قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (703) - ربع يس (115) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نقرأ من تتمة اضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

ونمضي في بيان معنى قول الله تعالى فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. الاية قال اثابه الله اما معنى الاية فان سياق القرآن يدل على ان مثل هذا السياق ليس من باب الصفات - 00:00:27ضَ

كما في قوله تعالى فاتى الله بنيانهم من القواعد اي هدمه واقتلعه من قواعده ونظيره اتاها امرنا ليلا او نهارا وقوله اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها وقوله افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها - 00:00:44ضَ

وفي الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه في العدوى اني قلت اوتيت اي دهيت ويقال اتي فلان بضم الهمزة وكسر التاء اذا اظل عليه العدو ومنه قولهم من مأمنه يؤتى الحذر - 00:01:09ضَ

فيكون قوله تعالى فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا بمعنى اخذهم ودهاهم وباغتهم من حيث لم يحتسبوا من قتل كعب بن الاشرف وحصارهم وقذف الرعب في قلوبهم وهناك موقف اخر في سورة البقرة - 00:01:29ضَ

يؤيد ما ذكرناه هنا وهو قوله تعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره - 00:01:51ضَ

ان الله على كل شيء قدير وقوله تعالى فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره وهو في سياق اهل الكتاب وهم بذاتهم الذين قال فيهم فاتاهم الله فيكون فاتاهم الله هنا - 00:02:09ضَ

هو اتيان امره تعالى الموعود في بادئ الامر عند الامر بالعفو والصفح قال صاحب التتمة وقد اورد الشيخ رحمه الله عند قوله تعالى فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره ان هذه الاية في اهل الكتاب كما هو واضح من السياق - 00:02:28ضَ

وقال والامر في قوله بامره قال بعض العلماء هو واحد الاوامر وقال بعضهم هو واحد الامور وعلى القول الاول بانه الامر الذي هو ضد النهي فان الامر المذكور هو المصرح به في قوله قاتل الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر - 00:02:52ضَ

ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله. ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وعلى القول بانه واحد الامور فهو ما صرح الله به في الايات الدالة على ما اوقع باليهود من القتل والتشريد - 00:03:19ضَ

كقوله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين فاعتبروا يا اولي الابصار ولولا ان كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم الاية الى غير ذلك من الايات - 00:03:41ضَ

والاية غير منسوخة على التحقيق انتهى من الجزء الاول من اضواء البيان قال صاحب التتمة وقد نص رحمه الله على ان اية فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره مرتبطة باية فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا - 00:04:03ضَ

كما قدمنا ان هذا هو الامر الموعود به وقد اتاهم به من حيث لم يحتسبوا ويشهد لهذا كله القراءة الثانية فاتاهم بالمد بمعنى اعطاهم وانزل بهم ويكون الفعل متعديا والمفعول محذوف دل عليه قوله من حيث لم يحتسبوا - 00:04:25ضَ

اي انزل بهم عقوبة وذلة ومهانة جاءتهم من حيث لم يحتسبوا والعلم عند الله تعالى قوله تعالى وقذف في قلوبهم الرعب منطوقه ان الرعب سبب من اسباب هزيمة اليهود ومفهوم المخالفة - 00:04:52ضَ

يدل على ان العكس بالعكس اي ان الطمأنينة وهي ضد الرعب سبب من اسباب النصر وهو ضد الهزيمة وقد جاء ذلك المفهوم مصرحا به في ايات من كتاب الله منها قوله تعالى - 00:05:13ضَ

لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وعذابهم فتحا قريبا وقوله تعالى لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا. وضاقت عليكم الارض بما رحبت - 00:05:32ضَ

ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها. وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين فقد ولوا مدبرين بالهزيمة ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين - 00:05:57ضَ

وانزل جنودا من الملائكة. فكان النصر لهم وهزيمة اعدائهم المشار اليها بقوله وعذب الذين كفروا. اي بالقتل والسبي في ذلك اليوم ومنها قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار - 00:06:20ضَ

اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. والله عزيز حكيم قال صاحب التتمة اثابه الله - 00:06:45ضَ

هذه اثار الطمأنينة والسكينة والربط على القلوب المدلول عليها بمفهوم المخالفة من قوله جل وعلا فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب وقد جمع الله تعالى الامرين المنطوق والمفهوم في قوله - 00:07:09ضَ

اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فنص على الطمأنينة بالتثبيت في قوله فثبتوا الذين امنوا ونص على الرعب في قوله سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب - 00:07:32ضَ

وكانت الطمأنينة تثبيتا للمؤمنين والرعب زلزلة للكافرين وقد جاء في الحديث ان جبريل عليه السلام لما امر النبي صلى الله عليه وسلم بالتوجه الى بني قريظة قال اني متقدمكم لازلزل بهم الاقدام - 00:07:56ضَ

ومما يدل على اسباب هذه الطمأنينة في هذه المواقف قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم - 00:08:17ضَ

واصبروا ان الله مع الصابرين وذكر الله تعالى اربعة اسباب للطمأنينة الاول الثبات وقد دل عليه قوله تعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص والثاني ذكر الله كثيرا - 00:08:39ضَ

وقد دل عليه قوله الا بذكر الله تطمئن القلوب والثالث طاعة الله ورسوله ويدل له قوله تعالى فاذا انزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون اليك نظر المغشي عليه من الموت. فاولى لهم طاعة وقول معروف - 00:09:03ضَ

والرابع عدم التنازع والاعتصام والالفة ويدل عليه قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما مضى ولنا ان شاء الله لقاءات اخر متجددة باذنه تعالى - 00:09:29ضَ

حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:50ضَ