قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (707) - ربع يس (119) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا نزال نقرأ من تتمة تفسير اضواء البيان - 00:00:03ضَ
التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم معمل لعمل شيخه وعلى منهجه اثابهما الله قوله تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا. وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون - 00:00:23ضَ
في هذه الاية الكريمة وصف شامل للمهاجرين في دوافع الهجرة انهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وفي غايتها وهي قوله وينصرون الله ورسوله والحكم لهم بانهم اولئك هم الصادقون ومنطوق هذه الاوصاف - 00:00:45ضَ
يدل بمفهومه انه خاص بالمهاجرين مع انه جاءت نصوص اخرى تدل على مشاركة الانصار لهم فيه منها قوله تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصروا - 00:01:08ضَ
اولئك بعضهم اولياء بعض وقوله تعالى والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا وذكر المهاجرين بالجهاد بالمال والنفس وذكر معهم الانصار بالايواء والنصر - 00:01:30ضَ
ووصف الفريقين معا بولاية بعضهم لبعض واثبت لهم معا حقيقة الايمان في قوله اولئك هم المؤمنون حقا اي الصادقون في ايمانهم واستوى الانصار مع المهاجرين في عامل النصرة وفي صدق الايمان - 00:01:54ضَ
وفي قوله تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم. يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا. ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة فيها وصف شامل للانصار - 00:02:14ضَ
تبوأ الدار اي المدينة والايمان من قبلهم اي ببيعة العقبة الاولى والثانية من قبل مجيء المهاجرين بل ومن قبل ايمان بعض المهاجرين يحبون من هاجر اليهم ويستقبلونهم بصدور رحبة ويؤثرون غيرهم على انفسهم ولو كان بهم خصاصة - 00:02:32ضَ
لانهم هاجروا اليهم مظاهر النصوص تدل بمفهومها ان غيرهم لم يشاركهم في هذه الصفات ولكن في الاية الاولى ما يدل على مشاركة المهاجرين الانصار في هذا الوصف الكريم وهو الايثار على النفس - 00:02:56ضَ
لان حقيقة الايثار على النفس هو بذل المال للغير عند حاجته مقدما غيره على نفسه وهذا المعنى بالذات سبق ان كان من المهاجرين انفسهم وهو المنصوص عليه في قوله تعالى للفقراء المهاجرين - 00:03:17ضَ
الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم وكانت لهم ديار وكانت عندهم اموال واخرجوا منها كلها ولئن كان الانصار واسوا اخوانهم المهاجرين ببعض اموالهم. وقاسموهم ممتلكاتهم فان المهاجرين لم ينزلوا عن بعض اموالهم فحسب - 00:03:38ضَ
بل تركوها كلها اموالهم وديارهم واولادهم واهليهم وصاروا فقراء بعد اخراجهم من ديارهم واموالهم ومن يخرج من كل ماله ودياره ويترك اهله وولده لا يكون اقل تضحية ممن اثر غيره ببعض ماله - 00:04:03ضَ
وهو مستقر في اهله ودياره وكأن الله عوضهم بهذا الفيء عما فاتهم وقد ذكر ابن كثير رحمه الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للانصار ما يشعر بهذا المعنى - 00:04:30ضَ
وهو قوله صلى الله عليه وسلم ان اخوانكم قد تركوا الاموال والاولاد وخرجوا اليكم وقالوا يا رسول الله اموالنا بيننا قطاع الحديث اي ان الانصار عرفوا ذلك للمهاجرين وعليه ايضا فقد استوى المهاجرون مع الانصار في هذا الوصف المثالي الكريم - 00:04:50ضَ
وكان خلقا لكثيرين منهم بعد الهجرة كما فعل الصديق رضي الله عنه حين تصدق بكل ماله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك فقال رضي الله عنه ابقيت لهم الله ورسوله - 00:05:18ضَ
وكذلك عائشة الصديقة رضي الله عنها حينما كانت صائمة وليس عندها سوى قرص من الشعير وجاء سائل فقالت لبريرة ادفعي اليهما عندك فقالت لها ليس الا ما ستفطرين عليه وقالت لها ادفعيه اليه - 00:05:40ضَ
ولعله احوج اليه الان. او كما قالت ولما جاء المغرب اهدى اليهم رجل شاة بقرامها وقرامها هو ما كانت العرب تفعله اذا ارادوا سواء شاة فانهم يطلونها من الخارج بالعجين حفاظا لها من رماد الجمر - 00:06:04ضَ
فقالت لبريرة كلي هذا خير من قرصك وكما فعل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اذ تصدق بالعير وما تحمله من تجارة. حين قدمت والرسول صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة - 00:06:25ضَ
وعلى هذا كان مجتمع المدينة في عهده صلى الله عليه وسلم مجتمعا متكافلا بعضهم اولياء بعض وقد نوه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة غنائم حنين بفضل كلا الفريقين - 00:06:43ضَ
في قوله صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ومن بعده عمر رضي الله عنه قال واوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الاولين من يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم كرامتهم - 00:07:02ضَ
واوصيه بالانصار خيرا الذين تبوأوا الدار والايمان من قبل ان يقبل من محسنهم وان يعفو عن مسيئهم ثم كان هذا خلق المهاجرين والانصار جميعا كما وقع في وقعة اليرموك قال حذيفة العدوي انطلقت يوم اليرموك اطلب ابن عم لي - 00:07:23ضَ
ومعي شيء من الماء وانا اقول ان كان به رمق سقيته. فاذا انا به فقلت له اسقيك فاشار برأسه ان نعم فاذا انا برجل يقول اه اه فاشار الي ابن عمي ان انطلق اليه - 00:07:53ضَ
فاذا هو هشام بن العاص فقلت اسقيك فاشار ان نعم وسمع اخر يقول اه اه فاشار هشام ان انطلق اليه. فجئته فاذا هو قد مات فرجعت الى هشام فاذا هو قد مات - 00:08:15ضَ
فرجعت الى ابن عمي فاذا هو قد مات رضي الله عنهم اجمعين وكذلك كان هذا منهج الخواص من بعدهم كما نقل القرطبي عن ابي يزيد البسطامي انه قال ما غلبني احد ما غلبني شاب من اهل بلخ - 00:08:38ضَ
قدم علينا حاجا فقال لي ما حد الزهد عندكم؟ فقلت ان وجدنا اكلنا وان فقدنا صبرنا وقال هكذا كلاب بلخ عندنا فقلت وما حد الزهد عندكم قال ان فقدنا شكرنا - 00:09:02ضَ
وان وجدنا اثرنا وفي قوله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة الايثار على النفس تقديم الغير عليها مع الحاجة والخصاصة الحاجة التي تختل بها الحال واصلها من الاختصاص وهو الانفراد في الامر - 00:09:22ضَ
الخصاصة الانفراد بالحاجة اي ولو كان بهم فاقة وحاجة ومنه قول الشاعر اما الربيع اذا تكون خصاصة عاش السقيم به واثرى المقطر ايها المستمعون الكرام كان هذا ما سمح لنا به وقت اللقاء - 00:09:48ضَ
حتى يتجدد اللقاء بيننا وبينكم لاحقا ان شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:10:10ضَ