قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (719) - ربع يس (131) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

على منهج شيخه واكمالا لعمله ونحن في هذه الحلقة نكمل تفسير قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الاية قال صاحب التتمة اثابه الله وقوله تعالى واتوهم ما انفقوا - 00:00:27ضَ

يدل على ان الفرقة اذا جاءت بسبب من جهة الزوجة ان عليها رد ما انفق الزوج عليها وكونه الصداقة او اكثر قد بحثه الشيخ رحمة الله تعالى عليه في مبحث الخلع - 00:00:48ضَ

في سورة البقرة وقوله تعالى ولا تمسكوا بعظم الكوافير امر للمؤمنين بفك عصمة زوجاتهم الكوافر فطلق عمر بن الخطاب يومئذ زوجتين وطلق طلحة بن عبيد الله زوجته اروى بنت ربيعة - 00:01:05ضَ

وعصم الكوافر عام في كل كافرة ويشمل الكتابيات لكفرهن باعتقاد الولد لله كما حققه الشيخ رحمة الله تعالى عليه ولكن هذا العموم قد خصص بإباحة الكتابيات في قوله تعالى والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب - 00:01:32ضَ

هاي الحرائر وبقيت الحرمة بين المسلم والمشركة بالعقد على التأبيد ومفهوم العصمة لا يمنع الامساك بملك اليمين فيحل للمسلم الاستمتاع بالمشركة بملك اليمين وعليه تكون حرمة المسلمة على الكافر مطلقا - 00:01:55ضَ

مشركا كان او كتابيا على التأبيد قوله تعالى لا هن حل لهم. اي في الحاضر ولا هم يحلون لهن. اي في المستقبل وقد فصل الشيخ رحمة الله تعالى عليه مسألة المحرمات من النكاح - 00:02:20ضَ

بما تقدم عند قول الله تعالى فمن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات الاية قال صاحب التتمة اثابه الله تنبيه هنا سؤال وهو اذا كان الكفر هو سبب فك عصمة الكافرة من المسلم - 00:02:39ضَ

وتحريم المسلمة على الكافر فلماذا حلت الكافرة من اهل الكتاب للمسلم ولم تحل المسلمة للكافر من اهل الكتاب والجواب من جانبين الاول ان الاسلام يعلو ولا يعلى عليه والقوامة في الزواج للزوج قطعا - 00:02:59ضَ

بجانب الرجولة وان تعادلا في الحلية بالعقد لان التعادل لا يبغي الفوارق كما في ملك اليمين واذا امتلك رجل امرأة حل له ان يستمتع منها بملك اليمين والمرأة اذا امتلكت عبدا لا يحل لها - 00:03:21ضَ

ان تستمتع منه بملك اليمين ولقوامة الرجل على المرأة وعلى اولادها وهو كافر لا يسلم لها دينها ولا لاولادها والجانب الثاني شمول الاسلام وقصور غيره وينبني عليه امر اجتماعي له مساس بكيان الاسرة وحسن عشرة - 00:03:43ضَ

وذلك ان المسلم اذا تزوج كتابية فهو يؤمن بكتابها وبرسولها سيكون معها على مبدأ من يحترم دينها غير المحرف لايمانه به وسيكون هناك مجال للوئام بينهما وقد يحصل التوصل الى اسلامها بموجب كتابها - 00:04:10ضَ

اما الكتابي اذا تزوج مسلمة فهو لا يؤمن بدينها فلا تجد منه احتراما لمبدأها ودينها ولا مجال للوئام معه في امر لا يؤمن به كلية وبالتالي فلا مجال بينهما لذلك. واذا فلا جدوى من هذا الزواج بالكلية. فمنع منه ابتداء - 00:04:34ضَ

وقوله تعالى ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن يعني صداقهن ويدل بمفهومه ان النكاح بدون الاجور فيه جناح وقد جاء النص بهذا المفهوم في قوله تعالى وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي - 00:05:02ضَ

ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين فهبة المرأة نفسها بدون صداق؟ خاص به صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى خالصة لك من دون المؤمنين لا يحله لغيره صلوات الله وسلامه عليه - 00:05:29ضَ

وقوله اذا اتيتموهن اجورهن ظاهر في ان النكاح لا يصح الا باتيان الاجور وقد جاء ما يدل على صحة العقد بدون اتيان الصداق كما في قوله تعالى لا جناح عليكم ان طلقتم النساء - 00:05:55ضَ

ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة. ومتعوهن الاية وقد ذكر الفقهاء حكم المفوضة انه ان دخل بها فلها صداق المثل ويدل لاطلاق الاجور على الصداق قوله تعالى في نكاح الاماء لمن لم يستطع طولا للحرائر - 00:06:18ضَ

ومما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات الى قوله جل وعلا فانكحوهن باذن اهلهن واتوهن اجورهن وفي نكاح نسائي اهل الكتاب والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن - 00:06:45ضَ

محصنين غير مصابحين. الاية وقوله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم ان احللنا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن وبهذا كله يرد على من استدل بلفظ الاجور على نكاح المتعة في قول الله تعالى فما استمتعتم به منهن - 00:07:14ضَ

فاتوهن اجورهن وتقدم مبحث المتعة موجزا للشيخ رحمة الله تعالى عليه عند قول الله جل وعلا فما استمتعتم به منهن قوله تعالى ولا يعصينك في معروف القيد بالمعروف هنا للبيان - 00:07:43ضَ

ولا مفهوم له لان كل ما يأمر به صلى الله عليه وسلم فهو معروف وفيه حياتهن وقد بينه الشيخ رحمة الله تعالى عليه. عند قول الله تعالى اذا دعاكم لما يحييكم - 00:08:03ضَ

في دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب ولكن فيه تنبيه على ان من كان في موضع الامر من بعده لا طاعة له الا في المعروف والعلم عند الله تعالى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم - 00:08:21ضَ

قد يأسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور يرى المفسرون ان هذه الاية في ختام السورة كالاية الاولى في اولها وهذا ما يسمى عودا على بدء قال ابو حيان لما افتتح هذه السورة بالنهي عن اتخاذ الكفار اولياء ختمها بمثل ذلك - 00:08:44ضَ

تأكيدا لترك موالاتهم وتنفيرا للمسلمين عن توليهم والقاء المودة اليهم وقال ابن كثير ينهى تبارك وتعالى عن موالاة الكافرين في اخر هذه السورة. كما نهى عنها في اولها والذي يظهر لي - 00:09:08ضَ

والله تعالى اعلم انها لم تكن لمجرد التأكيد للنهي المتقدم ولكنها تتضمن معنى جديدا وذلك للاتي اولا انها نص في قوم غضب الله عليهم وعلى انها للتأكيد حملها البعض على العموم - 00:09:27ضَ

لان كل كافر فهو مغضوب عليه وحملها البعض على خصوص اليهود لانه وصف صار عرفا لهم وهو قول الحسن وابن زيد قاله ابو حيان ثم قال صاحب التتمة اثابه الله ومما تقدم للشيخ رحمة الله تعالى عليه - 00:09:49ضَ

في مقدمة الاضواء انه اذا اختلف في تفسير الاية العلماء وكان اكثر استعمال القرآن لاحد المعنيين كان مرجحا له على الاخر وهو محقق هنا كما قال الحسن اصبح عرفا عليهم - 00:10:10ضَ

وقد خصهم الله تعالى في قوله قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله؟ من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير ومثله قوله فيهم فباءوا بغضب على غضب - 00:10:27ضَ

وقد فرق الله بينهم وبين النصارى في قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولو قيل انها في اليهود وفي المنافقين لما كان بعيدا لان الله تعالى نص على غضبه على المنافقين - 00:10:45ضَ

في هذا الخصوص في سورة المجادلة في قوله تعالى الم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون وعلى هذا - 00:11:00ضَ

فتكون خاصة في اليهود والمنافقين والغرض من تخصيصها بهما وعودة ذكرهما بعد العموم المتقدم في عدو وعدوكم كما اسلفنا هو والله تعالى اعلم انه لما نهى اولا عن موالاة الاعداء - 00:11:15ضَ

وامر بتقطيع الاواصر بين ذوي الارحام ما لم يكونوا على دين الله جاء بعد ذلك ما يشيع الامل بقوله عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وعاديتم عامة باقية على عمومها - 00:11:35ضَ

ولكن اليهود والمنافقين لم يدخلوا في مدلول عسى تلك فنبه تعالى عليهم بخصوصهم لان لا يطمع المؤمنون او ينتظروا شيئا من ذلك وايأسهم من موالاتهم ومودتهم كيأس اليهود والمنافقين من الاخرة - 00:11:57ضَ

اي بعدم الايمان الذي هو رابطة الرجاء المتقدم في عسى وفعلا كان كما اخبر الله وقد جعل المودة من بعض المشركين ولم يجعلها من بعض المنافقين ولا اليهود فهي اذا مؤسسة لمعنى جديد - 00:12:18ضَ

وليست مؤكدة لما تقدم والعلم عند الله تعالى بهذا ايها المستمعون الكرام نأتي على نهاية لقائنا وكذا نهاية ما كتبه صاحب التتمة بتفسير سورة الممتحنة وستكون لقاءاتنا القادمة ان شاء الله في تفسير سورة الصف - 00:12:37ضَ

حتى نلقاكم نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:12:59ضَ