قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (579) - النمل (002) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ولقد ارسلنا الى ثمود اخاهم صالحا ان اعبدوا الله - 00:00:03ضَ
فاذا هم فريقان يختصمون ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه ارسل نبيه صالحا الى ثمود فاذا هم فريقان يختصمون ولم يبين هنا خصومة الفريقين ولكنه بين ذلك في سورة الاعراف - 00:00:27ضَ
في قوله تعالى قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه قالوا انا بما ارسل به مؤمنون قال الذين استكبروا انا بالذي امنتم به كافرون - 00:00:55ضَ
فهذه خصومتهم واعظم انواع الخصومة الخصومة في الكفر والايمان قوله تعالى قال يا قومي لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة قد قدمنا الايات الموضحة له في سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى - 00:01:16ضَ
ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات قوله تعالى قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل انتم قوم تفتنون قوله اطيرنا بك اي تشاءمنا بك - 00:01:41ضَ
وكان قوم صالح اذا نزل بهم قحط او بلاء او مصائب قالوا ما جاءنا هذا الا من شؤم صالح ومن امن به والتطير التشاؤم. واصل اشتقاقه من التشاؤم بزجر الطير - 00:02:04ضَ
وقد بينا كيفية التشاؤم والتيامن بالطير في سورة الانعام في الكلام على قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو وقوله تعالى قال طائركم عند الله قال بعض اهل العلم اي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله - 00:02:25ضَ
الشر الذي اصابكم بذنوبكم لا بشؤم صالح ومن امن به من قومه وقد قدمنا معنى طائر الانسان في سورة بني اسرائيل في الكلام على قوله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه - 00:02:51ضَ
وما دلت عليه هذه الاية الكريمة من تشاؤم الكفار بصالح ومن معه من المؤمنين جاء مثله موضحا في ايات اخر من كتاب الله كقوله تعالى في تشاؤم فرعون وقومه بموسى - 00:03:13ضَ
فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون وقوله تعالى في تطير كفار قريش بنبينا صلى الله عليه وسلم - 00:03:34ضَ
وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا والحسنة في الايتين النعمة كالرزق - 00:03:59ضَ
والخصب والعافية والسيئة المصيبة بالجدب والقحط ونقص الاموال والانفس والثمرات وكقوله تعالى قالوا انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالوا طائركم معكم اي بليتكم جائتكم من ذنوبكم وكفركم - 00:04:20ضَ
وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة بل انتم قوم تفتنون قال بعض العلماء تختبرون وقال بعضهم تعذبون كقوله ثم هم على النار يفتنون وقد قدمنا ان اصل الفتنة في اللغة - 00:04:54ضَ
وضع الذهب في النار ليختبر بالسبك ازائف هو ام خالص وانها اطلقت في القرآن على اربعة معان الاول اطلاقها على الاحراق بالنار كقوله تعالى ثم هم على النار يفتنون وقوله تعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات - 00:05:16ضَ
اي حرقوهم بنعل الاخدود على احد التفسيرين وقد اختاره بعض المحققين المعنى الثاني اطلاق الفتنة على الاختبار وهذا هو اكثرها استعمالا كقوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة قوله تعالى وان لو استقاموا على الطريقة - 00:05:46ضَ
لاسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه والايات بمثل ذلك كثيرة الثالث اطلاق الفتنة على نتيجة الاختبار ان كانت سيئة خاصة ومن هنا اطلقت الفتنة على الكفر والضلال لقوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة - 00:06:16ضَ
اي حتى لا يبقى شرك وهذا التفسير الصحيح دل عليه الكتاب والسنة اما الكتاب قد دل عليه في قوله بعده في البقرة ويكون الدين لله وفي الانفال ويكون الدين كله لله - 00:06:46ضَ
فانه يوضح ان معنى لا تكون فتنة اي لا يبقى شرك لان الدين لا يكون كله لله ما دام في الارض شرك كما ترى واما السنة ففي قوله صلى الله عليه وسلم - 00:07:07ضَ
امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. الحديث وقد جعل صلى الله عليه وسلم الغاية التي ينتهي اليها قتاله للناس هي شهادة ان لا اله الا الله - 00:07:30ضَ
وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واضح بان معنى لا تكون فتنة لا يبقى شرك الاية والحديث كلاهما دال على ان الغاية التي ينتهي اليها قتال الكفار - 00:07:52ضَ
هي الا يبقى في الارض شرك الا انه تعالى في الاية عبر عن هذا المعنى بقوله حتى لا تكون فتنة وقد عبر رسوله صلى الله عليه وسلم عنه بقوله حتى يشهدوا ان لا اله الا الله - 00:08:16ضَ
الغاية في الاية والحديث واحدة في المعنى كما ترى الرابع هو اطلاق الفتنة على الحجة في قوله تعالى ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين - 00:08:42ضَ
اي لم تكن حجتهم الا ذلك كما قاله غير واحد والعلم عند الله تعالى ايها المستمع الكريم حسبنا في هذا اللقاء ما مضى ولنا ان شاء الله لقاء اخر قريب - 00:09:05ضَ
حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:09:26ضَ