قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (538) - النور (021) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار - 00:00:03ضَ
ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان الرجال الذين يسبحون له في المساجد بالغدو والاصال الى اخر ما ذكر من صفاتهم انهم يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار وهو يوم القيامة - 00:00:29ضَ
لشدة هوله وما دلت عليه هذه الاية الكريمة من عظم هول ذلك اليوم وتأثيره في القلوب والابصار جاء في ايات كثيرة من كتاب الله العظيم كقوله تعالى قلوب يومئذ واجفة - 00:00:54ضَ
ابصارها خاشعة وقوله تعالى انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار وقوله تعالى وانذرهم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر ونحو ذلك من الايات الدالة على عظم ذلك اليوم كقوله تعالى - 00:01:20ضَ
وكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به. الاية وقوله تعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. الى غير ذلك من الايات - 00:01:45ضَ
وفي معنى تقلب القلوب والابصار اقوال متعددة لاهل التفسير ذكرها القرطبي وغيره قال المؤلف رحمه الله واظهرها عندي ان تقلب القلوب هو حركتها من اماكنها من شدة الخوف كما قال تعالى اذ القلوب لدى الحناجر - 00:02:12ضَ
وان تقلب الابصار هو زيغوغتها ودورانها بالنظر في جميع الجهات من شدة الخوف كما قال تعالى فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت الاية - 00:02:42ضَ
وكقوله تعالى واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر الدوران والزيغة المذكوران يعلم بهما معنى تقلب الابصار وان كانا مذكورين بالخوف من المكروه في الدنيا قوله تعالى ليجزيهم الله احسن ما عملوا - 00:03:08ضَ
ويزيدهم من فضله الظاهر ان اللام في قوله ليجزيهم متعلقة بقوله يسبح ان يسبحون له ويخافون يوم ليجزيهم الله احسن ما عملوا وقوله في هذه الاية الكريمة ويزيدهم من فضله - 00:03:40ضَ
الظاهر ان هذه الزيادة من فضله تعالى هي مضاعفة الحسنات كما دل عليه قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وقوله تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها - 00:04:10ضَ
وقوله تعالى والله يضاعف لمن يشاء وقال بعض اهل العلم الزيادة هنا كالزيادة في قوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة والاصح ان الحسن الجنة والزيادة النظر الى وجه الله الكريم وذلك هو احد القولين - 00:04:39ضَ
في قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وقد قدمنا قول بعض اهل العلم ان قوله تعالى ليجزيهم الله احسن ما عملوا ونحوها من الايات يدل على ان المباح حسن - 00:05:13ضَ
لان قوله احسن ما عملوا صيغة تفضيل واحسن ما عملوا هو ما تقربوا به الى الله من الواجبات والمستحبات وصيغة التفضيل المذكورة تدل على ان من اعمالهم حسنا لم يجزوه - 00:05:40ضَ
وهو المباح قال في مراقي السعود ما ربنا لم ينه عنه حسن وغيره القبيح والمستهجن قوله تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا - 00:06:05ضَ
ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان اعمال الكفار باطلة وانها لا شيء لانه قال في السراب الذي مثلها به حتى اذا جاءه لم يجده شيئا وما دلت عليه هذه الاية الكريمة - 00:06:38ضَ
من بطلان اعمال الكفار جاء موضحا في ايات اخر في قوله تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء - 00:07:06ضَ
الاية وقوله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل وجعلناه هباء منثورا الى غير ذلك من الايات وقد قدمنا ان عمل الكافر اذا كان على الوجه الصحيح انه يجزى به في الدنيا - 00:07:28ضَ
كما اوضحناه في سورة النحل الكلام على قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن الاية وقد دلت ايات من كتاب الله على انتفاء الكافر بعمله في الدنيا - 00:07:56ضَ
دون الاخرة كقوله تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرفه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب وقوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها - 00:08:18ضَ
نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وهذا الذي دلت عليه هذه الايات - 00:08:45ضَ
من انتفاء الكافر بعمله الصالح في الدنيا دون الاخرة ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث انس رضي الله عنه كما اوضحناه في الكلام على اية النحل المذكورة وهو احد التفسيرين في قوله تعالى - 00:09:09ضَ
ووجد الله عنده فوفاه حسابه. الاية اي وفاه حسابه في الدنيا على هذا القول وقد بين الله جل وعلا في سورة بني اسرائيل ان ما دلت عليه الايات من انتفاع الكافر بعمله الصالح في الدنيا - 00:09:34ضَ
انه مقيد بمشيئة الله تعالى وذلك في قوله تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ايها المستمع الكريم - 00:09:59ضَ
سنكمل حديثنا حول الاية في لقائنا القادم باذن الله لتصرم وقت هذا اللقاء. فحتى نلتقي نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:25ضَ