قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (725) - ربع يس (137) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ - 00:00:03ضَ
عطية محمد سالم قال اثابه الله قوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في املائه هذا مثل ضربه الله لليهود - 00:00:26ضَ
وهو انه شبههم بحمار وشبه التوراة التي كلفوا العمل بما فيها باسفار اي كتب جامعة للعلوم النافعة وشبه تكليفهم بالتوراة بحمل ذلك الحمار لتلك الاسفار كما ان الحمار لا ينتفع بتلك العلوم النافعة - 00:00:50ضَ
التي في تلك الكتب المحمولة على ظهره وكذلك اليهود لم ينتفعوا بما في التوراة من العلوم النافعة لانهم كلفوا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم واظهار صفاته للناس فخانوا وحرفوا وبدلوا - 00:01:16ضَ
فلم ينفعهم ما في كتابهم من العلوم انتهى فاشار الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الى ان وجه الشبه عدم الانتفاع بما تحملوه من التوراة وهم يعلمون ما فيها من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:01:41ضَ
وقد اوضح الله تعالى هذا في موضع اخر في قوله سبحانه الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وقد جحدوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:05ضَ
وهم يعرفونه كما يعرفون ابناءه فلم ينفعهم علمهم به وهذه الاية ينبغي الحذر من صفات من ذكر فيها وخاصة لطلاب العلم وحملته كما قال تعالى بئس مثل القوم اي تشبيههم - 00:02:30ضَ
في هذا المثل بهذا الحيوان المعروف وقد سبق للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه كلام على هذا المثال في عدة مواضع من الاضواء منها في الجزء الثاني عند قول الله تعالى فمثله كمثل الكلب الاية - 00:02:52ضَ
ومنها في الجزء الثالث عند قول الله تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد الاية ومنها في الجزء الرابع عند قول الله جل وعلا ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس في سورة الكهف - 00:03:18ضَ
بما فيه الكفاية والذي ينبغي التنبيه عليه هو ان اكثر المفسرين يجعل هذا المثل من قبيل التشبيه المفرد وان وجه الشبه فيه مفرد وهو عدم الانتفاع بالمحمول كالبيت الذي فيه قوله - 00:03:39ضَ
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول قال صاحب التتمة والذي يظهر والله تعالى اعلم انه من قبيل التشبيه التمثيلي لان وجه الشبه مركب من مجموع كون المحمول كتبا نافعة - 00:04:01ضَ
والحامل حمار لا علاقة له بها بخلاف ما في البيت لان العيسى يمكن ان تنتفع بالماء لو حصلت عليه والحمار لا ينتفع بالاسفار ولو نشرت بين عينيه وفيه اشارة الى ان من موجبات نقل النبوة - 00:04:26ضَ
عن بني اسرائيل كلية انهم وصلوا الى حد اليأس من انتفاعهم بامانة التبليغ والعمل فنقلها الله الى قوم احق بها وبالقيام بها قوله تعالى قل يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس - 00:04:49ضَ
فتمنوا الموت ان كنتم صادقين قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في املائه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والذين هادوا هم اليهود ومعنى هادوا اي رجعوا بالتوبة الى الله من عبادة العجل - 00:05:15ضَ
ومنه قوله تعالى ان هدنا اليك وكان رجوعهم عن عبادة العجل بالتوبة النصوح حيث سلموا انفسهم للقتل توبة وانابة الى الله كما بينه تعالى بقوله فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم - 00:05:41ضَ
الى قوله فتاب عليكم وقوله ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في قول الله تعالى ان زعمتم انكم اولياء لله - 00:06:06ضَ
اي ان كنتم صادقين في زعمكم انكم اولياء لله وابناء الله واحباؤه دون غيركم من الناس فتمنوا الموت لان ولي الله حقا يتمنى لقاءه والاسراع الى ما اعد له من النعيم المقيم - 00:06:34ضَ
انتهى وفي قوله رحمة الله تعالى عليه اشارة الى بيان زعمهم المجمل في الاية وهو ما بينه تعالى بقوله عنهم وعن النصارى معهم وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه - 00:06:57ضَ
وقد رد زعمهم عليهم في قوله تعالى الف لم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق ومثل هذه الاية وهي اية ان زعمتم انكم اولياء لله مثلها قوله تعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس - 00:07:21ضَ
فتمنوا الموت ان كنتم صادقين وقال الشيخ رحمة الله تعالى عليه وقيل المراد بالتمني المباهلة والمراد من الاية اظهار كذب اليهود في دعواهم انهم اولياء الله وقوله ان زعمتم مع قوله ان كنتم - 00:07:47ضَ
شرطان يترتب الاخر منهما على الاول اي فتمنوا الموت ان زعمتم اي ان صدقتم في زعمكم ونظيره من كلام العرب قول الشاعر ان تستغيثوا بنا ان تذعروا تجد منا معاقل عز زانها كرم - 00:08:12ضَ
ايها المستمعون الكرام كان هذا مقدار لقائنا ولنا بعده ان شاء الله لقاء اخر قريب وحتى نلقاكم نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:35ضَ