قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (709) - ربع يس (121) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا نزال نقرأ من تتمة تفسير اضواء البيان - 00:00:03ضَ

التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه اثابهم الله تعالى قوله تعالى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون بعد الحث على تقوى الله. وعلى الاجتهاد في تقديم العمل الصالح ليوم غد - 00:00:25ضَ

جاء التحذير في هذه الاية من النسيان والترك وان لا يكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم ولم يبين هنا من الذين حذر الله من ان يكونوا مثلهم في هذا النسيان - 00:00:51ضَ

ولام هذا النسيان والانسان المذكوران هنا وقد نص القرآن على ان الذين نسوا الله هم المنافقون في قوله تعالى في سورة التوبة المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم - 00:01:07ضَ

نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون وهذا عين الوصف الذي وصفوا به هنا في سورة الحشر وقوله تعالى فنسيهم اي انساهم انفسهم لان الله تعالى لا ينسى كما في قوله لا يضل ربي ولا ينسى - 00:01:32ضَ

وفي قوله وما كان ربك نسيا وقد جاء ايضا وصف كل من اليهود والنصارى والمشركين بالنسيان في الجملة ففي اليهود يقول تعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية. يحرفون الكلمة عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به - 00:01:58ضَ

وفي النصارى يقول تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به وفي المشركين يقول تعالى الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون - 00:02:24ضَ

ويكون التحذير منصبا اصالة على المنافقين وشاملا معهم كل تلك الطوائف لاشتراكهم جميعا في اصل النسيان اما النسيان هنا فهو بمعنى الترك وقد نص عليه الشيخ رحمه الله تعالى عند الكلام على قول الله جل وعلا ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي - 00:02:51ضَ

فذكر وجهين وقال العرب تطلق النسيان وتريد به الترك ولو عمدا ومنه قوله تعالى قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. وكذلك اليوم تنسى فالمراد من هذه الاية الترك قصدا وكقوله فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون - 00:03:17ضَ

وقوله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا. انا نسيناكم وقوله ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. الاية انتهى اما النسيان الذي هو ضد الذكر وهو الترك عن غير قصد فليس داخلا هنا - 00:03:48ضَ

لان هذه الامة قد اعفيت من المؤاخذة عليه كما في قول الله تعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا الاية وفي الحديث ان الله تعالى قال قد فعلت قد فعلت. اي عندما تلاها رسول الله - 00:04:11ضَ

صلى الله عليه وسلم وجاء في السنة ان الله قد تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وقد بين الشيخ رحمة الله تعالى عليه هذا النوع في دفع ايهام الاضطراب - 00:04:30ضَ

عن ايات الكتاب الجواب عن الاشكال الموجود في نسيان ادم. هل كان عن قصد او عن غير قصد واذا كان عن غير قصد فكيف يؤاخذ به وبين خصائص هذه الامة - 00:04:49ضَ

في هذا الباب رحمة الله تعالى عليه وقد وعدنا بقراءته ان شاء الله تعالى واذا تبين المراد بالتحذير من مشابهتهم في النسيان وتبين معنى النسيان فكيف انساهم الله انفسهم وهذه مقتطفات من اقوال المفسرين في هذا المقام - 00:05:05ضَ

لزيادة البيان قال ابن كثير رحمه الله لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكم العمل الصالح فان الجزاء من جنس العمل وقال القرطبي نسوا الله اي تركوا امره فانساهم انفسهم اي ان يعملوا لها خيرا - 00:05:30ضَ

وقال ابو حيان الذين نسوا الله هم الكفار تركوا عبادة الله وامتثال ما امر واجتناب ما نهى فانساهم انفسهم حيث لم يسعوا لها في الخلاص من العذاب وهذا من المجازاة على الذنب بالذنب - 00:05:55ضَ

الى اخره وقال ابن جرير تركوا اداء حق الله الذي اوجبه عليهم وهذا من باب الجزاء من جنس العمل اما الزمخشري والفخر الرازي وقد ادخل في هذا المعنى مبحثا كلاميا - 00:06:15ضَ

حيث قال في معنى نسوا الله كما قال الجمهور اما في معنى فانساهم انفسهم فذكرا وجهين الاول كالجمهور والثاني بمعنى اراهم يوم القيامة من الاهوال ما نسوا فيه انفسهم لقوله تعالى لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء - 00:06:34ضَ

وقوله وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. انتهى وهذا الوجه الثاني الذي ذكراه لا يسلم لهما لان ما ذهب اليه عام في جميع الخلائق يوم القيامة - 00:07:00ضَ

وليس خاصا بمن نسي الله كما قال تعالى في الاية نفسها التي استدل بها وترى الناس سكارى وهو عام في جميع الناس وقوله تعالى يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت - 00:07:18ضَ

والذهول اخو النسيان وهو هنا عام في كل مرضعة. وتضع كل ذات حمل حملها وهو ايضا عام. وذلك من شدة الهول يوم القيامة ولعل الحامل لهما على ايراد هذا الوجه مع بيان ضعفه - 00:07:39ضَ

هو فرارهم من نسبة الانسان الى الله وفيه شبهة اعتزال كما لا تخفى ولوجود اسناد الانساء الى الشيطان في بعض المواضع كما في قصة صاحب موسى وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره - 00:07:57ضَ

وكما في قوله تعالى واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وقوله عن صاحب يوسف فانساه الشيطان ذكر ربه ولكن الصحيح عند علماء السلف ان حقيقة النسيان والانسان - 00:08:17ضَ

والتذكير والتذكر كحقيقة اي معنى من المعاني وانها كلها من الله قل كل من عند الله قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا فما نسب الى الشيطان فهو بتسليط من الله - 00:08:39ضَ

كما في قوله تعالى ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ثم قال وما هم بضارين به من احد الا باذن الله فيكون اسناد الانسان الى الشيطان من باب قول الخليل عليه السلام واذا مرضت فهو يشفين - 00:09:01ضَ

تأدبا في الخطاب مع الله جل وعلا ولكن هذا المقام مقام اخبار من الله عما اوقعه بهؤلاء الذين نسوا ما امرهم به. فانساهم فاوقع عليهم النسيان لانفسهم مجازاة لهم على اعمالهم - 00:09:24ضَ

وكان نسبته الى الله وباخبار من الله هو عين الحق وهو اقوى من اسلوب المقابلة. نسوا الله فنسيهم ايها المستمعون الكرام كان هذا ما سمح لنا به وقت اللقاء سيكون لنا بعده ان شاء الله لقاءات اخرى متجددة - 00:09:45ضَ

حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:08ضَ