما بعده ان شاء الله في تفسير سورة المؤمنون حتى نلتقي نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:09:43ضَ