قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (697) - ربع يس (109) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نأتي على نهاية ما كتبه المؤلف - 00:00:03ضَ
في تفسير سورة الحديد قال رحمه الله رحمة واسعة قوله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير - 00:00:25ضَ
ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان كل ما اصاب من المصائب في الارض كالقحط والجدب والجوائح في الزراعة والثمار وكذا في الانفس من الامراظ والموت كله مكتوب في كتاب قبل خلق الناس - 00:00:44ضَ
وقبل وجود المصائب فقوله من قبل ان نبرأها الضمير فيه عائد على الخليقة المفهومة في ضمن قوله وفي انفسكم او الى المصيبة واختار بعضهم رجوعه لذلك كله وقوله تعالى ان ذلك على الله يسير - 00:01:05ضَ
اي سهل هين لاحاطة علمه وكمال قدرته وما تضمنته هذه الاية الكريمة من انه لا يصيب الناس شيء من المصائب الا وهو مكتوب عند الله قبل ذلك اوضحه تعالى في غير هذا الموضع - 00:01:31ضَ
كقوله جل وعلا قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون وقوله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله وقوله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات - 00:01:55ضَ
وبشر الصابرين لان قوله ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع الى اخر الاية قبل وقوع ذلك دليل على ان هذه المصائب معلومة له جل وعلا قبل وقوعها ولذا اخبرهم تعالى بانها ستقع - 00:02:23ضَ
ليكونوا مستعدين لها وقت نزولها بهم لان ذلك يعينهم على الصبر عليها ونقص الاموال والثمرات مما اصاب من مصيبة في الارض ونقص الانفس في قوله والانفس مما اصاب من المصيبة في الانفس - 00:02:47ضَ
وقوله في اية الحديد هذه لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم اي بينا لكم ان الاشياء مقدرة مكتوبة قبل وجود الخلق وان ما كتب واقع لا محالة - 00:03:12ضَ
لاجل الا تحزنوا على شيء فاتكم لان فواته لكم مقدر وما لا طمع فيه قل الاسى عليه ولا تفرحوا بما اتاكم لانكم اذا علمتم ان ما كتب لكم من الرزق والخير - 00:03:32ضَ
لابد ان يأتيكم قل فرحكم به وقوله تأسوا مضارع اسيا بكسر السين يأسى بفتحها حسن بفتحتين على القياس بمعنى حزن ومنه قوله تعالى فلا تأس على القوم الكافرين وقوله من مصيبة مجرور في محل رفع - 00:03:51ضَ
لانه فاعل اصاب جرة بمني المزيدة لتوكيد النفي وما نافية قوله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط قد قدمنا الكلام عليه في سورة شورى - 00:04:24ضَ
الكلام على قوله تعالى الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وقدمنا هناك كلام اهل العلم في معناه وقوله تعالى وانزلنا الحديد فيه بأس شديد بين الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة - 00:04:49ضَ
والتي قبلها ان اقامة دين الاسلام تنبني على امرين احدهما هو ما ذكره في قوله وانزلنا معهم الكتاب والميزان لان في ذلك اقامة البراهين على الحق وبيان الحجة وايضاح الامر - 00:05:11ضَ
والنهي والثواب والعقاب فاذا اصر الكفار على الكفر وتكذيب الرسل مع ذلك البيان والايضاح فان الله تبارك وتعالى انزل الحديد اي خلقه لبني ادم ليردع به المؤمنون الكافرين المعاندين وهو قتلهم اياهم بالسيوف والرماح والسهام - 00:05:33ضَ
وعلى هذا فقوله هنا وانزلنا الحديد فيه بأس شديد يوضحه ايات كثيرة كقوله تعالى قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم الاية وقوله تعالى فاضربوا فوق الاعناق - 00:06:02ضَ
واضربوا منهم كل بنان والايات في مثل ذلك كثيرة معلومة وقوله ومنافع للناس لا يخفى ما في الحديد من المنافع للناس وقد اشار الله الى ذلك في قوله ومما يوقدون عليه في النار - 00:06:28ضَ
ابتغاء حلية او متاع لان مما يوقد عليه في النار ابتغاء المتاع الحديد قوله تعالى فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون قد قدمنا الايات الموضحة له في سورة الزخرف الكلام على قوله تعالى - 00:06:51ضَ
وجعلها كلمة باقية في عقبه. لعلهم يرجعون بل متعت هؤلاء الاية قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم - 00:07:16ضَ
والله غفور رحيم قد قدمنا ان التحقيق ان هذه الاية الكريمة من سورة الحديد المؤمنين من هذه الامة وان سياقها واضح في ذلك وان من زعم من اهل العلم انها في اهل الكتاب فقد غلط - 00:07:40ضَ
وان ما وعد الله به المؤمنين من هذه الامة هو اعظم مما وعد به مؤمني اهل الكتاب واتيانهم اجرهم مرتين كما قال الله تعالى فيهم الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون - 00:08:05ضَ
واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين اولئك يؤتون اجرهم مرتين. الاية وكون ما وعد به المؤمنين من هذه الامة اعظم ان ايتاء اهل الكتاب اجرهم مرتين - 00:08:27ضَ
قد اعطى المؤمنين من هذه الامة مثله كما بينه بقوله يؤتكم كفلين من رحمته ثم زادهم بقوله ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم قوله تعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء - 00:08:53ضَ
والله ذو الفضل العظيم ما تضمنته هذه الاية الكريمة من ان الفضل بيد الله وحده وانه يؤتيه من يشاء جاء موضحا في ايات كثيرة كقوله تعالى وان يردك بخير فلا راد لفضله - 00:09:16ضَ
وقد قدمنا الايات الموضحة له في اول سورة فاطر في الكلام على قوله تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده - 00:09:39ضَ
ايها المستمعون الكرام بهذه الاحالة من المؤلف رحمه الله ينتهي ما وضعه في تفسير سورة الحديد وستكون لقاءاتنا القادمة بعد هذا في تفسير سورة المجادلة حسب ما وضعه وحتى نلقاكم ان شاء الله - 00:09:57ضَ
نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:17ضَ