قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (705) - ربع يس (117) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا نزال نقرأ من تتمة تفسير اضواء البيان - 00:00:03ضَ
الشيخ عطية محمد سالم قوله تعالى وما افاء الله على رسوله منهم فما اوجبتم عليه من خير ولا ركاب الضمير في قوله منهم عائد على بني النضير والفي الغنيمة بدون قتال - 00:00:24ضَ
وقد جعله الله تعالى هنا على رسوله خاصة وقال فما اوجبتم عليه من خير ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء اي لما كان اخراج اليهود مرده الى الله تعالى - 00:00:48ضَ
بما قذف في قلوبهم الرعب وبما سلط عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم كان هذا الفي لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيه غيره قال صاحب التتمة وقد جاء مصداق ذلك عن عمر رضي الله عنه الذي ساقه الشيخ تغمده الله برحمته - 00:01:08ضَ
عند اخر كلامه على مباحث الانفال عند قوله المسألة التاسعة اعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ نفقة سنته من فيء بني النظير لا من المغانم وساق حديث انس بن اوس المتفق عليه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - 00:01:34ضَ
في قصة مطالبة علي والعباس ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه قال لهما ان الله كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا بشيء لم يعطه احدا غيره - 00:02:01ضَ
وقال عز وجل ما افاء الله على رسوله منهم فما اوجبتم عليه من خيل ولا ركاء الى قوله قدير فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما احتاجها دونكم - 00:02:22ضَ
ولا استأثر بها عليكم لقد اعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق على اهله من هذا المال نفقة سنته ثم يأخذ ما بقي - 00:02:42ضَ
ويجعله مجعل ما لله الى اخره انتهى وكانت هذه خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن جاء بعدها ما هو اعم من ذلك في قوله تعالى وما افاء الله على رسوله من اهل القرى - 00:03:02ضَ
اي عموما فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهذه الاية لعمومها مصدرا ومصرفا قد اشتملت على احكام ومباحث عديدة وقد تقدم لفضيلة الشيخ تغمده الله برحمته الكلام على كل ما فيها - 00:03:23ضَ
عند اول سورة الانفال في كلامه على قول الله تعالى يسألونك عن الانفال فاستوفى واستقصى وفصل وبين مصادر ومصارف الفيء والغنيمة والنفي وما فتح من البلاد صلحا او عنوة ومسائل عديدة مما لا مزيد عليه والحمد لله تعالى - 00:03:51ضَ
قوله تعالى كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم معنى الدولة والدولة بضم الدال في الاولى وفتحها في الثانية يدور عند المفسرين على معنيين الدولة بالفتح الظفر في الحرب وغيره - 00:04:23ضَ
وهي المصدر وبالضم اسم الشيء الذي يتداول من الاموال وقال الزمخشري معنى الاية كي لا يكون الفيء الذي حقه ان يعطى الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها بين الاغنياء يتكاثرون به - 00:04:46ضَ
او كي لا يكون دولة جاهلية بينهم ومعنى الدولة الجاهلية ان الرؤساء منهم كانوا يستأثرون بالغنيمة لانهم اهل الرئاسة والغلبة والدولة وكانوا يقولون من عز بز والمعنى كي لا يكون اخذه غلبة اثرة جاهلية - 00:05:11ضَ
ومنه قول الحسن اتخذوا عباد الله خولة ومال الله دولا يريد من غلب منهم اخذه واستأثر به الى اخره قال صاحب التتمة اثابه الله والجدير بالذكر هنا ان دعاة بعض المذاهب الاقتصادية الفاسدة - 00:05:40ضَ
يحتجون بهذه الاية على مذهبهم الفاسد ويقولون يجوز للدولة ان تستولي على مصادر الانتاج ورؤوس الاموال لتعطيها او تشرك فيها الفقراء وما يسمونهم طبقة العمال وهذا على ما فيه من كساد اقتصادي وفساد اجتماعي - 00:06:03ضَ
وقد ثبت خطؤه وظهر بطلانه مجانبا لحقيقة الاستدلال لان هذا المال ترك لمرافق المسلمين العامة من الانفاق على المجاهدين وتأمين الغزاة في الحدود والثغور وليس يعطى للافراد كما يقولون ثم هو اساسا - 00:06:30ضَ
مال جاء غنيمة للمسلمين وليس نتيجة كدح الفرد وكسبه ولما كان مال الغنيمة ليس ملكا لشخص ولا هو ايضا كسب لشخص معين تحقق فيه العموم في مصدره وهو الغنيمة وكذا تحقق العموم في مصرفه - 00:06:56ضَ
وهو عموم مصالح الامة ولا دخل ولا وجود للفرد فيه شتان بين هذا الاصل في التشريع وذلك الفرع التضليل وقوله تعالى فلله اي الجهاد في سبيل الله وللرسول لقيامه صلى الله عليه وسلم بامر الامة - 00:07:23ضَ
وكان يأخذ نفقة اهله عاما وما بقي يرده في سبيل الله ولذي القربى اي من تلزمه نفقته واليتامى والمساكين هذا هو التكافل الاجتماعي في الامة وابن السبيل اي المنقطع في سفره - 00:07:52ضَ
وهذا تأمين للمواصلات وكان مصرفه بهذا العموم دون اختصاص شخص به او طائفة كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما مضى املين ان يجمعنا بكم لقاء قريب باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:15ضَ