Baheth

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة - 00:00:03ضَ

ولا بيع عن ذكر الله الاية قرأ هذا الحرف جميع السبعة غير ابن عامر وشعبة عن عاصم يسبح له فيها بكسر الباء الموحدة المشددة مبنيا للفاعل وفاعله رجال والمعنى واضح على هذه القراءة - 00:00:29ضَ

وقرأه ابن عامر وشعبة عن عاصم يسبح له فيها بفتح الباء الموحدة المشددة مبنيا للمفعول وعلى هذه القراءة الفاعل المحذوف قد دلت القراءة الاولى على ان تقديره رجال فكأنه لما قال يسبح له فيها - 00:01:01ضَ

قيل ومن يسبح له فيها قال رجال اي يسبح له فيها رجال وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ما لفظه وقد التزمنا انا لا نبين القرآن الا بقراءة سبعية - 00:01:28ضَ

سواء كانت قراءة اخرى في الاية المبينة نفسها او اية اخرى غيرها الى اخره وانما ذكرنا ان الاية يبين بعض القراءات فيها معنى بعض لان المقرر عند العلماء ان القراءتين في الاية الواحدة - 00:01:54ضَ

كالايتين واذا علمت ذلك فاعلم ان قراءة الجمهور يسبح بكسر الباء وفاعله رجال مبينة ان الفاعل المحذوف في قراءة ابن عامر وشعبة عن عاصم يسبح بفتح الباء مبنيا للمفعول لحذف الفاعل - 00:02:21ضَ

هو رجال كما لا يخفى والاية على هذه القراءة حذف فيها الفاعل ليسبح وحذف ايضا الفعل الرافع للفاعل الذي هو رجال على حد قوله في الخلاصة ويرفع الفاعل فعل اضمرا - 00:02:50ضَ

كمثل زيد في جواب من قرأ ونظير ذلك من كلام العرب قول ضرار بن نهشل يرظي اخاه يزيد او غيره ليبكى يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح فقوله ليبكى يزيد بضم الياء المثناة التحتية - 00:03:18ضَ

وفتح الكاف مبنيا للمفعول فكأنه قيل ومن يبكي؟ فقال يبكيه ضارع لخصومة الى اخره وقراءة ابن عامر وشعبة هنا كقراءة ابن كثير كذلك يوحى اليك بفتح الحاء مبني للمفعول فقوله الله - 00:03:45ضَ

الفاعل يوحي المحذوفة ووصفه تعالى لهؤلاء الرجال الذين يسبحون له بالغدو والاصال بكونهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة على سبيل مدحهم والثناء عليهم - 00:04:12ضَ

يدل على ان تلك الصفات لا ينبغي التساهل فيها بحال لان ثناء الله على المتصف بها يدل على ان من اخل بها يستحق الذم الذي هو ضد الثناء ويوضح ذلك - 00:04:39ضَ

ان الله نهى عن الاخلال بها نهيا جازما في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة - 00:05:04ضَ

فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع الاية الى غير ذلك من الايات قال رحمه الله مسائل تتعلق بهذه الاية الكريمة ونحن سنذكر في هذا اللقاء مسألتين وندع الثالثة للقائنا القادم ان شاء الله - 00:05:31ضَ

المسألة الاولى اعلم انه على قراءة ابن عامر وشعبة يسبح بفتح الباء يحسن الوقف على قوله بالاعصى واما على قراءة الجمهور يسبح بالكسر فلا ينبغي الوقف على قوله بالاصال لان فاعل يسبح رجال - 00:05:53ضَ

والوقف دون الفاعل لا ينبغي كما لا يخفى المسألة الثانية اعلم ان الضمير المؤنث في قوله يسبح له فيها راجع الى المساجد المعبر عنها بالبيوت في قوله في بيوت اذن الله ان ترفع - 00:06:21ضَ

ويذكر فيها اسمه والتحقيق ان البيوت المذكورة هي المساجد واذا علمت ذلك فاعلم ان تخصيصه من يسبح له فيها بالرجال في قوله يسبح له فيها بالغدو والاصال. رجال يدل بمفهومه - 00:06:54ضَ

على ان النساء يسبحن له في بيوتهن لا في المساجد وقد يظهر للناظر ان مفهوم قوله رجال مفهوم لقب والتحقيق عند الاصوليين انه لا يحتج به قال مقيده عفا الله عنه وغفر له - 00:07:23ضَ

لا شك ان مفهوم لفظ الرجال مفهوم لقب بالنظر الى مجرد لفظه وان مفهوم اللقب ليس بحجة على التحقيق كما اوضحناه في غير هذا الموضع ولكن مفهوم الرجال هنا معتبر - 00:07:51ضَ

وليس مفهوم لقب على التحقيق وذلك لان لفظ الرجال وان كان بالنظر الى مجرده اسم جنس جامد وهو لقب بلا نزاع فانه يستلزم من صفات الذكورة ما هو مناسب لاناطة الحكم به - 00:08:18ضَ

والفرق بينه وبين النساء لان الرجال لا تخشى منهم الفتنة وليسوا بعورة بخلاف النساء ومعلوم ان وصف الذكورة وصف صالح لاناطة الحكم به الذي هو التسبيح في المساجد والخروج اليها - 00:08:46ضَ

دون وصف الانوثة والحاصل ان لفظ الرجال في الاية وان كان في الاصطلاح لقبا فانما يشتمل عليه من اوصاف الذكورة المناسبة للفرق بين الذكور والاناث يقتضي اعتبار مفهوم المخالفة في لفظ رجال - 00:09:14ضَ

فهو في الحقيقة مفهوم صفة لا مفهوم لقب لان لفظ الرجال مستلزم لاوصاف صالحة لاناطة الحكم به والفرق في ذلك بين الرجال والنساء كما لا يخفى ايها المستمع الكريم في الحلقة القادمة - 00:09:43ضَ

سنأتي على المسألة الثالثة التي عقدها المؤلف حول الاية ان شاء الله تعالى وحتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:10:11ضَ