قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (717) - ربع يس (129) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه قال اثابه الله قوله تعالى لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ومن يتولى فان الله هو الغني الحميد اعادة هذه الاية - 00:00:26ضَ
تأكيد على معنى الاية الاولى التي قبلها وقوله لمن كان يرجو الله واليوم الاخر يفسره ما تقدم من قوله ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي وهنا جاء بهذا اللفظ ليدل على العموم - 00:00:47ضَ
وتكون قضية عامة فيما بعد لكل من يرجو الله واليوم الاخر من يتأسى بابراهيم عليه السلام والذين معه في موقفهم المتقدم وقوله تعالى ومن يتولى فان الله هو الغني الحميد - 00:01:11ضَ
التولي هنا هو الاعراض عن اوامر الله عموما وهنا يحتمل تولي الكفار وموالاتهم فان الله غني عنه حميد قال ابن عباس كمل في غناه ومثله قوله تعالى فكفروا وتولوا واستغنى الله - 00:01:31ضَ
وقد جاء بيان استغناء الله عن طاعة الطائعين عموما وخصوصا وجاء في خصوص الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين - 00:01:54ضَ
وجاء في العموم قوله جل وعلا ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد لان اعمال العباد لانفسهم كما قال تعالى ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه ان الله لغني عن العالمين - 00:02:15ضَ
وكما في الحديث القدسي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا وقد بين تعالى غناه المطلق لقوله لله ما في السماوات والارض ان الله هو الغني الحميد - 00:02:40ضَ
قوله تعالى عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم لم يبين هنا هل جعل المودة بالفعل بينهم وبين من عادوهم وامروا بمقاطعتهم وعدم موالاتهم من ذوي ارحامهم ام لا - 00:03:07ضَ
ولكن عسى من الله للتأكيد والتذليل بقوله جل وعلا والله قدير يشعر بانه فاعل ذلك لهم وقد جاء ما يدل على انه فعله فعلا في سورة النصر حين دخل الناس في دين الله افواجا - 00:03:31ضَ
وقد فتح الله عليهم مكة وكانوا طلقاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك موقف ابي سفيان وغيره طعام الوفود الى المدينة بعد الفتح والتذليل بان الله قدير يشعر بان تأليف القلوب ومودتها - 00:03:55ضَ
انما يقدر عليه الله وحده كما بينه قوله تعالى لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم الاية ولان المودة المتوقعة بسبب هداية الكفار والهداية منحة من الله - 00:04:19ضَ
انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء والعلم عند الله تعالى قوله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم. ان تبروهم وتقسطوا اليهم - 00:04:42ضَ
ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم. وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون اعتبر بعض المفسرين الاية الاولى - 00:05:04ضَ
رخصة من الاية في اول السورة ولكن في هاتين الايتين صنفان من الاعداء وقسمان من المعاملة الصنف الاول عدو لم يقاتل المسلمين في دينهم. ولم يخرجوهم من ديارهم فهؤلاء يقول الله تعالى في حقهم لا ينهاكم الله - 00:05:26ضَ
ان تبروهم وتقسطوا اليهم والصنف الثاني قاتلوا المسلمين. واخرجوهم من ديارهم. وظاهروا على اخراجهم. وهؤلاء يقول الله فيهم انما ينهاكم الله الى قوله ان تولوهم اذا فهما قسمان مختلفان وحكمان متغايرا - 00:05:53ضَ
وان كان القسمان لم يخرجا عن عموم قوله عدوي وعدوكم المتقدم في اول السورة وقد اعتبر بعض المفسرين الاية الاولى رخصة بعد النهي المتقدم ثم انها نسخت باية السيف او غيرها - 00:06:19ضَ
على ما سيأتي ان شاء الله واعتبر الاية الثانية تأكيدا للنهي الاول وناقش بعض المفسرين دعوى النسخ في الاولى واختلفوا فيمن نزلت ومن المقصود منها والواقع ان الايتين تقسيم لعموم العدو - 00:06:38ضَ
المتقدم في قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء مع بيان كل قسم وبيان حكمه كما تدل له قرائن في الاية الاولى وقرائن في هاتين الايتين - 00:07:00ضَ
على ما سيأتي ان شاء الله تعالى اما التقسيم فقسمان اسم مسالم لم يقاتل المسلمين ولم يخرجهم من ديارهم فلم ينهى الله المسلمين عن برهم والاقساط اليهم وقسم غير مسالم يقاتل مسلمين ويخرجهم من ديارهم ويظاهر على اخراجهم - 00:07:21ضَ
ونهى الله المسلمين عن موالاتهم وفرق بين الاذن بالبر والقسط وبين النهي عن الموالاة والمودة ويشهد لهذا التقسيم ما في الاية الاولى من قرائن وهي عموم الوصف بالكفر وخصوص الوصف باخراج الرسول واياكم - 00:07:50ضَ
ومعلوم ان اخراج الرسول صلى الله عليه وسلم واخراج المسلمين من ديارهم كانت نتيجة لقتالهم وايذائهم فهذا القسم من العدو هو المعني بالنهي عن موالاته. لموقفه المعادي لان المعاداة تنافي الموالاة - 00:08:14ضَ
ولذا عقب عليه بقوله جل وعلا ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون فاي ظلم بعد موالاة الفرد لاعداء امته واعداء الله ورسوله اما القسم العام وهم الذين كفروا بما جاءهم من الحق - 00:08:36ضَ
لكنهم لم يعادوا المسلمين في دينهم لا بقتال ولا باخراج ولا بمعاونة غيرهم عليهم ولا ظاهروا على اخراجهم فهؤلاء من جانب ليسوا محلا للموالاة لكفرهم وليس منهم ما يمنع برهم والاقساط اليهم - 00:08:55ضَ
بهذا ايها المستمعون الكرام نأتي على نهاية لقائنا حاملا ان يتجدد اللقاء بيننا وبينكم وانتم بخير السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:09:18ضَ