قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (723) - ربع يس (135) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم فسرت التجارة بقوله تعالى تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله - 00:00:26ضَ
باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون التجارة هي التصرف في رأس المال طلبا للربح كما قال تعالى الا ان تكون تجارة تديرونها بينكم وقال سبحانه وتجارة تخشون كسادها - 00:00:48ضَ
والتجارة هنا فسرت بالايمان بالله ورسوله وبذل المال والنفس في سبيل الله فما تكون المعاوضة الموجودة في تلك التجارة الهامة وقد بينها تعالى في قوله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة - 00:01:13ضَ
يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فهنا مبايعة وبشرى - 00:01:41ضَ
وفوز عظيم كذلك في هذه الاية يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب - 00:02:03ضَ
وقد دل القرآن على انه من فاتته هذه الصفقة الرابحة فهو لا محالة خاسر كما في قول الله تعالى اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين - 00:02:28ضَ
وحقيقة هذه التجارة ان رأس مال الانسان حياته ومنتهاه مماته وقد قال صلى الله عليه وسلم كل الناس يغدو. فبائع نفسه فمعتقها او موبقها والعرب تعرف هذا البيعة في المبادلة - 00:02:49ضَ
كما يقول الشاعر فان تزعميني كنت اجهل فيكم فاني شريت الحلم بعدك بالجهل وكما قال الاخر بدلت بالجمة رأسا ازعرا وبالثنايا الواضحات الدردرة كما اشترى المسلم اذ تنصر واطلق الشراء على الاستبدال - 00:03:15ضَ
قال صاحب التتمة اثابه الله تنبيه في هذه الاية الكريمة تقديم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في قوله تعالى وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم وفي اية التوبة قدم النفس على المال - 00:03:43ضَ
فقال اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم وفي ذلك سر لطيف اما في اية الصف هذه فان المقام مقام تفسير وبيان لمعنى التجارة الرابحة بالجهاد في سبيل الله وحقيقة الجهاد بذل الجهد والطاقة - 00:04:08ضَ
والمال هو عصب الحرب وهو مدد الجيش وهو اهم من الجهاد بالسلاح فبالمال يشترى السلاح وقد تستأجر الرجال كما في الجيوش الحديثة وبالمال يجهز الجيش ولذا لما جاء الاذن بالجهاد - 00:04:33ضَ
اعذر الله جل وعلا المرضى والضعفاء واعذر معهم الفقراء الذين لا يستطيعون تجهيز انفسهم واعذر معهم الرسول صلى الله عليه وسلم اذ لم يوجد عنده ما يجهزهم به كما في قوله تعالى - 00:04:56ضَ
ليس على الضعفاء ولا على المرضى الى قوله ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون - 00:05:20ضَ
وكذلك من جانب اخر قد يجاهد بالمال من لا يستطيع الجهاد بالسلاح النساء والضعفاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا فقد غزى اما الاية الثانية فهي في معرض الاستبدال والعرض والطلب - 00:05:39ضَ
او ما يسمى بالمساومة فقدم النفس لانها اعز ما يملك الحي وجعل في مقابلها الجنة وهي اعز ما يوهب واحسن ما قيل في ذلك اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كله ثمن - 00:06:03ضَ
بها تملك الاخرى فان انا بعتها بشيء من الدنيا فذاك هو الغبن لئن ذهبت نفسي بدنيا اصيبها لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن التجارة هنا معاملة مع الله ايمان به وبرسوله - 00:06:26ضَ
وجهاد بالمال والنفس والعمل الصالح كما قيل ايضا فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فانما الربح والخسران في العمل وفي اية التوبة ان الله اشترى من المؤمنين تقديم بشرى خفية لطيفة - 00:06:49ضَ
بالنصر لمن جاهد في سبيل الله وهي تقديم قوله فيقتلون بالبناء للفاعل كيف يقتلون عدوهم ويقتلون بالبناء للمجهول لان التقديم هنا يشعر بانهم يقتلون العدو قبل ان يقتلهم ويصيبون منه - 00:07:14ضَ
قبل ان يصيب منهم ومثل هذا يكون في موقف القوة والنصر والعلم عند الله تعالى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين الاية - 00:07:39ضَ
في هذه الاية ايضا اشعار المسلمين بالنصر في قوله جل وعلا ايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين ولكن لم يبين فيها هل كانوا انصار الله كما كان الحواريون انصار الله ام لا - 00:08:01ضَ
وقد جاء ما يدل على انهم بالفعل انصار الله كما تقدم في سورة الحشر في قوله تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله - 00:08:25ضَ
وكذلك الانصار في قوله عنهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار وكقوله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم فاشداء على الكفار هو معنى ينصرون الله ورسوله - 00:08:49ضَ
ثم جاء المثل المضروب لهم بالتآزر والتعاون في قوله تعالى ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فسماهم انصارا. وبين نصرتهم سواء من المهاجرين او الانصار - 00:09:16ضَ
رضوان الله تعالى عليهم اجمعين والعلم عند الله تعالى ايها المستمعون الكرام بهذا ينتهي تفسير سورة الصف حسب ما كتبه المؤلف اثابه الله وستكون لقاءاتنا القادمة ان شاء الله في تفسير سورة الجمعة - 00:09:43ضَ
وحتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:10:03ضَ