قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (702) - ربع يس (114) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اثابه الله قوله تعالى لاول الحشر اختلف في معنى الحشر في هذه الاية وبناء عليه اختلف في معنى الاول فقيل المراد بالحشر ارض المحشر. وهي الشام وقيل المراد بالحشر الجمع - 00:00:26ضَ
واستدل القائلون بالاول باثار منها ما رواه ابن كثير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من شك في ان ارض المحشر ها هنا الشام فليقرأ هذه الاية - 00:00:50ضَ
هو الذي اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر وما رواه ابو حيان في البحر عن عكرمة ايضا والزهري وساق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:07ضَ
انه قال لبني النظير اخرجوا قالوا الى اين قال الى ارض المحشر وعلى هذا تكون الاولية هنا مكانية اي لاول مكان من ارض المحشر وهي ارض الشام واوائله خيبر واذرعات - 00:01:25ضَ
وقيل ان الحشر على معناه اللغوي وهو الجمع قال ابو حيان في البحر المحيط الحشر الجمع للتوجه الى ناحية ما ومن هذا المعنى قيل الحشر هو حشد الرسول صلى الله عليه وسلم الكتائب - 00:01:48ضَ
بقتالهم وهو اول حشر منه لهم واول قتال قاتلهم وعليه فتكون الاولية زمانية وتقتضي حشرا بعده فقيل هو حشر عمر اياهم بخيبر وقيل نار تسوق الناس من المشرق الى المغرب - 00:02:10ضَ
وهو حديث في الصحيح وقيل البعث الا ان هذه المعاني عمو من محل الخلاف لان النار المذكورة والبعث ليس خاصين باليهود ولا ببني النظير خاصة قال صاحب التتمة اثابه الله - 00:02:35ضَ
ماضيا على ما وعد به من سلوك نهج الشيخ ومما اشار اليه الشيخ رحمه الله ان من انواع البيان في هذا الكتاب الاستدلال على احد المعاني بكونه هو الغالب في القرآن - 00:02:58ضَ
ومثل له في المقدمة بقوله تعالى لاغلبن انا ورسلي وقد قال بعض العلماء بان المراد بهذه الغلبة الغلبة بالحجة والبيان والغالب في القرآن استعمال الغلبة بالسيف والسنان وذلك دليل واضح - 00:03:16ضَ
على دخول تلك الغلبة في الاية لان خير ما يبين به القرآن هو القرآن وهنا في هذه الاية فان غلبة استعمال القرآن بل عموم استعماله في الحشر انما هو للجمع - 00:03:39ضَ
ثم بين المراد بالحشر لاي شيء منها قوله تعالى وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير وقوله وحشرنا عليهم كل شيء قبلا وقوله عن نبي الله داود والطير محشورة وقوله تعالى عن فرعون قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى - 00:03:57ضَ
وقوله تعالى قالوا ارجح اخاه وارسل في المدائن حاشرين وقوله فحشر فنادى كلها بمعنى الجمع واذا استعمل بمعنى يوم القيامة فانه يأتي مقرونا بما يدل عليه وهو في جميع استعمالات القرآن لهذا - 00:04:24ضَ
مثل قوله تعالى وترى الارض بارزة وحشرناهم الاية وذلك في يوم القيامة لبروز الارض وقوله تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا وذلك في يوم القيامة لتقييده بيوم وقوله تعالى يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا - 00:04:46ضَ
قوله تعالى واذا الوحوش حشرت وقوله ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون الى غير ذلك مما هو مقيد بما يعين المراد بالحشر وهو يوم القيامة فاذا اطلق كان لمجرد الجمع - 00:05:12ضَ
كما في الامثلة المتقدمة وعليه فيكون المراد بقوله تعالى لاول الحشر ان الراجح فيه لاول الجمع وتكون الاولية زمانية وفعلا فقد كان اول جمع لليهود وقد اعقبه جمع اخر لاخوانهم بني قريظة بعد عام واحد - 00:05:31ضَ
واعقبه جمع اخر في خيبر وقد قدمنا ربط اخراج بني النضير من ديارهم بانزال بني قريظة من صياصيهم وهكذا ربط جمع هؤلاء باولئك الا ان هؤلاء اجلوا واخرجوا واولئك قتلوا واسترقوا - 00:05:56ضَ
قال اثابه الله تنبيه وكون الحشر بمعنى الجمع لا يتنافى مع كون خروجهم كان الى اوائل الشام لان الغرض الاول هو جمعهم للخروج من المدينة ثم يتوجهون بعد ذلك الى الشام - 00:06:20ضَ
او الى غيرها وقد استدل بعض العلماء على ان توجههم كان الى الشام من قوله تعالى يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها - 00:06:39ضَ
او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان امر الله مفعولا لان السياق في اهل الكتاب والتعريض باصحاب السبت الصق بهم وقال بعض المفسرين الوجوه هنا هي سكناهم بالمدينة وطمسها تغيير معالمها - 00:07:01ضَ
وردهم على ادبارهم اي الى بلاد الشام التي جاءوا منها اولا حينما خرجوا من الشام الى المدينة انتظارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حكاه ابو حيان وحسنه الزمخشري قوله تعالى فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا - 00:07:29ضَ
اتى تأتي لعدة معان منها المجيء ومنها الانذار ومنها المداهمة وقد توهم الرازي انها من باب الصفات فقال المسألة الثانية قوله فاتاهم الله لا يمكن اجراؤه على ظاهره باتفاق جمهور العقلاء - 00:07:57ضَ
فدل على ان باب التأويل مفتوح وان صرف الايات عن ظواهرها بمقتضى الدلائل العقلية جائز انتهى وهذا منه على مبدأه في تأويل ايات الصفات ويكفي لرده انه مبني على مقتضى الدلائل العقلية - 00:08:25ضَ
ومعلوم ان العقل لا مدخل له في باب صفات الله جل وعلا لانها فوق مستويات العقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولا يحيطون به علما سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا - 00:08:51ضَ
ايها المستمعون الكرام نكتفي بهذا القدر وسنبين معنى الاية وبقية تفسيرها في لقائنا القادم ان شاء الله وحتى نلقاكم نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:14ضَ