قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (708) - ربع يس (120) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا نزال نقرأ من تتمة تفسير اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اتماما لعمل شيخه وعلى منهجه قال اثابه الله قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون في هذه الاية الكريمة حث على تقوى الله في الجملة - 00:00:26ضَ
واقترنت بالحث على النظر والتأمل فيما قدمت كل نفس لغد ثم تكرر الامر فيها بتقوى الله مما يدل على شدة الاهتمام والعناية بتقوى الله على ما سيأتي تفصيله ان شاء الله تعالى - 00:00:48ضَ
سواء كان التكرار للتأكيد ام كان للتأسيس اما الاهتمام بالحث على التقوى فقد دلت له عدة ايات من كتاب الله تعالى ولو قيل ان الغاية من رسالة الاسلام كلها بل ومن جميع الاديان - 00:01:09ضَ
هي تحصيل التقوى لما كان بعيدا قال صاحب التتمة وقد بين الشيخ رحمة الله تعالى عليه معنى التقوى عند قوله تعالى ولكن البر من اتقى قال رحمه الله لم يبين هنا من المتقي - 00:01:29ضَ
وقد بينه في قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب. واقام الصلاة واتى الزكاة. والموفون بعهدهم اذا عاهدوا - 00:01:51ضَ
والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون وقد بينت ايات عديدة اثار التقوى في العاجل والاجل منها في العاجل قول الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا - 00:02:18ضَ
ويرزقه من حيث لا يحتسب وقوله ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا وقوله تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون اما في الاجل - 00:02:42ضَ
فانها تصحب صاحبها ابتداء الى ابواب الجنة كما في قوله تعالى وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزانتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين - 00:03:05ضَ
فاذا ما دخلوها اخذت بينهم وجددت روابطهم فيما بينهم وانستهم من كل خوف كما في قول الله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون - 00:03:26ضَ
الذين امنوا باياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة انتم وازواجكم تحظرون الى قوله لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون الى ان تنتهي بهم الى اعلى عليين وتحلهم مقعد صدق كما في قول الله تعالى ان المتقين - 00:03:50ضَ
في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وتبين بهذا كله منزلة التقوى من التشريع الاسلامي وفي كل شريعة سماوية وانها هنا في معرض الحث عليها وتكرارها وقد جعلها الشاعر السعادة كل السعادة - 00:04:15ضَ
كما في قول جرير ولست ارى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد فتقوى الله خير الزاد ذخرا. وعند الله للاتقى مزيد قال اثابه الله والخطاب في قوله تعالى ولتنظر نفس - 00:04:40ضَ
هو لكل نفس. كما في قول الله تعالى ثم توفى كل نفس ما كسبت وقوله ووفيت كل نفس ما كسبت فالنداء اولا بالتقوى لخصوص المؤمنين والامر بالنظر هو لعموم كل نفس - 00:05:02ضَ
لان المنتفع بالتقوى خصوص المؤمنين كما اوضحه الشيخ رحمة الله عليه في اول سورة البقرة والنظر مطلوب من كل نفس الخصوص للاشفاق والعموم للتحذير ويدل للاول قول الله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما - 00:05:24ضَ
ويدل للثاني قوله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد وما في قوله ما قدمت - 00:05:49ضَ
عامة في الخير والشر وفي القليل والكثير ويدل للاول قوله تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا - 00:06:11ضَ
ويدل للثاني قول الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وفي الحديث اتقوا النار ولو بشق تمرة وغدا تطلق على المستقبل. المقابل للماضي - 00:06:31ضَ
كما في قول الشاعر واعلم علم اليوم والامس قبله ولكنني عن علم ما في غد عمي وعليه اكثر استعمالاتها في القرآن لقوله تعالى عن اخوة يوسف ارسله معنا غدا يرتع ويلعب - 00:06:55ضَ
وقوله ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله وتطلق ايضا على يوم القيامة كما هنا في هذه الاية بدلالة القرآن على ذلك ومن ذلك قوله تعالى في نفس المعنى يوم ينظر المرء ما قدمت يداه. ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا - 00:07:14ضَ
وقد تكرر الامر هنا بتقوى الله كما اسلفنا مرتين فقيل للتأكيد قاله ابن كثير وقيل للتأسيس قاله الزمخشري وغيره ولكن مادة التقوى وهي اتخاذ الوقاية مما يوجب عذاب الله تشمل شرعا الامرين معا - 00:07:44ضَ
لقوله تعالى في عموم اتخاذ الوقاية قوا انفسكم واهليكم نارا وفي الاية ما يرشد اليه وهو قوله تعالى ما قدمت لان ما عامة كما قدمنا وصيغة قدمت على الماضي يكون عليها الامر بتقوى الله اولا بالنسبة لما مضى وسبق من عمل تقدم بالفعل - 00:08:07ضَ
ويكون النظر بمعنى المحاسبة والتأمل على معنى الحديث حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا. فقد ذكره ابن كثير فاذا ما نظر في الماضي وحاسب نفسه وعلم ما كان من تقصير او وقوع في محظور - 00:08:35ضَ
جاءه الامر الثاني بتقوى الله لما يستقبل من عمل جديد ومراقبة لله تعالى عليه والله بما تعملون خبير فلا يكون هناك تكرار ولا يكون توزيع بل بحسب مدلول عموم ما وصيغة الماضي في قوله قدمت. والنظر للمحاسبة - 00:08:53ضَ
بهذا ايها المستمعون الكرام نأتي على نهاية لقاءنا عاملا ان يجمعنا بكم لقاؤنا القادم باذن الله وانتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:14ضَ