قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (732) - ربع يس (144) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه ونحن في هذه الحلقة نمضي مع صاحب التتمة في حديثه حول قول الله تعالى فاسعوا الى ذكر الله الاية قال اثابه الله مسألة وقت السعي الى الجمعة - 00:00:26ضَ
ظاهر قول الله تعالى اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ان السعي يكون بعد النداء وعند ترك البيع ومفهومه انه لا يلزم السعي ولا ترك البيع قبل النداء - 00:00:47ضَ
وهذا ظاهر من النص ولكن جاءت نصوص للحث على البكور الى الجمعة منها قوله صلى الله عليه وسلم من بكر وابتكر ومشى ولم يركب وصلى ما تيسر له الحديث حديث من راح في الساعة الاولى الى اخر الحديث - 00:01:08ضَ
كان البكور مندوبا اليه. وهذا امر مسلم به ولكن وقع الخلاف بين مالك والجمهور في مبدأ البكور ومعنا الساعة الاولى اي ساعة لغوية او زمنية وهل هي الاولى من النهار - 00:01:31ضَ
او الاولى بعد الاذان فقال مالك ان الساعة لغوية. وهي الاولى بعد الاذان اذ لا يجب السعي الا بعده وقبله لا تكليف به وحمل الجمهور الساعة على الساعة الزمنية وان الاولى هي الاولى من النهار - 00:01:51ضَ
والراجح ما ذهب اليه الجمهور لعدة امور اولا في الحديث لفظ البكور لان لفظ البكور لا يكون الا لاول النهار. ولا يقال لما بعد الزوال بكور بل يسمى عشيا كما في قوله تعالى بكرة وعشيا - 00:02:16ضَ
وتكرار بكر وابتكر يدل على انه في بكرة النهار واوائله وكذلك لفظة من راح لان الرواح في اول النهار كما قد يستعمل في العربية ثانيا في الحديث وصلى ما تيسر له - 00:02:38ضَ
وهو دليل قاطع على ان هناك زمنا يتسع للصلاة بقدر ما تيسر له اما على مذهب مالك رحمه الله فلا متسع لصلاة بعد النداء ولا سيما في زمن رسول الله - 00:03:00ضَ
صلى الله عليه وسلم. لانه لم يكن الا اذان واحد وبعد النداء لا متسع للصلاة ثالثا ما جاء عن بعض السلف كما تقدم انه كان يصلي اربعا وثمانية واثنتي عشرة ركعة - 00:03:15ضَ
وهذا كله لا يكون مع الساعات اللغوية وما جاء عند النيسابوري من قوله في تفسيره وكانت الطرقات في ايام السلف وقت السحر وبعد الفجر خاصة بالمبكرين الى الجمعة يمشون بالسرج - 00:03:34ضَ
وقيل اول بدعة احدثت في الاسلام ترك البكور الى الجمعة كما اسلفنا والذي يقتضيه النظر في هذه المسألة هو ان زمن السعي له جهتان. جهة وجوب والزام وهذا لا شك انه بعد النداء - 00:03:55ضَ
الا من كان محله بعيدا حيث لو انتظر حتى ينادى لها لا يدركها ويتعين عليه السعي اليها قبل النداء اتفاقا لانه لا يتمكن من اداء ما وجب عليه من صلاة الجمعة الا بذلك - 00:04:15ضَ
وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب هذا مخصوص من ظاهر النص المتقدم الجهة الثانية جهة ندب واستحباب وهذا لا يتقيد بزمن وانما هو بحسب ظروف الشخص ومن تمكن من البكور - 00:04:34ضَ
ولم يتعطل ببكوره ما هو الزم منه فيندب له البكور وبحسب ما يكون بكوره في الساعات الخمس المذكورة في الحديث يكون ما له من الاجر ويشهد لهذا المعنى امران الاول حديث - 00:04:53ضَ
الملائكة على ابواب المساجد يكتبون الاول فالاول اذا حضر الامام طوت الصحف وجلسوا يستمعون الذكر الكتابة الاول فالاول قبل خروج الامام تدل على فضل الاولية قبل النداء. كما تقدم الامر الثاني اننا وجدنا لكل واجب مندوبا - 00:05:12ضَ
والسعي الى الجمعة عند النداء واجب فيكون له مندوب وهو السعي قبل النداء وكما للصلاة والصيام والزكاة واجب ومندوب وكذلك للسعي واجب ومندوب فواجبه بعد النداء ومندوبه قبله والله تعالى اعلم - 00:05:36ضَ
قال اثابه الله الغسل للجمعة في قول الله تعالى اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله ترتيب السعي الى ذكر الله على النداء ومعلوم ان هذا مقيد بسبق الطهر اجماعا - 00:05:59ضَ
وقد جاء في قوله تعالى اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم فكانت الطهارة بالوضوء شرطا في صحة الصلاة وهنا بخصوص الجمعة لم يذكر شيء في خصوص الطهر لها بوضوء او غسل - 00:06:20ضَ
وقد جاءت احاديث في غسل الجمعة منها حديث ابي سعيد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وفي لفظ طهر يوم الجمعة - 00:06:39ضَ
واجب على كل محتلم كطهر الجنابة وهذا نص صريح في وجوب الغسل على كل من بلغ سن الحلم وجاء حديث اخر من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل افضل - 00:06:56ضَ
وهذا نص صريح بافضلية الغسل على الوضوء وبالتالي صحة الجمعة بالوضوء دون الغسل وهذا هو مذهب الجمهور وقد جاء عند مالك في الموطأ ان عثمان دخل يوم الجمعة وعمر يخطب - 00:07:17ضَ
عاتبه على تأخره فاخبره انه ما ان سمع النداء حتى توضأ واتى الى المسجد فقال له والوضوء ايضا وذلك بمحضن من الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ولم يأمره بالعودة الى الغسل - 00:07:38ضَ
ولو كان واجبا لما تركه عثمان من نفسه ولا اقره عمر وتركه على وضوءه فقال الجمهور ان الحديث الاول قد نسخ الوجوب فيه في حديث المفاضلة المذكور استدلوا على ذلك بامرين. الاول - 00:08:00ضَ
قصة عمر مع عثمان رضي الله عنهما هذه القصة والثاني قول عائشة رضي الله عنها كانوا في اول الامر هم فعلة انفسهم. فكانوا يأتون الى المسجد ويشتد عرقهم فتظهر لهم روائح - 00:08:22ضَ
فعزم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغسل ولما فتح الله عليهم وجائتهم العلوج وكفوا مؤنة العمل رخص لهم في ذلك وهذا هو مذهب الجمهور كما قدمنا وعند الظاهرية وجوب الغسل ولكن لليوم - 00:08:40ضَ
لا للجمعة لنص الحديث غسل يوم الجمعة. ولم يقل غسل صلاة الجمعة واستدلوا لما ذهبوا اليه بعدد من النصوص في تعهد الشعور والاظافر والغسل بصيغة عامة كل يوم على الاطلاق - 00:09:02ضَ
وقيدوه في الغسل بخصوص الجمعة وعليه فان من لم يغتسل عندهم قبل الصلاة فعليه ان يغتسل بعدها وانه ليس شرطا عندهم لصحتها والذي يظهر هو صحة مذهب الجمهور لامرين الاول ان مناسبة الغسل في هذا اليوم انسب ما تكون - 00:09:21ضَ
في ذلك التجمع كما اشارت عائشة رضي الله عنها واذا اهدرت هذه المناسبة كان يوم الجمعة وغيره سواء الثاني ان سياق الاية يشير اشارة خفية الى عدم وجوب الغسل لانه لم يذكر نوع طهارة عند السعي بعد الاذان - 00:09:46ضَ
ومعلوم انه لابد من طهر لها ويكون احالة على الاية الاخرى العامة في كل الصلوات اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم. الاية ويكتفى بالوضوء وتحصل الافضلية بالغسل والعلم عند الله تعالى - 00:10:10ضَ
ايها المستمعون الكرام قد بقيت حلقة واحدة في تفسير سورة الجمعة حسب ما وضعه المؤلف اذابه الله. نأتي عليها في لقائنا القادم باذن الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:30ضَ