قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (714) - ربع يس (126) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه ونحن في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع صاحب التتمة في تفسير سورة الممتحنة قال اثابه الله قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء - 00:00:25ضَ

يلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم الاية نهى الله تعالى المؤمنين عن اتخاذ العدو المشترك اولياء ولفظ العدو مفرد ويطلق على الفرض والجماعة ومن اطلاقه على المفرد - 00:00:47ضَ

قوله تعالى فقلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك يعني بالعدو ابليس ومن اطلاقه على الجمع قوله تعالى افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو والمراد به هنا في هذه الاية - 00:01:12ضَ

الجمع لما في السياق من القرائن منها قوله اولياء بالجمع ومنها تلقون اليهم بالمودة. وهو ضمير جمع ومنها وقد كفروا بواو الجمع وكذا يخرجون وقوله بعدها ان يثقفوكم يكون لكم اعداء ويبسطوا اليكم ايديهم - 00:01:36ضَ

الى اخره وكلها بضمائر الجمع اما العدو المراد هنا وقد عم وخص في وصفه ووصفه اولا بقوله وقد كفروا بما جاءكم من الحق وخص بوصفه يخرجون الرسول والوصف بالكفر يشمل الجميع - 00:02:02ضَ

فيكون ذكرهما معا للتأكيد والاهتمام بالخاص كقوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل الاية ففي ذكر الخاص هنا وهو وصف العدو باخراج الرسول والمؤمنين للتهييج على من اخرجوهم من ديارهم - 00:02:27ضَ

كقوله واخرجوهم من حيث اخرجوكم وقد بين تعالى المراد بالذين اخرجوا الرسول والمؤمنين في عدة مواضع منها قوله جل وعلا وكأي من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك - 00:02:54ضَ

هاي مكة ومنها قوله الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار الاية فعليه يكون المراد بعدوي وعدوكم هنا خصوص المشركين بمكة وقد اجمع المفسرون على ان هذه الاية نزلت في حاطب ابن ابي بلتعة - 00:03:16ضَ

رضي الله عنه وارضاه وقصة الرسالة مع الظعينة لاهل مكة قبل الفتح باخبارهم بتجهز المسلمين اليهم مما يؤيد المراد بالعدو هنا ولكن وان كانت بصورة السبب قطعية الدخول الا ان عموم اللفظ لا يهمل - 00:03:44ضَ

فقوله عدوي وعدوكم وقوله وقد كفروا بما جاءكم من الحق يشمل كل من كفر بما جاءنا من الحق كاليهود والنصارى والمنافقين ومن تجدد من الطوائف الحديثة وقد جاء النص على كل طائفة مستقلة - 00:04:09ضَ

ففي سورة المجادلة يقول الله تعالى عن المنافقين الم ترى الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم وتكلم عليها الشيخ رحمة الله تعالى عليه وعن اليهود - 00:04:31ضَ

في سورة الحشر كما تقدم وعن اليهود والنصارى معا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء ومن الطوائف المحدثة كل من كفر بما جاءنا من الحق - 00:04:50ضَ

من شيوعية وغيرهم الهندوكية والبوذية وسواهم ومما يتبع هذا العموم ما جاء في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار اولياء - 00:05:10ضَ

واتقوا الله ان كنتم مؤمنين واذا ناديتم الى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا. ذلك بانهم قوم لا يعقلون فكل من هزء بشيء من الدين او اتخذه لعبا ولهوا فانه يخشى عليه من تناول هذه الاية اياه - 00:05:32ضَ

قال صاحب التتمة اثابه الله تنبيه ذكر المقابلة هنا بين عدوي وعدوكم وبين اولياء فيه ابراز صورة الحال وتقبيح الفعل لان العداوة تتنافى مع الموالاة ومع المسارة للعدو بالمودة وقد ناقش بعض المفسرين قضية التقديم والتأخير - 00:05:56ضَ

بتقديم عدوي اولا وعطفي عدوكم عليه فقال الفخر الرازي التقديم لان عداوة العبد لله بدون علة وعداوة العبد للعبد لعله وما كان بدون علة فهو مقدم على ما كان بعلة - 00:06:26ضَ

انتهى والذي يظهر والله تعالى اعلم ان التقديم لغرض شرعي وبلاغي وهو ان عداوة العبد لله هي الاصل وهي اشد قبحا فلذا قدمت وقبحها في انهم عبدوا غير خالقهم. وشكروا غير رازقهم - 00:06:45ضَ

وكذبوا رسل ربهم واذوهم وقد جاء في الاحاديث القدسية ما يستأنس به في ذلك. فيما رواه البيهقي والحاكم عن معاذ والديلمي وابن عساكر عن ابي الدرداء ما نصه اني والجن والانس في نبأ عظيم - 00:07:09ضَ

اخلق ويعبد غيري وارزق ويشكر غيري. وفيه خيري الى العباد نازل وشرهم الي صاعد اتحبب اليهم بالنعم ويتبغضون الي بالمعاصي كما ان تقديمه يؤكد بانه هو السبب في العداوة بين المؤمنين والكافرين - 00:07:31ضَ

وما كان سببا فحقه التقديم ويدل على ما ذكرنا من انه الاصل ان الكفار لو امنوا بالله وانتفت عداوتهم لله لاصبحوا اخوانا للمؤمنين وانتفت العداوة بينهما وكذا كونه منتهيا بغاية. في قوله تعالى فلا تتخذوا منهم اولياء - 00:07:54ضَ

حتى يهاجروا في سبيل الله ومثله قوله تعالى في قوم ابراهيم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده فاذا هاجر المشركون وامن الكافرون فقد انتفت العداوة وجاءت الموالاة - 00:08:20ضَ

ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما مضى وسوف نكمل حديث المؤلف حول هذه الاية في لقائنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:45ضَ