قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (542) - النور (025) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا - 00:00:03ضَ

لاهل العلم في هذه الاية اقوال راجعة الى قولين احدهما ان المصدر الذي هو دعاء مضاف الى مفعوله وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فالرسول مدعو الثاني ان المصدر المذكور - 00:00:26ضَ

مضاف الى فاعله وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فالرسول داع وايضاح معنى قول من قال ان المصدر مضاف الى مفعوله ان المعنى لا تجعلوا دعائكم الرسول اذا دعوتموه - 00:00:53ضَ

كدعاء بعضكم بعضا فلا تقولوا له يا محمد مصرحين باسمه ولا ترفعوا اصواتكم عنده كما يفعل بعضكم مع بعض بل قولوا له يا نبي الله يا رسول الله مع خفض الصوت احتراما له - 00:01:16ضَ

صلى الله عليه وسلم وهذا القول هو الذي تشهد له ايات من كتاب الله تعالى لقوله يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض - 00:01:38ضَ

ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى الاية وقوله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون - 00:01:59ضَ

ولو انهم صبروا حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا. الاية وهذا القول في الاية مروي عن سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة - 00:02:22ضَ

كما ذكره عنهم القرطبي وذكره ابن كثير عن الضحاك عن ابن عباس وذكره ايضا عن سعيد بن جبير ومجاهد ومقاتل ونقله ايضا عن ما لك عن زيد بن اسلم ثم قال - 00:02:42ضَ

ان هذا القول هو الظاهر واستدل له بالايات التي ذكرنا واما على القول الثاني وهو ان المصدر مضاف الى فاعله ففي المعنى وجهان الاول ما ذكره الزمخشري في الكشاف قال اذا احتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:03ضَ

الى اجتماعكم عنده لامر فدعاكم فلا تتفرقوا عنه الا باذنه ولا تقيسوا دعاءه اياكم على دعاء بعضكم بعضا ورجوعكم عن المجمع بغير اذن الداعي والوجه الثاني هو ما ذكره ابن كثير في تفسيره - 00:03:31ضَ

قال والقول الثاني في ذلك ان المعنى فيه لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا اي لا تعتقدوا ان دعاءه على غيره كدعاء غيره فان دعاءه مستجاب فاحذروا ان يدعو عليكم فتهلكوا - 00:03:55ضَ

حكاه ابن ابي حاتم عن ابن عباس والحسن البصري وعطية العوفي والله اعلم انتهى كلام ابن كثير قال مقيده عفا الله عنه وغفر له هذا الوجه الاخير يأباه ظاهر القرآن - 00:04:20ضَ

لان قوله تعالى كدعاء بعضكم بعضا يدل على خلافه ولو اراد دعاء بعضهم على بعض لقال لا تجعلوا دعاء الرسول عليكم كدعاء بعضكم على بعض ودعاء بعضهم بعضا ودعاء بعضهم على بعض - 00:04:44ضَ

متغايران كما لا يخفى الظاهر ان قوله لا تجعلوا من جعل التي بمعنى اعتقد كما ذكرنا عن ابن كثير انفا قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة - 00:05:09ضَ

او يصيبهم عذاب اليم الظمير في قوله عن امره راجع الى الرسول او الى الله والمعنى واحد لان الامر من الله والرسول مبلغ عنه والعرب تقول خالف امره وخالف عن امره - 00:05:36ضَ

وقال بعضهم يخالفون مضمن معنى يصدون اي يصدون عن امره وهذه الاية الكريمة قد استدل بها الاصوليون على ان الامر المجرد عن القرائن يقتضي الوجوب لانه جل وعلا توعد المخالفين عن امره بالفتنة - 00:06:03ضَ

او العذاب الاليم وحذرهم من مخالفة الامر وكل ذلك يقتضي ان الامر للوجوب ما لم يصرف عنه صارف لان غير الواجب لا يستوجب تركه الوعيد الشديد والتحذير وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الاية الكريمة - 00:06:30ضَ

من اقتضاء الامر المطلق الوجوب دلت عليه ايات اخر من كتاب الله كقوله تعالى واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون فان قوله اركعوا امر مطلق وذمه تعالى للذين لم يمتثلوه - 00:06:58ضَ

لقوله لا يركعون يدل على ان امتثاله واجب وكقوله تعالى لابليس ما منعك الا تسجد اذ امرتك فانكاره تعالى على ابليس موبخا له بقوله ما منعك الا تسجد اذ امرتك - 00:07:20ضَ

يدل على انه تارك واجبا وان امتثال الامر واجب مع ان الامر المذكور مطلق وهو قوله تعالى اسجدوا لادم وكقوله تعالى عن موسى افعصيت امري تسمى مخالفة الامر معصية وامره المذكور مطلق - 00:07:45ضَ

وهو قوله اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين وكقوله تعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون واطلاق اسم المعصية على مخالفة الامر يدل على ان مخالفه عاص - 00:08:12ضَ

ولا يكون عاصيا الا بترك واجب او ارتكاب محرم وقوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فانه يدل على ان امر الله وامر رسوله - 00:08:37ضَ

مانع من الاختيار موجب للامتثال وذلك يدل على اقتضائه الوجوب كما ترى واشار الى ان مخالفته معصية بقوله بعده ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا واعلم ان اللغة - 00:09:00ضَ

تدل على اقتضاء الامر المطلق الوجوب بدليل ان السيد لو قال لعبده اسقني ماء مثلا ولم يمتثل العبد امر سيده عاقبه السيد فليس للعبد ان يقول عقابك لي ظلم لان صيغة الامر في قولك اسقني ماء لم توجب علي الامتثال - 00:09:22ضَ

وقد عاقبتني على ترك ما لا يلزمني بل يفهم من نفس الصيغة ان الامتثال يلزمه وان العقاب على عدم الامتثال واقع موقعه بهذا ايها المستمع الكريم نأتي على نهاية لقائنا - 00:09:47ضَ

وندع تفسير الفتنة في الاية الى لقائنا القادم ان شاء الله وحتى نلتقي نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:08ضَ