قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (600) - ربع يس (012) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى بل الذين كفروا في عزة وشقاق - 00:00:03ضَ

قد قدمنا الكلام قريبا على الاضراب ببل في هذه الاية وقوله تعالى هنا في عزة اي في حمية واستكبار عن قبول الحق وقد بين جل وعلا في سورة البقرة ان من اسباب اخذ العزة المذكورة بالاثم - 00:00:25ضَ

للكفار امرهم بتقوى الله وبين ان تلك العزة التي هي الحمية والاستكبار عن قبول الحق من اسباب دخولهم جهنم وذلك في قوله عن بعض الكفار الذين يظهرون غير ما يبطنون - 00:00:49ضَ

واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد والظاهر ان وجه اطلاق العزة على الحمية والاستكبار ان من اتصف بذلك كانه ينزل نفسه منزلة الغالب القاهر - 00:01:13ضَ

وان كان الامر ليس كذلك لان اصل العزة في لغة العرب الغلبة والقهر ومنه قوله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين الاية والعرب يقولون من عز بز يعنون من غلب استلب - 00:01:35ضَ

ومنه قول الخنساء كأن لم يكونوا حمى يحتمى اذ الناس اذ ذاك من عز بزا وقوله تعالى عن الخصم الذين تسوروا على داوود وعزني في الخطاب اي غلبني وقهرني في الخصومة - 00:02:00ضَ

والدليل من القرآن على ان العزة التي اثبتها الله للكفار في قوله بل الذين كفروا في عزة الاية وقوله اخذته العزة بالاثم الاية انها ليست هي العزة التي يراد بها القهر والغلبة بالفعل - 00:02:23ضَ

ان الله خص بهذه العزة المؤمنين دون الكافرين والمنافقين وذلك في قوله تعالى يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولذلك فسرها علماء التفسير - 00:02:46ضَ

بانها هي الحمية والاستكبار عن قبول الحق والشقاق والمخالفة والمعاندة كما قال تعالى وان تولوا فانما هم في شقاق الاية قال بعض العلماء واصله من الشق الذي هو الجانب لان المخالف المعاند يكون في الشق - 00:03:13ضَ

هي في الجانب الذي ليس فيه من هو مخالف له ومعارض وقال بعض اهل العلم اصل الشقاق من المشقة لان المخالف المعاند يجتهد في ايصال المشقة الى من هو مخالف معاند - 00:03:40ضَ

قال بعضهم اصل الشقاق من شق العصا وهو الخلاف والتفرق قوله تعالى كم اهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا تحيين مناص كم هنا هي الخبرية ومعناها الاخبار عن عدد كثير - 00:04:02ضَ

وهي في محل نصب على انها مفعول به لاهلكنا صيغة الجمع في اهلكنا للتعظيم ومن في قوله من قرن مميزة لكم والقرن يطلق على الامة وعلى بعض من الزمن اشهر الاقوال فيه - 00:04:26ضَ

انه مائة سنة والمعنى اهلكنا كثيرا من الامم السالفة من اجل الكفر وتكذيب الرسل فعليكم ان تحذروا يا كفار مكة من تكذيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والكفر بما جاء به - 00:04:51ضَ

بالا نهلككم بسبب ذلك كما اهلكنا به القرون الكثيرة الماضية وقد ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ثلاث مسائل الاولى انه اهلك كثيرا من القرون الماضية يهدد كفار مكة بذلك - 00:05:15ضَ

الثانية انهم نادوا اي عند معاينة اوائل الهلاك الثالثة ان ذلك الوقت الذي هو وقت معاينة العذاب ليس وقت نداء كيف هو وقت لا ملجأ فيه ولا مفر من الهلاك بعد معاينته - 00:05:40ضَ

وقد ذكر جل وعلا هذه المسائل الثلاثة المذكورة هنا موضحة في ايات كثيرة من كتابه اما المسألة الاولى وهي كونه اهلك كثيرا من الامم وقد ذكرها في ايات كثيرة قوله تعالى - 00:06:07ضَ

وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وقوله تعالى فكأين من قرية اهلكناها وهي ظالمة وقوله تعالى الم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله - 00:06:32ضَ

الاية والايات بمثل ذلك كثيرة وقد ذكر جل وعلا في ايات كثيرة ان سبب اهلاك تلك الامم الكفر بالله وتكذيب رسله كقوله في هذه الاية الاخيرة مبينا سبب اهلاك تلك الامم - 00:07:00ضَ

التي صرح بانها لا يعلمها الا الله جائتهم رسلهم بالبينات فردوا ايديهم في افواههم وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب وقد قدمنا في الكلام على هذه الاية - 00:07:27ضَ

من سورة إبراهيم اقوال اهل العلم في قوله تعالى ردوا ايديهم في افواههم وبينا دلالة القرآن على بعضها وكقوله تعالى وكأين من قرية عتت عن امر ربها ورسله وحاسبناها حسابا شديدا. وعذبناها عذابا نكرا - 00:07:55ضَ

فذاقت وبال امرها وكان عاقبة امرها خسرا وقوله تعالى وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس اية الى قوله وعادا وثمود واصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الامثال - 00:08:24ضَ

وكلا كبرنا تتبيرا وقوله تعالى ان كل الا كذب الرسل فحق عقاب وقوله تعالى كل كذب الرسل فحق وعيد والايات بمثل ذلك كثيرة ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما مضى - 00:08:51ضَ

لتصرم وقت لقائنا دون ما بعده وان كان متصلا به وسنكمل حديث المؤلف في الحلقة القادمة ان شاء الله وحتى نلقاكم نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:21ضَ