قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (686) - ربع يس (098) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نمضي مع المؤلف بعدما ذكر ما اخذه بعض علماء الاصول - 00:00:03ضَ
من نحو قول الله تعالى والارض وضعها للانام فيها فاكهة الاية ونحوها من الايات من ان الاصل فيما على الارض الاباحة حتى يرد دليل خاص بالمنع قال رحمه الله بعد ذكر هذا القول وفي المسألة قولان اخران - 00:00:34ضَ
احدهما ان الاصل فيما على الارض التحريم حتى يدل دليل على الاباحة واحتجوا لهذا بان جميع الاشياء مملوكة لله جل وعلا والاصل في ملك الغير منع التصرف فيه الا باذنه - 00:01:00ضَ
وفي هذا مناقشات معروفة في الاصول ليس هذا محل بسطها القول الثاني هو الوقف وعدم الحكم فيها بمنع ولا اباحة حتى يقوم الدليل فتحصل ان في المسألة ثلاثة مذاهب المنع والاباحة - 00:01:22ضَ
والوقف قال مقيده عفا الله عنه وغفر له الذي يظهر لي صوابه في هذه المسألة هو التفصيل لان الاعيان التي خلقها الله في الارض للناس بها ثلاث حالات الاولى ان يكون فيها نفع لا يشوبه ضرر - 00:01:46ضَ
كانواع الفواكه وغيرها الثانية ان يكون فيها ضرر لا يشوبه نفع كأكل الاعشاب السامة القاتلة الثالثة ان يكون فيها نفع من جهة وضرر من جهة اخرى فان كان فيها نفع لا يشوبه ضرر - 00:02:11ضَ
فالتحقيق حملها على الاباحة حتى يقوم دليل على خلاف ذلك لعموم قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وقوله والارض وضعها للانام الايات وان كان فيها ضرر لا يشوبه نفع - 00:02:34ضَ
فهي على التحريم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار وان كان فيها نفع من جهة وضرر من جهة اخرى فلها ايضا ثلاث حالات الاولى ان يكون النفع ارجح من الضرر - 00:02:57ضَ
والثانية عكس هذا والثالثة ان يتساوى الامران فان كان الضرر ارجح من النفع او مساويا له المنع لحديث لا ضرر ولا ضرار ولان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وان كان النفع ارجح - 00:03:19ضَ
بل اظهر الجواز لان المقرر في الاصول ان المصلحة الراجحة تقدم على المفسدة المرجوحة كما اشار له في مراقي السعود بقوله والغي ان يكن فساد ابعدا او رجح الاصلاح كالاسارى تفدى - 00:03:46ضَ
بما ينفع للنصارى وانظر تدليا دولي العنب في كل مشرق وكل مغرب ومراده تقديم المصلحة الراجحة على المفسدة المرجوحة او البعيدة ممثلا له بمثالين الاول منهما ان تخليص اسرى المسلمين من ايدي العدو بالفداء - 00:04:08ضَ
مصلحة راجحة قدمت على المفسدة المرجوحة التي هي انتفاع العدو بالمال المدفوع لهم فداء للاسارى الثاني ان انتفاع الناس بالعنب والزبيب مصلحة راجحة على مفسدة عصر الخمر من العنب ولم يقل احد بازالة العنب من الدنيا لدفع ضرر عصر الخمر منه - 00:04:36ضَ
لان الانتفاع بالعنب والزبيب مصلحة راجحة على تلك المفسدة وهذا التفصيل الذي اخترنا قد اشار له صاحب مراقي ال سعود بقوله والحكم ما به يجيء الشرع واصل كل ما يضر المنع - 00:05:07ضَ
ثم قال المؤلف رحمه الله رحمة واسعة اعلم ان علماء الاصول يقولون ان الانسان لا يحرم عليه فعل شيء الا بدليل من الشرع ويقولون ان الدليل على ذلك عقلي وهو البراءة الاصلية - 00:05:28ضَ
المعروفة بالاباحة العقلية وهي استصحاب العدم الاصلي حتى يرد دليل ناقل عنه ونحن نقول انه قد دلت ايات من كتاب الله على ان استصحاب العدم الاصلي قبل ورود الدليل الناقل عنه - 00:05:51ضَ
حجة في الاباحة ومن ذلك ان الله لما انزل تشديده في تحريم الربا في قوله فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله. الاية وكانت وقت نزولها عندهم اموال مكتسبة من الربا - 00:06:13ضَ
اكتسبوها قبل نزول التحريم بين الله تعالى لهم ان ما فعلوه من الربا على البراءة الاصلية قبل نزول التحريم لا حرج عليهم فيه اذ لا تحريم الا ببيان وذلك في قوله تعالى فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى - 00:06:34ضَ
فله ما سلف وقوله مع السلف اي ما مضى قبل نزول التحريم ومن الايات الدالة على ذلك قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح ابائكم من النساء الا ما قد سلف - 00:07:01ضَ
وقوله تعالى وان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف والاظهر ان الاستثناء فيهما في قوله الا ما قد سلف منقطع اي لكن ما سلف من ذلك قبل نزول التحريم فهو عفو - 00:07:20ضَ
لانه على البراءة الاصلية ومن اصرح الايات الدالة على ذلك قوله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون لان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:41ضَ
لما استغفر لعمه ابي طالب بعد موته على الشرك واستغفر المسلمون لموتاهم المشركين عاتبهم الله في قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى. الاية - 00:08:04ضَ
فندموا على الاستغفار لهم فبين الله لهم ان استغفارهم لهم لا مؤاخذة به لانه وقع قبل بيان منعه وهذا صريح فيما ذكرنا وقد قدمنا ان الاخذ بالبراءة الاصلية يعذر به في الاصول ايضا - 00:08:26ضَ
في الكلام على قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وبينا هناك كلام اهل العلم في ذلك واوضحنا ما جاء فيه من الايات القرآنية والعلم عند الله تعالى ايها المستمع الكريم - 00:08:52ضَ
حسبنا من لقاءنا ما قد مضى وسيكون لنا بعده ان شاء الله لقاء اخر حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:11ضَ