قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (696) - ربع يس (108) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الحلقة نكمل تفسير قول الله تعالى ينادونهم - 00:00:03ضَ
الم نكن معكم الاية قال رحمه الله قوله تعالى وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله الاماني جمع امنية وهي ما يمنون به انفسهم من الباطل كزعمهم انهم مصلحون في نفاقهم - 00:00:24ضَ
وان المؤمنين حقا سفهاء في صدقهم اي في ايمانهم كما بين تعالى ذلك في قوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون - 00:00:48ضَ
الاية وقوله تعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء الاية وما تضمنته هذه الاية الكريمة من كون الاماني المذكورة من الغرور الذي اغتروا به - 00:01:06ضَ
جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به الى قوله ولا يظلمون نقيرا وقوله حتى جاء امر الله الاظهر انه الموت - 00:01:31ضَ
لانه ينقطع به العمل وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة وغركم بالله الغرور هو الشيطان وعبر عنه بصيغة المبالغة التي هي الفعول لكثرة غروره لبني ادم كما قال تعالى وما يعدهم الشيطان الا غرورا - 00:01:55ضَ
وما ذكره جل وعلا في هذه الاية الكريمة من ان الشيطان الكثير الغرور غرهم بالله جاء موضحا في ايات اخر كقوله تعالى في اخر السجدة ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا - 00:02:20ضَ
ولا يغرنكم بالله الغرور وقوله في اول فاطر يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه - 00:02:40ضَ
ليكونوا من اصحاب السعير وقوله تعالى في اية السجدة واية فاطر المذكورتين ان وعد الله حق وترتيبه على ذلك النهي عن ان يغرهم بالله الغرور دليل واضح على ان مما يغرهم به الشيطان - 00:03:00ضَ
ان وعد الله بالبعث ليس بحق وانه غير واقع والغرور بالضم الخديعة قوله تعالى فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا قد قدمنا الايات الموضحة له في سورة ال عمران - 00:03:23ضَ
الكلام على قوله تعالى فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو استجابة وفي غير ذلك من المواضع قوله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق - 00:03:45ضَ
ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون قد قدمنا مرارا ان كل فعل مضارع في القرآن مجزوم بلم اذا تقدمتها همزة الاستفهام كما هنا - 00:04:06ضَ
فيه وجهان من التفسير معروفان الاول منهما هو ان تقلب مضارعاته مع ظوية ونفيه اثباتا فيكون بمعنى الماضي المثبت لان لم حرف قلب تقلب المضارع من معنى الاستقبال الى معنى المضي - 00:04:27ضَ
وهمزة الاستفهام انكارية فيها معنى النفي فيتسلط النفي الكامن فيها على النفي الصريح في لم فينفيه ونفي النفي اثبات فيرجع المعنى الى الماضي المثبت وعليه فالمعنى الم يأن للذين امنوا اي - 00:04:49ضَ
ان للذين امنوا والوجه الثاني ان الاستفهام في جميع ذلك للتقرير وهو حمل المخاطب على ان يقر فيقول بلى وقوله ياني هو مضارع انا ياني. اذا جاء اناء اي وقته؟ - 00:05:11ضَ
ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه ولقد انا لك ان تناهى طائعا او تستفيق اذا نهاك المرشد وقوله انا لك ان تناهى طائعا اي جاء الاناء الذي هو الوقت الذي تتناهى فيه طائعا - 00:05:33ضَ
اي حضر وقت تناهيك ويقال في العربية هانا يئين كباعة يبيع وانا يعني كرما يرمي وقد جمع اللغتين قول الشاعر الما يأن لي ان تجلى عمايتي واقصر عن ليلى بلى قد انا لي - 00:05:53ضَ
والمعنى على كلا القولين انه حان للمؤمنين وانا لهم ان تخشع قلوبهم لذكر الله اي جاء الحين والاوان لذلك لكثرة ما تردد عليهم من زواجر القرآن ومواعظه قوله تعالى ان تخشع قلوبهم - 00:06:16ضَ
المصدر المنسبك من ان وصلتها في محل رفع فاعل يأني والخشوع اصله في اللغة السكون والطمأنينة والانخفاض ومنه قول نابغة ذبيان رماد ككحل العين لأيا ابينه ونؤي كجذم الحوض اثلم خاشع - 00:06:37ضَ
وقوله خاشع اي منخفض مطمئن والخشوع في الشرع خشية من الله تداخل القلوب وتظهر اثارها على الجوارح بالانخفاض والسكون كما هو شأن الخائف وقوله لذكر الله الاظهر منه ان المراد خشوع قلوبهم لاجل ذكر الله - 00:07:01ضَ
وهذا المعنى دل عليه قول الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اي خافت عند ذكر الله فالوجل المذكور في اية الانفال هذه والخشية المذكورة هنا معناهما واحد - 00:07:28ضَ
وقال بعض العلماء المراد بذكر الله القرآن وعليه فقوله وما نزل من الحق من عطف الشيء على نفسه مع اختلاف اللفظين قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى - 00:07:52ضَ
كما اوضحناه مرارا وعلى هذا القول والاية كقوله تعالى الله نزل احسن الحديث. كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله شرار المذكور - 00:08:14ضَ
ولين الجلود والقلوب عند سماع هذا القرآن العظيم المعبر عنه باحسن الحديث يفسر معنى الخشوع لذكر الله. وما نزل من الحق هنا كما ذكر وقوله تعالى ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل - 00:08:39ضَ
فطال عليهم الامد فقست قلوبهم قد قدمنا في سورة البقرة في الكلام على قوله ثم قست قلوبكم قدمنا بعض اسباب قسوة قلوبهم فذكرنا منها طول الامد المذكورة هنا في اية الحديد هذه - 00:09:01ضَ
وغير ذلك في بعض الايات الاخر وما تضمنته هذه الاية الكريمة من كثرة الفاسقين من اهل الكتاب جاء موضحا في ايات اخر كقوله تعالى ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم - 00:09:25ضَ
منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون وقوله تعالى فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون الى غير ذلك من الايات قوله تعالى كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما - 00:09:44ضَ
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الزمر الكلام على قوله تعالى ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما وبينا هناك الاية الدالة على سبب اصفراره ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما مضى - 00:10:09ضَ
وقد بقيت لنا حلقة واحدة في تفسير سورة الحديد حسب ما وضعه المؤلف رحمه الله نأتي عليها في لقائنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:33ضَ