قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (531) - النور (014) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نمضي مع المؤلف رحمه الله - 00:00:03ضَ

في حديثه حول قول الحق سبحانه وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون قال رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا واياكم به في دار كرامته ووالدينا والمسلمين التوبة النصوح هي التوبة الصادقة - 00:00:25ضَ

تحاصرها ان يأتي باركانها الثلاثة على الوجه الصحيح بان يقلع عن الذنب ان كان متلبسا به ويندم على ما صدر منه من مخالفة امر ربه جل وعلا وينوي نية جازمة - 00:00:49ضَ

ان لا يعود الى معصية الله ابدا واظهروا اقوال اهل العلم انه ان تاب توبة نصوحا وكفر الله عنه سيئاته بتلك التوبة النصوح ثم عاد الى الذنب بعد ذلك ان توبته الاولى الواقعة على الوجه المطلوب - 00:01:07ضَ

لا يبطلها الرجوع الى الذنب بل تجب عليه التوبة من جديد لذنبه الجديد خلافا لمن قال ان عوده للذنب نقض لتوبته الاولى ثم قال رحمه الله واعلم ان التوبة تجب كتابا وسنة واجماعا - 00:01:30ضَ

من كل ذنب اقترفه الانسان فورا وان الندم ركن من اركانها وركن الواجب واجب والندم ليس بفعل وليس في استطاعة المكلف لانهم فعال لافع والانفعالات ليست بالاختيار فما وجه التكليف بالندم - 00:01:54ضَ

وهو غير فعل للمكلف ولا مقدور عليه والجواب عن هذا الاشكال هو ان المراد بالتكليف بالندم التكليف باسبابه التي يوجد بها وهي في طوق المكلف فلو راجع صاحب المعصية نفسه - 00:02:19ضَ

مراجعة صحيحة ولم يحابها في معصية الله لعلم ان لذة المعاصي فلذة الشراب الحلو الذي فيه السم القاتل والشراب الذي فيه السم القاتل لا يستلذه عاقل لما يتبع لذته من عظيم الضرر - 00:02:41ضَ

وحلاوة المعاصي فيها ما هو اشد من السم القاتل وهو ما تستلزمه معصية الله جل وعلا من سخطه على العاصي وتعذيبه له اشد العذاب وعقابه على المعاصي قد يأتيه في الدنيا فيهلكه - 00:03:07ضَ

وينغص عليه لذة الحياة ولا شك ان من جعل اسباب الندم على المعصية وسيلة الى الندم انه يتوصل الى حصول الندم على المعصية بسبب استعماله الاسباب التي يحصل بها الحاصل - 00:03:28ضَ

انه مكلف بالاسباب المستوجبة للندم وانه ان استعملها حصل له الندم وبهذا الاعتبار انا مكلفا بالندم مع انه انفعال لافع ومن امثلة استعمال الاسباب المؤدية الى الندم على المعصية قول الشاعر - 00:03:48ضَ

وهو الحسين بن مطير فلا تقرب الامر الحرام فانه حلاوته تفنى ويبقى مريرها ونقل عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان كثيرا ما يتمثل بقول الشاعر اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام - 00:04:15ضَ

ويبقى الاثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار واما الاشكال الذي في الاقلاع عن الذنب تحاصره ان من تاب من الذنب الذي هو متلبس به - 00:04:40ضَ

مع بقاء فساد ذلك الذنب اي اثره السيء هل تكون توبته صحيحة نظرا الى انه فعل في توبته كل ما يستطيعه وان كان الاقلاع عن الذنب لم يتحقق للعجز عن ازالة فساده في ذلك الوقت - 00:05:02ضَ

او لا تكون توبته صحيحة لان الاقلاع عن الذنب الذي هو ركن التوبة لم يتحقق ومن امثلة هذا من كان على بدعة من البدع السيئة المخالفة للشرع المستوجبة للعذاب اذا بث بدعته - 00:05:24ضَ

وانتشرت في اقطار الدنيا ثم تاب من ارتكاب تلك البدعة فندم على ذلك ونوى الا يعود اليه ابدا مع ان اقلاعه عن بدعته لا قدرة له عليه لانتشارها في اقطار الدنيا - 00:05:48ضَ

ولان من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة فساد بدعته باق ومن امثلته من غصب ارضا ثم سكن في وسطها ثم تاب من ذلك الغصب نادما عليه - 00:06:11ضَ

ناويا الا يعود اليه وخرج من الارض المغصوبة بسرعة وسلك اقرب طريق للخروج منها فهل تكون توبته صحيحة في وقت سيره الارض المغصوبة قبل خروجه منها لانه فعل في توبته - 00:06:33ضَ

كل ما يقدر عليه او لا تكون توبته صحيحة لان اقلاعه عن الغصب لم يتم ما دام موجودا في الارض المغصوبة ولو كان يسير فيها ليخرج منها ومن امثلته ايضا - 00:07:02ضَ

من رمى مسلما بسهم ثم تاب فندم على ذلك ونوى الا يعود قبل اصابة السهم للانسان الذي رماه به بان حصلت التوبة والسهم في الهوى في طريقه الى المرمي هل تكون توبته صحيحة - 00:07:27ضَ

لانه فعل ما يقدر عليه او لا تكون صحيحة لان اقلاعه عن الذنب لم يتحقق وقت التوبة لان سهمه في طريقه الى اصابة مسلم جمهور اهل الاصول على ان توبته في كل الامثلة - 00:07:52ضَ

صحيحة لان التوبة واجبة عليه وقد فعل من هذا الواجب كل ما يقدر عليه وما لا قدرة له عليه معذور فيه لقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها الى اخر الادلة - 00:08:16ضَ

التي قدمناها قريبا وقال ابو هاشم وهو من اكابر المعتزلة كابنه ابي علي الجبائي ان التائب الخارج من الارض المغصوبة ات بحرام لان ما اتى به من الخروج تصرف في ملك الغير بغير اذن - 00:08:43ضَ

والتوبة انما تحققوا عند انتهائه اذ لا اقلاع الا حينئذ والاقلاع ترك المنهي عنه فالخروج عنده قبيح لانه تصرف في ملك الغير بغير اذنه وهو مناف للاقلاع فهو منهي عنه - 00:09:10ضَ

مع ان الخروج المذكور مأمور به عنده ايضا لانه انفصال عن المكث في الارض المغصوبة وهذا بناه على اصله الفاسد وهو القبح العقلي لكنه اخل باصل له اخر وهو منع التكليف بالمحال - 00:09:35ضَ

فانه قال ان خرج عصى وان مكث عصى وقد حرم عليه الضدين كليهما انتهى قاله في نشر البنود والى هذه المسألة اشار في مراقي ال سعود مقتصرا على مذهب الجمهور - 00:09:55ضَ

بقوله من تاب بعد ان تعاطى السبب وقد اتى بما عليه وجبا وان بقي فساده كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع او تاب خارجا مكان الغصب او تاب بعد الرمي قبل الضرب - 00:10:14ضَ

ايها المستمع الكريم كان هذا مقدار لقائنا ولنا ان شاء الله لقاء اخر يعقبه اتمنى ان يجمعنا بكم لقاؤنا القادم وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:38ضَ